تتجه ألمانيا لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال من الإمارات في الأيام المقبلة، كجزء من مسعى البلاد لتعويض تحرك روسيا لخفض الإمدادات، وذلك حسبما أفادت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وقال وزير الاقتصاد الألماني "روبرت هابيك"، في مؤتمر صحفي الإثنين، إنه من المرجح أن يوقع المستشار "أولاف شولتس" عقود التوريد خلال رحلته بالشرق الأوسط التي تستغرق يومين إلى ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن المحادثات تسير على قدم وساق، خصوصا مع الإمارات.
وأوضح "هابيك": "إمدادات الغاز تتوسع تدريجيا، والحكومة تُجري محادثات دائمة مع عديد من الدول، ومنها دول الخليج.. المستشار سيسافر الأسبوع المقبل إلى الإمارات، وسيكون بالتأكيد قادرا على توقيع بعض عقود الغاز الطبيعي المسال هناك".
وأضاف: "ليست الإمارات فقط، هناك دول أخرى، دول أفريقية. وبهذه الطريقة سنغلق الفجوة التي سببها نقص الغاز الروسي".
كما يعتزم "شولتس" السفر إلى قطر والسعودية خلال جولته الخليجية التي تبدأ السبت.
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية "ستيفن هيبيستريت"، خلال مؤتمر صحفي دوري في برلين الإثنين، إن التعاون في مجال الطاقة يتصدر جدول أعمال "شولتس" في جولته الخليجية.
ويمكن أن يكون الاتفاق مع الإمارات بمثابة دفعة لـ"شولتس" في ظل كفاح الحكومة لتعويض التدفقات الروسية بعد أن أغلق الكرملين خط أنابيب رئيسيا يزود القارة الأوروبية بالغاز.
ويتزايد قلق المسؤولين بشأن انقطاع التيار الكهربائي وتقنين الاستهلاك هذا الشتاء.
وتجري ألمانيا وقطر محادثات بشأن شحنات غاز طبيعي مسال محتملة منذ غزت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط. ولا توجد مؤشرات على حدوث انفراجة في المفاوضات حتى الآن.
وكانت المفاوضات مع واحد من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم صعبة بشكل خاص، وفقا لمسؤولين حكوميين ألمان.
ووصفوا استراتيجية قطر بأنها تتشدد في سعر وأجل الاتفاقات المحتملة.
على الجانب الآخر، أثبتت المناقشات مع موردي الغاز في أوروبا وأمريكا الشمالية أنها معقدة بالمثل؛ مما يبرز الصراع الشاق الذي يواجهه "شولتس" وحكومته في إتمام اتفاقيات لإمدادات قصيرة الأجل لمساعدة أكبر اقتصاد في أوروبا على تجنب النقص هذا الشتاء.
وقالت "بلومبرج" إن السعودية ستكون المحطة الأولى في جولة "شولتس"؛ إذ سيلتقي الملك وكذلك ولي العهد "محمد بن سلمان".
والأحد، سيكون المستشار الألماني في الإمارات وقطر، قبل أن يعود إلى برلين في المساء.
وكشف "هيبيستريت" أن المستشار الألماني سيرافقه "وفد أعمال رفيع المستوى"، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وقالت وزارة الاقتصاد الألمانية، الخميس، إنّ أول تسليم تجريبي للهيدروجين الأخضر من الإمارات وصل إلى مدينة هامبورج الألمانية، كجزء من حملة لإنشاء "سلسلة قيمة شاملة للهيدروجين بين ألمانيا والإمارات".
وأضافت الوزارة، في بيان أُرسل بالبريد الإلكتروني: "التسليم التجريبي يضع أساسا مهما لواردات الهيدروجين متوسطة الأجل، التي ستكون خضراء أيضا".
في حين أن السعودية ليست مُصدّرة للغاز الطبيعي المسال؛ فهي تستثمر مليارات الدولارات في الهيدروجين الأزرق والأخضر.
كما شهدت البلاد مطالب من أوروبا والولايات المتحدة هذا العام لضخ مزيد من النفط وخفض الأسعار بعد صعودها في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.
