الأزمة الدبلوماسية بين تونس والمغرب حول الصحراء الغربية تتفاقم

الاثنين 5 سبتمبر 2022 06:49 ص

الأزمة الدبلوماسية بين تونس والمغرب حول الصحراء الغربية تتفاقم

"رفض المغرب المشاركة في تيكاد كان أكثر وضوحا لأن البلاد لديها دبلوماسية إفريقية نشطة للغاية، على عكس تونس".

كانت نظرة الجزائر قاتمة للغاية لتقارب قيس سعيد مع مصر، منافستها الإقليمية القديمة. هل هذا يفسر تحسن العلاقات بين الجارتين؟

التوتر سيد الموقف في العلاقات المغربية التونسية على خلفية استدعاء المغرب سفيره لدى تونس وإلغاء مشاركته بالقمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي "تيكاد8".

المغرب شعر بغضب شديد للاستقبال الذي خصه الرئيس التونسي لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، "رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، الذي جاء لحضور قمة "تيكاد8".

*   *   *

تحت عنوان: "الأزمة الدبلوماسية بين تونس والمغرب بشأن الصحراء الغربية تستمر بلا هوادة"، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن التوتر ما يزال سيد الموقف في العلاقات المغربية التونسية، على خلفية استدعاء المغرب سفيره لدى تونس وإلغاء مشاركته في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي "تيكاد8".

كما أن الرباط أعلنت عبر اتحاداتها الرياضية، أن المنتخب المغربي لن يشارك في بطولة شمال إفريقيا للكاراتيه التي تنظم في العاصمة تونس في سبتمبر/أيلول.

وفي تونس، حيث استدعت السلطات بدورها سفيرها في الرباط، نددت نقابة الصحافيين بـ"حملة تشويه" بعد انتقادات شديدة طالتها من طرف الصحافة المغربية.

وأشارت "لوموند" إلى أن المغرب شعر بغضب شديد إثر الاستقبال الذي خصه الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، “رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، والذي جاء لحضور قمة اليابان وإفريقيا.

الخارجية المغربية وصفت استقبال إبراهيم غالي بأنه عمل خطير وغير مبرر يضر بالعلاقات بين تونس والمغرب. في المقابل أكدت وزارة الخارجية التونسية في بيان على موقف الحياد، مؤكدة على أنها "حافظت على حيادها التام بشأن مسألة الصحراء الغربية فيما يتعلق بالشرعية الدولية"، داعية إلى حل سلمي ومقبول من قبل الجميع. كما أشارت الصحيفة إلى أنه تاريخيا كانت تونس دائما تنأى بنفسها عن الخلاف حول الصحراء الغربية، رافضة الوقوف إلى جانب أي من جيرانها، المغرب أو الجزائر.

ونقلت "لوموند" عن المؤرخة صوفي بسيس، قولها إن الترحيب بإبراهيم غالي بالطريقة التي توحي بأنه "رئيس دولة" هو ما أثار حفيظة الرباط.

في الواقع، ذهب الرئيس التونسي شخصيا إلى المطار للترحيب بالزعيم الصحراوي. وتضيف صوفي بسيس أنه لو كان قيس سعيد قد اكتفى بإرسال ممثل عن وزارة الخارجية للترحيب بزعيم جبهة البوليساريو، لكان رد الفعل المغربي أقل حدة. لكن هذا الترحيب هو أكثر إثارة للدهشة لأن تونس لم تعترف أبدا بالجمهورية الصحراوية، تتابع السيدة بسيس.

وترى المؤرخة في إيماءة الرئيس التونسي قطيعة مع أسلافه، والتي ‘‘هي بلا شك نتيجة لتأثير جزائري واضح بشكل متزايد، حيث اقترب قيس سعيد من الجزائر بطريقة غير مسبوقة منذ انتخابه في عام 2019’’. وتتابع صوفي بسيس: ‘‘منذ استقلال تونس وخاصة منذ عام 1962، تاريخ استقلال الجزائر، واجهت تونس على الدوام محاولة من الجزائر في إدخالها إلى منطقة نفوذها’’.

في نفس السياق، نقلت ‘‘لوموند’’ عن الباحث يوسف الشريف، مدير مركز جامعة كولومبيا في تونس، قوله إن المصالح الاستراتيجية لتونس أقرب إلى الجانب الجزائري منها إلى الجانب المغربي. “يلاحظ أن إشارات التقارب بين تونس والجزائر العاصمة تضاعفت مؤخرا.

كانت نظرة الجزائر قاتمة للغاية لتقارب قيس سعيد مع مصر، منافستها الإقليمية القديمة. هل هذا يفسر تحسن العلاقات بين الجارتين؟ عموما وافقت الجزائر في 15 يوليو / تموز، على إعادة فتح حدودها المشتركة. حيث إن إغلاقها منذ وباء كوفيد شكل نقصا كبيرا في تونس، التي استقبلت بعد ذلك ما يقرب من 3 ملايين سائح جزائري في عام 2019. كما ساعدت الجزائر جارتها أثناء الوباء من خلال تزويدها بالأكسجين ودعمتها مؤخرا في مكافحتها للحرائق.

وتساءلت "لوموند" إن كانت الجزائر أيضا لعبت دور الوسيط بين السلطات التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل، الاتحاد النقابي القوي، الذي دعا إلى إضراب عام في 16 يونيو الماضي، وهذا ما ذهب إليه الكثير من المراقبين بعد المصافحة التي لوحظت بين الرئيس قيس سعيد والأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاما على استقلال الجزائر.

وتوقعت "لوموند" أن تستمر برودة العلاقات بين تونس والمغرب، قائلة إنه وحتى إن لم تؤثر الحادثة على السير الحسن لفعاليات قمة "تيكاد"، فإن غياب المغرب أثار اهتمام المجموعة.

فقد أعرب رئيس السنغال، ماكي سال، وهو أيضا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، عن أسفه لانسحاب المغرب وقال إنه يأمل في إيجاد حل بين الجزائر والرباط لمسألة الصحراء الغربية. وعلقت صوفي بيسيس قائلة "رفض المغرب المشاركة في تيكاد كان أكثر وضوحا لأن البلاد لديها دبلوماسية إفريقية نشطة للغاية، على عكس تونس".

الجزائر المغرب تونس قيس سعيّد البوليساريو الأزمة الدبلوماسية إبراهيم غالي

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الجزائر المغرب تونس قيس سعيد البوليساريو الأزمة الدبلوماسية إبراهيم غالي قمة "تيكاد8"

الجامعة العربية: الخلاف بين تونس والمغرب تمت تسويته

دبلوماسي مغربي ينفي حل الخلاف مع تونس

انسحاب وفد مغربي من مؤتمر للمناخ بتونس.. ما علاقة البوليساريو؟

"الاشتباكات تتصاعد".. مجلس الأمن يناقش تقرير جوتيريش بشأن الصحراء الغربية