استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مصر: عودة استخدام المازوت خلافا لتوجهات مؤتمر المناخ!

السبت 3 سبتمبر 2022 02:36 م

مصر: عودة استخدام المازوت خلافا لتوجهات مؤتمر المناخ!

حتى العام المالي الماضي وصلت نسبة استخدام الغاز الطبيعي في شركات إنتاج الكهرباء إلى 98.2% مقابل نسبة 1.8% لاستخدام المازوت.

تعليمات جديدة بالتوسع في استخدام المازوت وقودا بمحطات توليد الكهرباء، بعد سنوات من الاستغناء عن المازوت والتوجه إلى استخدام الغاز الطبيعي.

استخدام الغاز الطبيعي أقل إضرارًا بالبيئة، حيث يتسبب استخدام المازوت في تلوث أكبر، وتأثير سلبي على أعمار محطات الإنتاج التي تستخدمه.

*   *   *

بينما تستعد مصر لاستقبال مؤتمر المناخ العالمي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، فوجئت شركات إنتاج الكهرباء الحكومية بتعليمات بالعودة إلى التوسع في استخدام المازوت وقودًا بمحطات توليد الكهرباء.

وذلك بعد سنوات من الاستغناء عن المازوت والتوجه لاستخدام الغاز الطبيعي باعتبار أن الغاز أقل إضرارًا بالبيئة، حيث يتسبب استخدام المازوت في تلوث أكبر، وتأثير سلبي على أعمار محطات الإنتاج التي تستخدمه.

وحتى العام المالي 20202021 ظلت الشركة القابضة للكهرباء التي تتبعها شركات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، تتباهى بوصول نسبة استخدام الغاز الطبيعي في شركاتها الإنتاجية إلى 98.2% مقابل نسبة 1.8% لاستخدام المازوت، وأن هذا قد تسبب في تحسن المؤشر البيئي، الذي يقيس عدد أطنان ثاني الكربون الناتجة عن إنتاج كل غيغاوات ساعة من الكهرباء.

فقد انخفض ذلك المؤشر من معدل 489 طنا من ثاني أكسيد الكربون لكل غيغاوات ساعة عام 20162017، إلى 459 طن في العام التالي ثم إلى 410 طن في العام المالي 20182019، ثم إلى 384 طنا في العام التالي ثم إلى 368 طن في 2020 2021.

وكذلك انخفض معدل استهلاك الوقود بالإنتاج إلى 180 غرام وقود لكل كيلووات ساعة في العام المالي 2020/ 2021، مقابل 214 غرام وقود في عام 2014/ 2015، وهو المعدل الذي ظل يتناقص تدريجيا مدة ست سنوات متتالية منذ تلك السنة.

وبالطبع سيقول البعض إن من أسباب تحسن المؤشر البيئي للكهرباء زيادة إنتاج الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو أمر صحيح ولكن بشكل جزئي، لأن التوزيع النسبي للقدرة الاسمية لمجمل محطات إنتاج الكهرباء في نهاية يونيو/ حزيران 2021، يشير إلى أن المحطات الحرارية أي التي تعمل بالوقود سواء الغاز أو غيره من المشتقات البترولية تشكل نسبة 90.1% من مجمل القدرات.

10% نصيب محطات الطاقة المتجددة

بينما كان نصيب محطات الطاقة المتجددة من الرياح والشمس 5.1% فقط، ومحطات الطاقة الكهرومائية 4.8%، أي أن نصيب محطات الطاقة المتجددة من مائية وشمسية ورياحية معا يمثل نسبة 9.9% من الإجمالي.

وكان نقص الغاز الطبيعي الكافي لمحطات توليد الكهرباء سببا رئيسيا، في ظاهرة استمرار انقطاع الكهرباء خلال سنوات 2012 و2013 و2014، حتى اضطرت الحكومة إلى خفض استخدام مصانع الأسمدة والإسمنت للغاز الطبيعي لتوجيهه إلى محطات الكهرباء عام 2014، رغم استخدام المازوت والسولار أيضا حينذاك.

ومع تحسن موقف الغاز الطبيعي الإنتاجي منذ العام المالي 20182019 بعد أربع سنوات مالية من استيراده، توسعت الحكومة في استخدام الغاز الطبيعي في إنتاج الكهرباء، ليرتفع نصيبه النسبي من وقود إنتاج الكهرباء تدريجيا من 65% عام 20152016، حتى تخطى نسبة تسعين بالمائة إلى أن وصل إلى 98.2% في العام المالي 20202021.

وانعكس ذلك على تراجع النصيب النسبي للمازوت في مكونات وقود إنتاج الكهرباء، من 25% في العام المالي 20142015 ليواصل انخفاضه التدريجي في السنوات التالية، حتى وصل إلى أقل من 2% بالعام المالي 20202021، أما السولار فكانت أعلى نسبة له في وقود إنتاج الكهرباء 3.4% بالعام المالي 20152016 لينخفض نصيبه تدريجيا حتى أصبح محدودا للغاية ولا يصل إلى نسبة واحد بالألف.

