اعتبر مدير مبادرة العراق في المجلس الأطلسي، "عباس كاظم"، أن الوضع في البلاد "خطر للغاية"، مؤكدًا أن البلاد لم تشهد أبدًا "هذا النوع من العنف أو التهديد بالعنف المرتبط بعملية تشكيل الحكومة".
وقال "كاظم": "هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها جمودًا كاملًا. أيضًا، شهدت المظاهرات ومحاولات تفكيكها في الساعات القليلة الماضية استخدام الأسلحة وهذا أدى إلى وقوع إصابات للأسف"، حسبما أوردته شبكة CNN الأمريكية.
وأشار إلى أن العراق "في الشهر الحادي عشر من عملية تشكيل الحكومة ما بعد الانتخابات، ومع مرور الوقت، يصبح الأمر أصعب بشكل متزايد".
وأضاف: "المشكلة هي أن تيار الصدر فاز (في الانتخابات) بهامش صغير، حوالي 22% من المقاعد البرلمانية الإجمالية، وهذا ليس قريبًا من الغالبية لتشكيل حكومة، ناهيك عن أنه أقل بكثير من الثلثين اللازمين لانتخاب رئيس والمضي قدمًا برؤيته في تشكيل نسخته من الحكومة".
وأكد "كاظم" على أنه لا يرى "أي طريقة لتحقيق الرؤية التي يحاول (الصدر) فرضها بتشكيل حكومة أغلبية وطنية ليست طائفية، وبالتالي، فإن السيناريو الوحيد المحتمل هو أن تقتنع جميع الأطراف بأن الحقيقة على أرض الواقع ستمنع أي شخص من معارضة رؤية تشكيل الحكومة، وسيتوجب عليها العودة إلى التفاوض والاتفاق في نهاية المطاف".
وأشار إلى أن العراق "استغرق دائمًا وقتًا طويلاً لتشكيل حكومة بعد الانتخابات بسبب التوزيع الديموغرافي للسلطة وأيضًا قرارات تشكيل الحكومة نفسها، لكن ذلك كان دائمًا سلميًا ومن خلال المناقشات"، بعكس الأزمة الحالية.
والإثنين، اقتحم أنصار التيار الصدري القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، في أعقاب إعلان زعيم التيار "مقتدى الصدر" اعتزاله العمل السياسي.
وإزاء ذلك، أعلنت السلطات الأمنية فرض حظر تجولٍ في عموم العراق منذ الساعة 7 مساءً (بالتوقيت المحلي) من مساء الإثنين، حتى إشعار آخر.
ويمر العراق بأزمة سياسية تصاعدت حدتها منذ 30 يوليو/تموز الماضي، حين شرع أنصار "الصدر" باعتصام داخل المنطقة الخضراء، رفضا لترشيح تحالف "الإطار التنسيقي" (مقرب من إيران) "محمد السوداني" لمنصب رئيس الحكومة، وطالبوا بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
وجراء خلافات كبيرة بين قوى العراق، خاصة الشيعية منها، تعذر تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في البلاد في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2021.
