جدد الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي"، الدعوة للتعامل بـ"حزم أكبر" مع الاحتجاجات التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 41 شخصاً، وتأججت بعد وفاة "مهسا أميني" إثر احتجازها من "شرطة الأخلاق".
وأکد "رئيسي" علی ضرورة التعامل بـ"حزم" مع من وصفهم "بالمخلين بالأمن العام".
ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية (رسمية) عن "رئيسي" القول، إن "من الضروري التمييز بين الاحتجاج، وتعطيل النظام العام والأمن".
ووصف الجيش الإيراني المحتجين في البلاد بأنهم "مثيرو شغب" وهدد بمواجهتهم، مندداً بما سماه "الإخلال بالأمن العام".
أفاد التلفزيون الرسمي بأن عدد القتلى ارتفع إلى 41، كما بث لقطات تظهر "مثيري شغب" في شوارع شمال وغرب طهران إضافة الى "بعض المحافظات"، قائلا إنهم أشعلوا النار في ممتلكات عامة وخاصة.
غير أن العدد قد يكون أكبر من ذلك إذ أفادت منظمة "ايران هيومن رايتس" (غير حكومية) المعارضة التي تتخذ مقرا في أوسلو بسقوط ما لا يقل عن 50 قتيلا خلال قمع التظاهرات.
This is not a scene from The Handmaid's Tale. But it might explain why people chant “death to the dictator” throughout Iran. #MahsaAmini #مهسا_امینی #IranProtests2022 pic.twitter.com/nPKHagWnxI
— Omid Memarian (@Omid_M) September 25, 2022
وفي السياق ذاته، أكد وزير الداخلية الإيراني "أحمد وحيدي" على وجود ما اعتبرها "أدلة طبية" تدحض مزاعم تعرض مهسا أميني للضرب على يد الشرطة.
ونسبت الوكالة الرسمية لوزير الداخلية القول، إن "نتائج المتابعة والتحدث مع من كانوا موجودين في المكان، والتقارير الواردة من الأجهزة المعنية، والتحقيقات الأخرى، تظهر جميعها أن أميني لم تتعرض للضرب".
وأشار "وحيدي"، إلى أن الحكومة تحقق في سبب وفاة "أميني"، مضيفاً: "علينا انتظار الرأي النهائي للطبيب الشرعي، وهو أمر يستغرق وقتاً".
وكانت "شرطة الأخلاق" أوقفت "أميني" المتحدرة من كردستان شمال غربي إيران في 13 سبتمبر/أيلول، بسبب "لباسها غير المحتشم"، وتوفيت بعد 3 أيام في المستشفى، واندلعت بعدها التظاهرات احتجاجاً على وفاتها أثناء احتجازها لدى الشرطة.
وحسب قانون يسري منذ عام 1983، على النساء الإيرانيات والأجنبيات ومهما كان دينهن ارتداء الحجاب في الأماكن العامة وتغطية أجسادهن بلباس فضفاض وطويل.
ووردت تقارير أن ضابطا ضرب رأس "أميني" بهراوة ورطم رأسها بإحدى سيارات الأمن، ولكن الشرطة قالت إنه لا يوجد دليل على أي سوء معاملة، وإن "أميني" عانت من "قصور مفاجئ في القلب".
See how savagely the security forces attacked and pushed this woman so her head hits the curb in the city of Shiraz.
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) September 24, 2022
Women are still resisting the crackdown and leading the fight. #MahsaAmini is becoming a symbol of resistance against regime.#مهسا_امینی
pic.twitter.com/MTfDwKvMaH
ووفق قناة "إيران إنترناشيونال"، فإن الاحتجاجات انطلقت مجدداً في مدينة رشت شمال البلاد، وكرج القريبة من طهران، وسط هتافات من المحتجين في العاصمة ضد المرشد الإيراني "علي خامنئي".
وردد المحتجون هتافات "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي"، كما هتفوا: "هذا العام عام الدم.. سيسقط فيه خامنئي".
وتواجه المتظاهرون على مدى 8 ليال مع قوات الأمن فأحرقوا آليات للشرطة وأطلقوا شعارات معادية للنظام في العاصمة طهران، كما في أصفهان وقم (وسط) ومشهد (شمال) وعشرات المدن الأخرى، وفق وسائل إعلام وناشطين.
وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، استمرار الاحتجاجات في سنندج، عاصمة إقليم كردستان الإيراني، في ساعة متأخرة من مساء السبت، على الرغم من وجود الشرطة المكثف.
والاحتجاجات هي الأكبر التي تجتاح البلاد منذ مظاهرات خرجت اعتراضاً على أسعار الوقود في 2019، وسقط خلالها 1500 شخص في حملات قمع ضد المتظاهرين.
وكانت تلك أكثر المواجهات دموية في تاريخ إيران.
وتحدثت تقارير عن اعتقالات تجاوزت المئات.