ضرورة إضافة حسابات الصيانة والثلوث

ومبرر الحكومة لعودة التوسع في استخدام المازوت على حساب الغاز الطبيعي مؤخرا، أنها توفر الغاز الطبيعي لتصديره إلى أوربا التي تعاني عجزا في الغاز، بعد توجهها إلى الاستغناء عن الغاز الروسي ردًّا على غزو روسيا لأوكرانيا، لكن أصحاب هذا القرار عليهم أن يعرفوا أن استهلاك إنتاج الكهرباء لكميات كبيرة من المازوت تخطت خمسة ملايين طن سنويا، قد تسبب في استيراد مصر للمازوت للمرة الأولى في العام المالي 2008/ 2009.

واستمر ذلك الاستيراد سنوات مع زيادة كميات المازوت المستخدمة التي بلغت 8.5 ملايين طن في العام المالي 2015/ 2016، وزادت عن ذلك في العام المالي التالي، لكن مع التوسع في استخدام الغاز الطبيعي في إنتاج الكهرباء تراجعت كميات المازوت المستخدمة تدريجيا، لتقل عن 6 ملايين طن عام 2017/ 2018 ثم تنخفض إلى أقل من 2.5 مليون طن في العام التالي، حتى بلغت كميات المازوت 568 ألف طن فقط في العام المالي 2020/ 2021.

ونتيجة لتراجع استخدام المازوت في إنتاج الكهرباء فقد توقف استيراده لانخفاض الطلب عليه، وهو ما يعني أن التوسع في استخدامه مرة أخرى يعني عودة الاستيراد كي يغطي الكميات الضخمة منه التي ستحل محل الغاز الطبيعي، حيث بدأ الاستهلاك اليومي حاليا يصل إلى 25 ألف طن يوميا، ويتوقع زيادته إلى 28 ألف طن يوميا، وهو ما يعني الوصول إلى ما بين 9.1 ملايين طن و10.2 ملايين طن سنويا.

وحتى إذا كان الغاز الطبيعي الذي سيتم تصديره أعلى سعرا من المازوت الذي سيتم استيراده، فيجب أن يدخل في الحسابات أمران، أولهما التأثير السلبي لاستخدام المازوت على كفاءة المحطات بتقصير أعمارها الإنتاجية، والثاني حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي ستنبعث من استخدامه.

وهو ما يتعارض مع ما يعلنه مرفق الكهرباء وحماية المستهلك عن حقوق مستهلك الكهرباء، ومنها حق الأمان وحق الحياة في بيئة سليمة، وكذلك حفاظا على صحة العاملين بشركات إنتاج الكهرباء البالغ عددهم 29 ألف شخص من بين 149 ألف شخص يعملون بالشركة القابضة لإنتاج الكهرباء، إلى جانب سكان المناطق المحيطة بمحطات شركات إنتاج الحكومية الست المنتشرة بأنحاء البلاد.

ترشيد طبيعي بسبب ارتفاع الأسعار

أما عن ترشيد الاستهلاك فهو يتم تلقائيا بسبب الاستمرار في رفع أسعار الكهرباء منذ العام المالي 20142015 وحتى الآن، ومن المقرر استمراره حتى عام 20242025، وها هي بيانات وزارة الكهرباء تشير إلى أن حجم استخدام الكهرباء بمصر في العام المالي 20202021 أقل مما كان عليه قبل ثلاث سنوات.

حيث بلغ 154.5 مليار كيلووات ساعة، مقابل 158.1 مليار كيلووات ساعة في العام المالي 20172018، رغم زيادة عدد المشتركين بنحو 2.8 مليون مشترك بين عامي المقارنة، ليصل عددهم إلى 39.9 مليون مشترك في يونيوحزيران 2021.

كما أن الفائض في إنتاج الكهرباء البالغ 27 غيغاواتا، كفرق بين الطاقة الاسمية البالغة 59 غيغاوات ساعة، والحمل الأقصى البالغ 31.9 غيغاواتا في العام المالي 20202021 يمثل عبئًا على الشركة القابضة للكهرباء في ظل محدودية كمية تصدير الكهرباء التي بلغت في نفس العام المالي 1.591 ميغاوات ساعة فقط، منها 610 غيغاوات إلى ليبيا، و492 غيغاوات إلى الأردن، و489 غيغاوات إلى السودان.

هذا في حين بلغت قروض الشركة القابضة للكهرباء في نفس العام المالي 292 مليار جنيه، كما بلغت أعباء تمويل القروض من أقساط وفوائد في نفس العام المالي 53 مليار جنيه، ويأتي قرار التحول إلى استخدام المازوت بدلا من الغاز الطبيعي ليزيد من أعبائها، لتمويل شراء تلك الكميات الضخمة من المازوت، وتحمل مصروفات أكبر للصيانة للتغلب على المشاكل الفنية التي يسببها استخدام المازوت بمحطات الإنتاج.

* ممدوح الولي كاتب مصري وخبير اقتصادي، نقيب الصحفيين المصريين السابق

المصدر | الجزيرة مباشر

  كلمات مفتاحية

مصر المازوت مؤتمر المناخ الغاز الطبيعي إنتاج الكهرباء محطات توليد الكهرباء الصيانة التلوث ارتفاع الأسعار ترشيد طبيعي

السيسي يطلب من العالم 800 مليار دولار للدول النامية.. ما السبب؟

تقرير حقوقي: استضافة مصر لمؤتمر المتاخ تقوض مصداقيته لهذه الأسباب

انتقادات لتوقيع مصر اتفاقا مع كوكاكولا لرعاية مؤتمر المناخ

ميدل إيست آي: مصر تدمر موقعا تراثيا عالميا يبعد 100 كم من موقع انعقاد قمة المناخ