انتخاب «عزام الأيوبي» أمينا عاما لـ«الجماعة الإسلامية» في لبنان

الاثنين 4 يناير 2016 08:01 ص

انتخب مجلس شورى «الجماعة الإسلامية» في لبنان رئيس المكتب السياسي «عزام الأيوبي» أمينا عاما للجماعة، خلفا للأمين العام السابق الشيخ «إبراهيم المصري» الذي أمضى ست سنوات في هذا المنصب، وذلك في الانتخابات التي جرت صباح أمس في مركز الجماعة الرئيسي في بيروت، في خطوة هي الأولى في تاريخها التي تقدم فيها الشباب إلى مواقع المسؤولية المباشرة.

وشكل انتخاب «الأيوبي»، وهو أول أمين عام لـ«الجماعة» من غير المؤسسين، خطوة متقدمة، حيث من المفترض أن يؤدي هذا الانتخاب، الذي سبقه انتخاب الشيخ «محمد عمار» لرئاسة مجلس الشورى، إلى تغييرات جذرية على صعيد المكاتب والدوائر والحلقات واللجان، تماشيا مع التوجه العام للقاعدة التنظيمية لـ«الجماعة» بضرورة تقاعد القيادات التقليدية، والانتقال إلى مبدأ التجديد الذي بدأ يعم أكثرية الأحزاب في لبنان.

وبدا واضحا أن تطلعات القاعدة التنظيمية لـ«الجماعة»، لم تلقَ تجاوبا لدى القيادات التقليدية التي رفضت التقاعد ورشحت الدكتور «غسان حبلص» (من مؤسسي الجماعة) لمنصب الأمين العام في مواجهة «عزام الأيوبي»، لكن ظروف التنافس، والتوجه الواضح والجدي من مجلس الشورى المؤلف من 36 شخصا، والذي أدخل عليه مؤخرا العنصر النسائي لتحقيق المزيد من الانفتاح، نحو الخروج من العباءة التقليدية، أوحى للدكتور «حبلص» بالانسحاب ليفوز «الأيوبي» بشبه تزكية.

وأشارت مصادر مطلعة في «الجماعة الإسلامية» إلى أن انتخاب «الأيوبي»، يأتي من ضمن التوجه العام لدى «حركة الإخوان المسلمين» على مستوى العالم ككل، والتي باتت على قناعة بأنها لم تعد قادرة على الاستمرار في ظل وجود قيادات تقليدية كبيرة في السن في مواقع المسؤولية، وهي لا تستطيع العمل بفاعلية، أو التعبير عن تطلعات الشباب المسلم، أو القيام بالزيارات المطلوبة منها، ومحاكاة التطور والتكنولوجيا والواقع الإسلامي المستجد والمأزوم.

ومن المفترض أن تستكمل «الجماعة» هيكليتها في مهلة أقصاها شهر فبراير/شباط المقبل، حيث من المفترض أن تعقد جلسة ثانية لانتخاب أعضاء المكتب العام ورئيس المكتب السياسي ومسؤولي المحافظات والقطاعات، قبل الانتقال إلى كل محافظة على حدة لانتخاب مكاتبها ولجانها.

وأكد«الأيوبي» أن «الجماعة» أمام مرحلة جديدة ورؤية جديدة ستتبلور خلال المرحلة المقبلة، «وستعبر عن نبض الشباب المؤمن بنهج الجماعة وخطها المعتدل سياسيا ودينيا»، مشددا على أن لكل مرحلة خصوصياتها وتطلعاتها.

وقال «الأيوبي» لجريدة «السفير» اللبنانية: «انتخابي أمينا عاما، سيكون استكمالا لمسيرة كبارنا من العلماء الذين تعاقبوا على هذا المنصب، لا سيما الدكتور إبراهيم المصري الذي قدم الكثير وتحمل المسؤولية في أصعب الظروف، وهو سيبقى مرجعا وموجها لي ولكل قيادات الجماعة، آملا أن أكون على قدر ثقته، شاكراً الثقة الكبيرة والغالية التي منحني إياها مجلس الشورى والتي أعتز بها، وسأعمل بوحيها دائما».

وأكد «الأيوبي» أن «انفتاح الجماعة الإسلامية على الجميع، وتلاقينا مع كل من يؤمن بطروحاتنا، وحوارنا مع كل من يختلف معنا، مؤكدين على ثوابتنا المتعلقة بالمقاومة ضد العدو الصهيوني، وبقضية فلسطين الحاضرة دوما في قلوبنا وعقولنا ونهجنا السياسي، وبتحصين ساحتنا الإسلامية ونبذ الفتنة من أي موقع أتت، وذلك تحقيقا للأمن والأمان والاستقرار والسيادة والحرية والديموقراطية لوطننا لبنان».

وعانت «الجماعة الإسلامية» منذ الانقلاب على حكم جماعة الإخوان المسلمون في مصر في 3 يوليو/تموز 2013، واستمرار الصراع السوري، من حالة ارتباك سياسي انعكس على الداخل اللبناني في ما خص علاقة «الجماعة» مع الأحزاب اللبنانية الأخرى.

  كلمات مفتاحية

الجماعة الإسلامية لبنان عزام الأيوبي

الأردن يحتجز رئيس المكتب السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» بلبنان ويمنعه من دخول البلاد