مشاركة بيرقدار التركية.. تحول نوعي بمسار الحرب ضد حركة الشباب في الصومال

الأحد 2 أكتوبر 2022 12:41 م

"تصعيد مهم في مسار الح رب".. هكذا وصف محللون انضمام الطائرة التركية المسيرة "بيرقدار TB2" إلى هجوم شنته قوات حكومة الصومال ضد حركة الشباب المتمردة.

جاء ذلك بعدما أكدت  الحكومة الفيدرالية في الصومال، الأسبوع الماضي، تقارير تفيد بأن الطائرات، التي تنتجها شركة بايكار التركية، تنشط الآن في الصومال، بينما كانت ضربات المسيرات ضد حركة الشباب مقصورة على الطائرات الأمريكية منذ سنوات، حسبما أورد موقع "ميدل إيست آي".

وذكر وزير الداخلية الصومالي، المعين حديثًا، "أحمد معلم فقي"، متحدثًا في جلسة نقاشية مؤخرا، أن الطائرات التركية المسيرة "توفر قتالًا جويًا واستطلاعًا عسكريًا لتحييد واحدة من أكثر الجماعات المسلحة دموية في إفريقيا"، وسط انتفاضة عشائرية ضد حركة الشباب في وسط الصومال.

وأضاف: "حكومة الولايات المتحدة تقود، ونحن نقدر حقًا أنهم يقدمون الدعم الجوي وينفذون ضربات جوية ضد الجماعة الإرهابية.. لكن الحكومة التركية انضمت أيضًا إلى الهجوم وتقدم دعمًا جويًا. والعديد من الدول الأخرى تقدم الدعم لجمع المعلومات الاستخبارية".

وأشار الوزير الصومالي إلى أن "مشغلي الطائرات المسيرة التركية ينسقون عن كثب مع القادة الصوماليين الذين يزودونهم بالإحداثيات المستهدفة".

تعاون عميق

وتشترك الصومال في تعاون عسكري عميق الجذور مع تركيا على مدى السنوات العشر الماضية، ولذا يُنظر إلى مشاركة المسيرات التركية في الهجوم ضد "الشباب" بأنها خطوة مهمة للغاية في مسار الحرب الصومالية.

وفي السياق، قال المحلل الأمني ​​ونائب رئيس المخابرات الصومالية السابق، "عبدالسلام غوليد":  "لقد شاركت تركيا بشكل كبير في الأمن والشؤون الإنسانية في الصومال، لكن إدخال طائرات قتالية مسيرة أمر جديد".

وأضاف: "ما أفهمه هو أن طائرات الاستطلاع بدون طيار موجودة في البلاد منذ فترة، ولكن خلال زيارته لأنقرة، طلب الرئيس (حسن شيخ محمود) من الحكومة التركية دعم جهوده ضد المسلحين عسكريًا، ولكن بشكل مختلف هذه المرة، وقد يكون هذا هو السبب".

وتابع "غوليد" أنه يعتقد أن "التدخل التركي سيكون أكثر أهمية من التدخل الأمريكي بالنظر إلى الوجود العسكري القوي لأنقرة في الصومال".

وكان الرئيس الصومالي، الذي تم انتخابه في مايو/أيار الماضي، قد أجرى زيارة رسمية لتركيا استمرت يومين في أوائل يوليو/تموز.

ودربت تركيا الآلاف من القوات الصومالية، خاصة القوات الخاصة، لكنها لم  تشارك بنشاط في القتال ضد حركة الشباب.

وتعهد "حسن شيخ محمود" بهزيمة الحركة المسلحة عسكريًا وأيديولوجيًا وماليًا، فيما ساهمت الانتفاضة، التي قادتها العشائر، ضد "الشباب" بشكل كبير في دعم استراتيجيته.

لكن "غوليد" يرى أن مشاركة تركيا عامل تغيير رئيسي للعبة، و"لكن الأهم من ذلك أنها جاءت في الوقت المناسب" حسب قوله.

وسلط نائب رئيس المخابرات الصومالية السابق الضوء على تاريخ حافل لمسيرات "بيرقدار TB2 " التركية في نزاعات ليبيا وسوريا وناغورنو كاراباخ، ومؤخراً في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تم نشرها من قبل القوات الأوكرانية.

