استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

صناعة «البطولة» بدون مخاطر

الأحد 3 يناير 2016 08:01 ص

بعيد تسرحه بعد 35 عاماً من الخدمة، صدعت وسائل الإعلام الإسرائيلية الرؤوس، بالحديث عن العمليات السرية و«المعقدة» التي شارك فيها ونفذها «رامي بن براك»، النائب السابق لرئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، والذي قاد شعبة العمليات «قيساريا»، التي تعد أهم شعب الجهاز.

ومن دون الحديث عن طابع العمليات التي نفذها، وسم جميع المعلقين «بن براك» بـ«البطولة» و«رباطة جأش منقطعة النظير»، وغيرها من المصطلحات التي تزخر بها العبرية على فقرها.

لكن، وبخلاف ما روّجه المتغنون بـ«بطولاته»، فاجأ بن براك الجميع، عندما اعترف بأنه، على الرغم من عمله عقوداً في «قيساريا»، وعلى الرغم من أنه نفذ عمليات في مناطق كثيرة في العالم، إلا أنه قلما واجه مخاطر وتحديات في أثناء تنفيذه هذه العمليات.

وفي مقابلة أجراها معه الصحافي داني كشمارو، من قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، وبثت قبل أسبوعين، عزا بن براك الفضل في نجاحه وزملائه في تنفيذ العمليات السرية، بشكل أساس، إلى «الفجوة التكنولوجية» التي تفصل (إسرائيل) عن أعدائها الذين تستهدفهم هذه العمليات.

ومن دون أن يخوض في التفاصيل، أوضح بن براك أن أحد أهم مقومات النجاح في عمل الموساد توظيفه قدرات تكنولوجية أكبر بكثير ممّا لدى الأطراف المستهدفة بعملياته. ويشي إقرار بن براك بعوائد إيجابية هائلة تجنيها (إسرائيل) من التطور الكبير الذي حققته في مجال التقنيات المتقدمة، وهو ما سمح لها ليس فقط بتقليص الاعتماد على القوى البشرية، بل أفضى إلى تحولات جذرية على مبنى القوة العسكرية الإسرائيلية، بشكل يراعي المصالح الاقتصادية للكيان الصهيوني.

فنظراً لأن (إسرائيل) باتت ثاني أكبر منتج للطائرات بدون طيار في العالم، وبسبب الاستخدامات العسكرية والأمنية والاستخبارية الكبيرة والمتعددة التي باتت تضطلع بها هذه الطائرات، فقد قرّر الجيش الإسرائيلي تقليص استيعابه الطيارين، والاتجاه بدلاً من ذلك إلى استيعاب شبابٍ، مهمتهم تشغيل الطائرات بدون طيار من قواعد ثابتة وآمنة في عمق (إسرائيل) (صحيفة ميكور ريشون، 13-6-2015).

فمنذ العام 2004، ومروراً بالحروب على غزة في الأعوام: 2008 و2012 و2014، فإن معظم الشهداء في الجانب الفلسطيني سقطوا في غارات شنتها الطائرات بدون طيار. ويروي الصحافي الصهيوني، «عمير رايبوبورت»، الذي زار إحدى قواعد الطائرات بدون طيار، وسط الكيان الصهيوني، أن مجنداً ومجندة في عمر 19 عاماً ينفذان، من مقصورة تحكّم، غاراتٍ عديدة بالضغط على زر.

ويقلّص استخدام الطائرات بدون طيار المخاطر على العنصر البشري، حيث باتت (إسرائيل) تستخدمها في هجمات داخل سورية، كما حدث عندما اغتالت «جهاد مغنية»، القيادي في حزب الله، وعدد من قادة الحرس الثوري الإيراني في الجولان قبل ثلاثة أشهر. وبسبب إسهاماتها الميدانية الاستخبارية، عكف الجيش الإسرائيلي، منذ عامين، على تزويد كل كتيبة مقاتلة بطائرة بدون طيار، في حين يتجهون، في المستقبل، إلى تزويد كل كتيبة بقمر صناعي أيضاً.

