ف.تايمز: أمريكا تحاول العودة لأفريقيا بعد أن بنتها الصين وغزاها مرتزقة روسيا

السبت 3 سبتمبر 2022 01:15 م

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن الولايات المتحدة تحاول الآن العودة إلى أفريقيا، بعد ما بنتها الصين وأرسلت إليها روسيا مرتزقتها.

وقال التقرير الذي كتبه "ديفيد فيلينج"، إن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تنبه إلى ابتعاد أفريقيا عن الولايات المتحدة بعد إحجام الدول الأفريقية عن التصويت لإدانة روسيا وغزوها أوكرانيا (26 دولة)، لذلك قرر زيادة الجهود الدبلوماسية، حيث ستعقد واشنطن قمة أمريكية- أقريقية في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهي الأولى منذ 8 أعوام.

وقام "بايدن" أيضا بإلغاء قرار سلفه "دونالد ترامب" لخفض عدد القوات الأمريكية من الصومال ومنطقة الساحل، وكلاهما منطقتان يظهر منهما تهديد إرهابي مستمر.

وألقى الكاتب الضوء على التباطؤ الأمريكي حيال أفريقيا خلال السنوات الماضية، قائلا إن "ترامب" تعامل مع أفريقيا على أنها مكان مليء بـ"حفر البراز"، وأيضا لم يستطع "باراك أوباما" رغم علاقاته العائلية وأصوله من كينيا تشكيل سياسة واضحة إزاء أفريقيا، القارة التي عادة ما تراجعت في القوائم الأخرى من أولويات الإدارة الأمريكية الخارجية.

وقارن التقرير بين تلك السياسات، وما فعله "جورج دبليو بوش" الذي حاول القضاء على وباء الإيدز، أو "بيل كلينتون" بمبادرة "نماء أفريقيا" أو قانون الفرصة، وهي معاهدة تجارية تفضيلية لرئيس أمريكي بعروض لا ترد.

وإذا كان الدور الأمريكي متدنيا في القارة، فلم يتوان الآخرون عن العمل. فمنذ بداية القرن الحالي، تحركت الصين من لاعب جزئي إلى مستثمر رئيسي وشريك تجاري للكثير من الدول من أنجولا إلى إثيوبيا، بحسب ما ترجمه موقع "عربي 21".

 فمعظم البنى التحتية التي ظهرت في القارة بنتها الشركات الصينية

وفي خارج صناعة التنقيب، كان الأمريكيون بطيئون في التعامل مع الفرص التجارية أكثر من دول أخرى مثل تركيا والهند.

وفي الفترة الأخيرة، فضلت روسيا سياسة النفوذ بأقل الأسعار، حيث أرسلت مرتزقتها إلى مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى لدعم الديكتاتوريين والشركات المثيرة للشك.

عمليا، بدأت إدارة "بايدن" محاولة العودة، حيث قام وزير الخارجية "أنتوني بلينكن" بجولة في شهر أغسطس/آب الماضي زار فيها جنوب أفريقيا ورواندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية، وأعلن في جنوب أفريقيا عما نظر إليه إعادة ضبط في العلاقات. وكما قال فالدول الـ 54 التي تمثل القارة تلعب دورا مهما في السياسة الدولية أكبر مما يعترف به.

وقال الكاتب إنه بحلول عام 2050 سيكون واحد من كل أربعة في الكرة الأرضية أفريقياً.

ولو ازدهرت الغالبية فستكون مصدرا عظيما للدينامية والأفكار.

وبالمقابل لو عانى الكثير منها من التعثر فستغذي المشاكل التي لا يمكن التحكم بها من الهجرة والقضاء على الغابات.

وتقبع ثلث المعادن التي يحتاج إليها من أجل التحول إلى الطاقة المستدامة تحت الأرض الأفريقية، ويجب على شعوب أفريقيا، وليس نخبتها فقط الانتفاع من الأرباح الناجمة عنها وتحويل الكثير من المواد الخام في داخل القارة نفسها.

ففي حوض الغابات بالكونجو وفي دول وسط أفريقيا تكمن ثاني رئة كبرى للعالم.

ويعتبر رأس المال الأفريقي ثلث أصوات الأمم المتحدة. وتقود نيجيريا منظمة التجارة العالمية، وإثيوبيا منظمة الصحة العالمية.

وبحسب الكاتب، فهناك المجالات أمام الولايات المتحدة لزيادة النفوذ في أفريقيا، وأهداف استراتيجية واسعة، حيث ستدعم واشنطن المجتمعات المفتوحة والديمقراطية والتعافي من صدمة وباء كورونا وتحول عادل للطاقة، أي عدم معارضة الغاز. وستعمل واشنطن مع الشركاء الأفارقة، وهو تعبير يعني أنها تستمع إليهم ولا تتنمر عليهم.

وتمت موضعة العرض الأمريكي بطريقة مدروسة لمواجهة ما تقول واشنطن إنها مصالح الصين التجارية والجيوسياسية الضيقة. وضد رؤية روسيا لأفريقيا على أنها ساحة لشركات التعهدات الأمنية.

ويشير الكاتب إلى أن الدول الأفريقية لم تشعر بالارتياح عندما ابتلع الغرب كل اللقاحات المتوفرة وترك أفريقيا لكي تعيل نفسها، لكن دعم "بايدن" لتجاوز حقوق الملكية للقاح كان استثناء جيدا.

وينقل التقرير عن "تشيدي أودينكالو"، من مدرسة فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس، قوله إن "أمريكا اكتشفت أنها لو لم تعاود الاتصال مع أفريقيا فستتركها ساحة للصين وروسيا".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات الأمريكية الأفريقية أفريقيا جو بايدن

حراك القوى العظمى.. هل يشهد العالم حقبة جديدة من العلاقات الدولية؟

مجددا.. مناورات روسية صينية بالمحيط الهادي

البيت الأبيض: نأخذ تهديدات بوتين النووية بجدية ولا حاجة لزيادة قوات الردع

"النسور الصارخة".. واشنطن تنشر فرقة في أوروبا لأول مرة منذ 80 عاما

لمواجهة الصين وروسيا.. بايدن يستضيف قمة أفريقية