أعلنت أوكرانيا، الثلاثاء، عن إسقاط طائرة مسيرة إيرانية استخدمتها القوات الروسية في حربها بالبلاد، ما يشكل أول دليل ملموس على إمداد طهران لموسكو بطائرات مسيرة انتحارية تمتلك إيران منها الآلاف، وذلك رغم نفي الأخيرة لهذا الأمر.

ونشر مسؤول عسكري أوكراني، بالإضافة إلى موقع موال للجيش الأوكراني، صورا لحطام الطائرة المسيرة، التي كانت تشبه شكل المثلث، وتعرف باسم "شاهد".

وقال المسؤول العسكري والموقع الإلكتروني إن القوات الأوكرانية أسقطت الطائرة المسيرة بالقرب من كوبيانسك في خاركيف، شرقي البلاد، وسط هجوم أوكراني اخترق الخطوط الروسية على تلك الجبهة.

وتشير الصور إلى أن القوات الأوكرانية أسقطت طائرة "شاهد" المسيرة ولم تنفجر عند الارتطام، وكان مكتوب عليها "M214 Geran-2"، وهو اسم غريب عن الأسلحة الروسية المعروفة، وفقا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس".

وتمتلك إيران نسخا متعددة من "شاهد"، التي حلقت فوق حاملة طائرات أمريكية في الخليج العربي، واستخدمها المتمردون المدعومون من إيران في اليمن، وهاجمت مستودعات النفط في السعودية، وزُعم أنها قتلت اثنين من البحارة على متن ناقلة نفط قبالة عمان في عام 2021.

ويُعتقد أن "شاهد" على شكل مثلث يبلغ مداها حوالي 2000 كيلومتر، على الرغم من أن إيران لم تقدم سوى القليل من التفاصيل حولها.

ويقول خبراء إن هذه الطائرات المسيرة التي تحمل قنابل تطير إلى وجهة محددة، ومن المحتمل أن تكون مبرمجة قبل رحلتها، وتنفجر إما في الهواء فوق الهدف أو عند الاصطدام به.

وفي 8 سبتمبر/أيلول الجاري، فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على شركة إيرانية اتهمتها بتنسيق رحلات جوية عسكرية لنقل طائرات إيرانية مُسيرة إلى روسيا وكذلك ثلاث شركات قالت إنها متورطة في إنتاج طائرات إيرانية مُسيرة.

وتتهم الولايات المتحدة إيران بتزويد روسيا بطائرات مُسيرة لاستخدامها في حربها في أوكرانيا، وهو ما تنفيه طهران، رغم أن قائدا بالحرس الثوري الإيراني أعلن، أواخر أعسطس/آب الماضي، أن بلاده صدرت طائراتها المسيرة إلى وجهات خارجية.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان، إنها فرضت عقوبات على "شركة سفيران" لخدمات المطارات ومقرها طهران، متهمة إياها بتنسيق الرحلات العسكرية الروسية بين إيران وروسيا، بما في ذلك تلك المرتبطة بنقل الطائرات المُسيرة والأفراد والمعدات ذات الصلة.

ويأتي الكشف العملي عن المسيرات الإيرانية في أوكرانيا، بالتزامن مع تدهور جهود إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي انسحبت منه واشنطن في عهد "دونالد ترامب".

ويمكن أن يشكل هذا الكشف سببا إضافيا في زيادة التوتر بين إدارة "جو بايدن" والقوى الأوروبية من جهة، وطهران من جهة أخرى.