وقد حسّنت (إسرائيل) قدراتها الاستخبارية عبر توظيف الحرب الإلكترونية، حيث لم يعد جلب المعلومات السرية الحيوية ممكناً فقط بتجنيد المصادر البشرية، أو عبر توظيف آليات التنصت والتصوير المتقدمة، بل بات ممكناً بتطوير برامج اختراق للمنظومات المحوسبة. فقد منحت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في مطلع 2013 وساماً لضابط في وحدة التجسس الإلكتروني المعروفة بـ«الوحدة 8200» لتمكّنه من الحصول على معلومات استخبارية بالغة الأهمية، باختراق منظومات محوسبة لطرف «عدو».

وقد تطور توظيف الإسرائيليين الفضاء الإلكتروني في المجال العملياتي إلى درجة أن ساد شعار «الفايروس بدل الصاروخ»، في إشارة إلى النجاحات التي حققتها الهجمات الإلكترونية بالفيروسات التي نفذتها (إسرائيل) عامي 2009 و2012، على المنشآت النووية الإيرانية، والتي أدت إلى أضرار كبيرة بالبرنامج النووي الإيراني، وأفضت إلى فرملته جدياً.

لا حاجة للتذكير بأن القدرات الكبيرة لإسرائيل في المجالين، التقني والإلكتروني، تعود أساساً إلى طابع نظام التعليم السائد، والذي يخطط له، بحيث يقود إلى هذه المخرجات. فقبل ثلاثة أشهر، أعلن وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بنات، ما سمّاها «ثورة الرياضيات»، والتي تهدف إلى زيادة عدد الطلاب الإسرائيليين الحاصلين على المستوى الخامس في الرياضيات في الثانوية العامة.

وقد عدّ بنات، الذي قاد وحدة خاصة في الجيش، وبعد تسريحه أدار شركة تقنيات متقدمة ناجحة، استيعاب علم الرياضيات وتطبيقاته متطلباً إجبارياً لتحقيق إنجازات حاسمة على صعيد صناعة التقنيات المتقدمة، بشقيها العسكري والمدني.

كل عربي يؤمن، وبحق، أن الصراع مع الكيان الصهيوني هو صراع بقاء، لا بد أن يؤمن، في المقابل، أن تحسين مكانة العرب في هذا الصراع يتطلب، ضمن شروط أخرى، ردم الهوّة التكنولوجية مع هذا الكيان. ومن الواضح أن تحقيق هذا الهدف يتطلب إنجاز مهمة كنس الاستبداد في العالم العربي المسؤول عن حالة التخلّف والتردي التي تعانيها الأمة على كل الصعد، وخصوصاً في مجال التعليم.

يعد التخلص من نظم الاستبداد متطلباً أساسياً للحاق العرب بركب الحضارة والتطور العلمي، الذي يحسّن مكانتهم في مواجهة (إسرائيل) وغيرها. ومن دون تحقيق هذا الشرط، سيواصل الصهاينة التبجح والتباهي بأن كيانهم يتفوّق على الدول العربية مجتمعة، لتيئيس العرب، ومحاولة إقناعهم بمواصلة التعايش مع ما يفرضه هذا الكيان الذي بات يركن إلى تفوقه التقني مركباً أساساً من مركبات استراتيجية الردع.

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) الإعلام الإسرائيلي المخابرات الإسرائيلية رؤساء الموساد الموساد

عودة إلى البدايات .. إزالة الغمام عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

لماذا ينبغي لليسار الإسرائيلي أن يخجل؟

فرصة (إسرائيل) الأخيرة!

الاستخبارات الإسرائيلية تحذر: إيران تقلص الفجوة الإلكترونية معنا «بسرعة»

المقاومة تنسف خطاب اليمين الإسرائيلي