رغم "العنصرية وسوء المعاملة".. رغبة متزايدة من الأفارقة بالعمل في الخليج

الأحد 18 سبتمبر 2022 06:59 م

كشفت مجلة "إيكونوميست" البريطانية عن رغبة متزايدة لدى سكان شرق أفريقيا للعمل في دول الخليج رغم ما يسمعونه من أصدقائهم عن قصص "إساءة معاملتهم" هناك.

وأشارت المجلة في تقرير لها إلى "عدد متزايد من مواطني شرق أفريقيا" الذين يرغبون في العمل بالشرق الأوسط، وتقول إنه في العام الماضي، سافر نحو 87 ألف أوغندي وعدد مماثل تقريبا من كينيا إلى هناك.

ويروي العمال العائدون قصصا عن "العنصرية وسوء المعاملة والاستغلال"، بينما تؤكد الحكومات الخليجية أنها أدخلت إصلاحات تحمي حقوق العمالة الوافدة.

ويعيش حوالي 30 مليون عامل مهاجر في دول مجلس التعاون الخليجي، البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات.

وفي بعض دول الخليج، يشكل المهاجرون معظم السكان، ويعمل حوالي 80% منهم في البناء والضيافة والوظائف المنزلية.

وتشير المجلة إلى الأوغندية، "ريبيكا ناكابيتو"، التي تستعد للسفر إلى السعودية كعاملة منزلية رغم سماعها بقصة صديقة لها سُكب عليها الماء الساخن بسبب "النوم الزائد".

وتقول، وهي تستعد لمغادرة أوغندا لأول مرة في حياتها، إنها تأمل في أن تتم معاملتها "كإنسانة.. لا أريدهم أن يعاملوني مثل العبيد".

والسبب في هذه الرغبة للسفر، وفق المجلة، هو أن تصدير العمالة بالنسبة الحكومات الأفريقية يخلق فرص عمل أفضل من الداخل.

وفي أوغندا، تزداد قيمة تحويلات النقد الأجنبي التي يرسلها عمال من الخارج عن إيرادات البن، محصول التصدير الرئيسي في البلاد.

وخلقت هذه التجارة أكثر من 200 شركة توظيف، بعضها مملوك لضباط في الجيش وأقرباء للرئيس الأوغندي، "يوري موسيفيني".

والعمال الأفارقة مصدر جذب لأصحاب العمل في الخليج لأنهم "أرخص تكلفة" من العمالة الأسيوية، وبموجب الاتفاقات الثنائية، تحصل الخادمة الأوغندية في السعودية، على سبيل المثال، على 900 ريال (240 دولارا) في الشهر، وهو رقم أعلى بكثير مما يمكن أن تجنيه العاملة في بلدها، ولكن أقل من 1500 ريال، متوسط رواتب معظم الفلبينيين.

وبينما تعمل النساء في المنازل، يعمل معظم الرجال في مجالات البناء أو الحراسة.

ويقول "موسى كافيريتا"، الأوغندي الذي عمل في موقع بناء في دبي، حيث كان يتقاضى أجرا "أقل" من الهنود: "إنهم يعتبروننا أشخاصا نشيطين ولكن كسالى من الناحية الذهنية، لذلك يضعوننا في أصعب الوظائف".

ووفق دراسة استقصائية عن العمال الكينييين في الخليج، أجراها "الصندوق العالمي لإنهاء العبودية الحديثة"، قال 99% منهم إنهم "تعرضوا لسوء المعاملة"، وكانت الشكاوى الأكثر شيوعا هي مصادرة جوازات السفر أو منع الأجور، ويليها العنف والاغتصاب.

والعام الماضي، توفي 28 أوغنديا أثناء عملهم في الشرق الأوسط، يعتقد ناشطون أنهم قتلوا على أيدي أصحاب العمل.

وتقول "جاكي" (اسم مستعار) إن رئيس عملها في السعودية اغتصبها، ولم تستطع الإبلاغ عن ذلك لأنه أخذ هاتفها. وعندما عادت إلى أوغندا، وهي حامل في شهرها السادس، قالت شركة التوظيف إنها مارست الجنس معه بالتراضي.

ويشير تقرير "إيكونوميست" إلى أن العمال الأوغنديين يفضلون العمل في الخليج رغم هذه الظروف لأنهم ينظرون إلى هذه المسألة بشكل "واقعي" فهم يعرفون "مكانة بلادهم في الاقتصاد العالمي".

ورغم المخاطر، فإنهم يرون أن العمل في الخارج هو الطريقة الوحيدة "لتمويل أحلامهم المتواضعة مثل افتتاح صالون لتصفيف الشعر أو شراء أرض أو متجر".

وتشير المجلة إلى أن الحديث عن حقوق العمال في الخليج يعرض أصحابه للخطر.

وقبل أيام، حذرت منظمة حقوقية من "عمليات اتجار وعنف وانتهاكات أخرى" تتعرض لها عاملات سيراليونيات في سلطنة عمان.

وكشف تقرير جديد للأمم المتحدة، نشر الإثنين الماضي، عن مشكلات تتعرض لهما العمالة المهاجرة بمناطق حول العالم ومن بينها المنطقة العربية.

لكن التقرير قال إن عدة بلدان أدخلت إصلاحات تهدف إلى سد الثغرات في الحماية القانونية للعمال المهاجرين، مثل قطر التي شرّعت مجموعة من الإصلاحات التشريعية وغيرها من التدابير الرامية إلى ضمان حقوق وحريات العمال المهاجرين، والإمارات التي شرعت قانونا لضمان حق عاملات المنازل المهاجرات في إنهاء عقود عملهن من جانب واحد.

المصدر | الخليج الجديد + الحرة

  كلمات مفتاحية

السكان الأفارقة العمل في الخليج دول شرق أفريقيا العنصرية الاستغلال العمالة الأفريقية في الخليج

العمالة بالخليج.. الوافدون سواعد العمل رغم الانتهاكات والضرائب المتصاعدة

الأفارقة العرب في السعودية.. قصة 150 عاما لأبناء المهاجرين الهوسا