واستطرد: "الضربات الجوية الأمريكية المحدودة في الصومال قللت بشكل كبير من الأنشطة العسكرية لحركة الشباب على مر السنين، ولكن إذا شاركت الطائرات التركية المسيرة بشكل كامل، فأعتقد أنها ستغير الحرب، وذلك بالنظر إلى طبيعة الاستراتيجية العسكرية التركية في صراعات أخرى خلال السنوات الأخيرة".

ويعتقد "غوليد" أن شواهد عدة تدعم الرأي القائل بأن التزامات تركيا تجاه قطاع الأمن الصومالي يمكن أن تتحول إلى مشاركة واسعة النطاق في الحرب ضد حركة الشباب.

فمقديشو تستضيف أكبر قاعدة تركية في الخارج، وهي قاعدة تركسوم، التي تعمل أيضًا كأكاديمية تدريب عسكرية للجنود الصوماليين، حيث يتم تدريب 1من كل 3 منهم على يد القوات المسلحة التركية، حسبما أوردت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.

كما تقدم تركيا تدريبًا خاصًا للقوات الصومالية الخاصة في مقاطعة إسبرطة، جنوب غربي البلاد، بموجب اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين.

وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلن سفير تركيا في الصومال، "محمد يلماظ"، أن بلاده في طريقها لتدريب ثلث القوات العسكرية الصومالية، التي يبلغ تعدادها ما بين 15 ألفًا و 16 ألفًا.

ولم يكن تحرك تركيا لتقديم دعم جوي لحرب الصومال ضد الشباب مفاجئًا، بالنظر إلى الوجود العسكري الهائل لأنقرة في البلاد وجهودها لزيادة مواطئ أقدامها في القرن الأفريقي.

وقال "إبراهيم بشير عبدالله"، الباحث في العلاقات التركية الإفريقية بجامعة بايرويت الألمانية: "إن دور تركيا في الصومال وغرب إفريقيا، ومؤخرًا مشاركتها العسكرية في ليبيا، يظهر بوضوح أن أنقرة تريد توسيع نفوذها عبر القارة".

هجوم سبتمبر

وتشكلت حركة الشباب في عام 2006، ومنذ ذلك الحين تقاتل الجيش الوطني الصومالي وقوات الاتحاد الأفريقي للإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليًا وفرض فهمها المتشدد للشريعة الإسلامية.

وتواجه الجماعة الموالية لتنظيم القاعدة أكبر هجوم حكومي في السنوات الأخيرة، وذلك بعدما اكتسبت الجهود العسكرية للحكومة زخما في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، إثر قتل الشباب لـ 20 شخصا على الأقل، معظمهم من نفس العشيرة، بمنطقة حيران بوسط الصومال، ما أثار موجة من الغضب العشائري.

وفي أوائل سبتمبر/أيلول، قال "عبدي علي"، أحد شيوخ عشيرة "الهوادل"، التي حمل أبناؤها السلاح في منطقة حيران، إنه يفضل الموت في منطقة القتال على الانتظار حتى تقوم حركة الشباب بإعدامه في منزله.

وأكد "علي" أنه ليس وحيدا في مساره، وأن شيوخا آخرين بالعشيرة انضموا إليه، رغم أنهم بلا تدريب عسكري.

وأضاف: "أنا أول زعيم عشيرة يرتدي زيا عسكريا ، واضطررت إلى ذلك لأنهم اغتالوا شعبي، وأشعلوا النيران في القرى التي تضم أكثر من 200 منزل، ودمروا نقاط المياه والطعام والمركبات".

وقال علي: "لم تظهر لنا حركة الشباب الإنسانية في وقت يصعب فيه الوضع، وسط جفاف شديد، إذ يكافح الناس من أجل البقاء، لكنني سعيد لأننا حررنا 90% من منطقتنا".

ووفقًا لمسؤولين حكوميين ومقاتلين عشائريين، فقد قُتل أكثر من 100 من مقاتلي "الشباب" خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لكن الحركة نفت ذلك.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الصومال تركيا حركة الشباب بيرقدار أردوغان

الصومال يحتفي بالذكرى العاشرة لتدشين العلاقات الدبلوماسية مع تركيا

الصومال.. مقتل 200 مسلح من حركة الشباب في عملية عسكرية للجيش

لمواجهة نفوذ تركيا وقطر.. الإمارات ومصر تدربان 3 آلاف جندي صومالي

لماذا تتسابق الدول الأفريقية على شراء الأسلحة التركية؟