لماذا تعود إسرائيل لاغتيال مقاومي الضفة من الجو؟

الجمعة 30 سبتمبر 2022 08:48 ص

تعكس العودة إلى الاغتيالات من الجو والاستعانة بطائرات مسيّرة لتصفية المقاومين الفلسطينيين مخاوف إسرائيل من تنفيذ اجتياحات برية، تفاديا لاحتكاك جنودها مع الناشطين الفلسطينيين في الميدان.

وأعطى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "أفيف كوخافي" قواته الضوء الأخضر لاستخدام طائرات مسيرة، في اغتيال مقاومين فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، ما أعاد إلى الأذهان الاغتيالات التي نفذها الاحتلال بطائرات حربية للمقاومين خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005)، في مسعاه لإخمادها ووقف العمليات الاستشهادية.

وتأتي هذه التعليمات بعد سنوات طويلة من توقف اغتيالات المقاومين بالطائرات والقذائف المدفعية في الضفة التي أدت إلى استشهاد المئات منهم خلال سنوات الانتفاضة، ومنهم عدد كبير من المقاومين في مخيم جنين، لكنها استخدمت على نطاق واسع خلال الحملات العسكرية المتكررة على قطاع غزة.

غير أن القرار الجديد باستئنافها يعدّه مراقبون تعبيرا عن "فشل إسرائيلي" في مواجهة حالة المقاومة المسلحة المتصاعدة في منطقتي نابلس وجنين (شمالي الضفة الغربية)، وعدم نجاعة الحملة العسكرية التي أطلق عليها "كاسر الأمواج"، واعتقل خلالها المئات من الفلسطينيين وقتل العشرات منهم.

وأتت هذه الحملة ردا على سلسلة عمليات خلال الربيع بدأها الفدائي "رعد خازم" من مخيم جنين وأدت إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 10 منهم في هجوم مسلح بشارع "ديزنجوف" وسط تل أبيب.

وكانت الحملة بديلة عن شن اجتياح عسكري لمناطق شمال الضفة، على غرار عملية "السور الواقي" في مارس/آذار 2002.

ووفقا للمحللين العسكريين الإسرائيليين، فإن العودة إلى الاغتيالات من الجو والاستعانة بطائرات مسيّرة هجومية تعكسان مخاوف إسرائيل من تنفيذ اجتياح بري، ولتفادي اندلاع انتفاضة ثالثة وتفكك السلطة الفلسطينية.

وترى المؤسسة الإسرائيلية أن استخدام الضربات الجوية وسيلة للاغتيالات، ولتجنب احتكاك جنودها مع الفلسطينيين في الميدان.

ووفقا للتقديرات الأمنية الإسرائيلية، فإن هذا يأتي لمنع تعرض حياة جنود الاحتلال للخطر، في ظل اشتداد المقاومة المسلحة واتساعها وتطورها، والخوف من خسائر فادحة في صفوفهم.

وقبل أيام، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتزامه فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية والمعابر مع قطاع غزة، خلال الأعياد اليهودية.

وتصاعدت أعمال المقاومة بالضفة الغربية والقدس المحتلة ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال الأسابيع الأخيرة، وأدت لوقوع إصابات مباشرة في صفوف الاحتلال.

يشار إلى أن التدهور المتصاعد للأوضاع الأمنية في مدن وقرى الضفة المحتلة، أربك حسابات المنظومة الأمنية لإسرائيل، بعد أن كان يراهن على ما يسمى بعملية "كاسر الأمواج وجز العشب" للقضاء على تنامي المقاومة المسلحة بالضفة.

وسبق أن توقعت الاستخبارات الإسرائيلية وصحف عبرية، اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة "قريبا"، في ظل حالة المواجهة اليومية بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة.

كما عادت كلمة "انتفاضة" إلى البرامج الإذاعية الصباحية، ونشرات الأخبار المركزية المسائية في إسرائيل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الضفة اغتيال إسرائيل مقاومة انتفاضة

الضفة الغربية تغلي وإسرائيل تستعد لاحتمال اندلاع انتفاضة شاملة

توقعات بانتفاضة جديدة.. إسرائيل تعلن إحباط 130 عملية إطلاق نار بالضفة

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 9 فلسطينيين بالضفة الغربية

المقاومة الفلسطينية تحذر من تفعيل سياسة الاغتيالات: إسرائيل ستدفع الثمن