Iran Protest on Hijab Row-
— Chaudhary Parvez (@ChaudharyParvez) September 25, 2022
More than 140 protesters killed, at least 5,000 protesters arrested.- According to the People’s Mojahedin Organization of Iran (PMOI/MEK)!!#Iran #MahsaAmini #OpIran #IranProtests2022 #مهسا_اميني #IranianLivesMatter #Hijab pic.twitter.com/Ct3O5e1G3K
واعتقلت قوات الأمن أعداداً من الناشطين والصحفيين، وأفاد "شريف منصور" من "لجنة حماية الصحفيين" ومقرها في الولايات المتحدة، بتوقيف 11 صحفياً منذ الاثنين، بينهم "نيلوفر حميدي" من صحيفة "شرق" الإصلاحية، الذي كتب عن وفاة "أميني".
وحذرت منظمة "العفو الدولية"، من أن الأدلة التي جمعتها تشير إلى "نمط مروّع من إطلاق قوات الأمن الإيرانية عن عمد وبشكل غير قانوني الذخيرة الحية على المتظاهرين".
وبالتزامن، أفاد مرصد "نتبلوكس" لمراقبة انقطاعات الإنترنت، بأن الخدمة عبر الهواتف المحمولة تعطلت 3 مرات على الأقل خلال الأيام السبعة الماضية في إيران.
ويقول ناشطون إن هذه الخطوة، تهدف إلى منع انتشار لقطات فيديو في العالم تظهر أحداث العنف.
وقال المرصد السبت، إن تطبيق مكالمات الفيديو "سكايب" التابع لشركة "مايكروسوفت" صار مقيداً، وهو أحدث إجراء من هذا النوع بعد استهداف منصات منها "إنستجرام" و"واتسآب" و"لينكد إن".
وفي محاولة للمساعدة في توفير اتصال مستمر بالإنترنت للإيرانيين، قررت الولايات المتحدة منح استثناءات من نظام العقوبات الذي تفرضه على إيران، في خطوة قالت طهران اليوم إنها تتماشى مع موقف واشنطن العدائي نحوها.
واتهمت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة "بالسعي لإضعاف الأمن والاستقرار في البلاد"، وتوعدت بـ"الرد على محاولات انتهاك سيادة البلاد".
ونقلت قناة "العالم" عن الخارجية قولها في بيان رداً على الإجراءات الأمريكية، أن واشنطن "تسعى دوماً دون جدوى وراء إضعاف الأمن، والاستقرار في إيران".
وأضافت الخارجية: "الولايات المتحدة خفضت بعض إجراءات الحظر بمجال الاتصالات"، لكنها أبقت على ضغوطها القصوى، في إجراء وصفته بأنه "نفاقي لتمرير أهدافها ضد إيران"، كما أشارت إلى أن محاولات انتهاك سيادة البلاد "لن تبقى دون رد".
The #Iranian🇮🇷 people are fully fed up with thier theocratical, corrupt and malicious regime.#IranProtests2022 #Iran #IranRevolution #IranianLivesMatter pic.twitter.com/X5tFBDeiHw
— Salman Al-Ansari (@Salansar1) September 24, 2022
كما تتهم طهران المعارضين الإيرانيين الأكراد المسلحين بالضلوع في الاضطرابات الجارية في البلاد، لا سيما في الشمال الغربي حيث يعيش معظم الأكراد الإيرانيين البالغ عددهم 10 ملايين.
وأمام ذلك، شنت قوات إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني هجوما مدفعيا على قواعد عسكرية على المناطق الكردية شمالي العراق، السبت.
ووفق ما نقلته قناة "Press TV" الحكومية، فإنه "باستخدام نيران المدفعية، من قاعدة حمزة سيد الشهداء، هاجم الحرس الثوري الإيراني قواعد الإرهابيين المعادين لإيران على حدود إيران الشمالية الغربية وهاجم بعض القواعد الحدودية في بلدنا".
ونقلت وكالة "فارس" شبه الرسمية الإيرانية عن مصدر عسكري مطلع قوله: "لقد جاء الهجوم المدفعي للحرس الثوري ردا على الاضطرابات وتصرفات العصابات وبهدف معاقبة وضرب هذه المجموعات، وستتواصل هذه الهجمات المدفعية"، حسب قوله.
من جانبه، أكد مصدر أمني أن القصف المدفعي الإيراني استهدف عددا من المناطق الجبلية شمال مدينة إربيل، ولم يسفر عن إصابات حسب المعلومات الأولية لكن اندلاع الحرائق في الجبال خلق حالة من الهلع في المنطقة.
وكانت قد استهدفت إيران مسلحين في منطقة كردستان العراق في الماضي، لكن بالقصف الذي شنته السبت، فإن طهران تتهم المجموعات الكردية بزعزعة استقرار البلاد عبر دعم المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع بأعداد هائلة وواجهوا السلطات بعد مقتل "أميني".