ارتفعت أسعار النفط للجلسة الرابعة على التوالي، بعد أن وافق تحالف "أوبك+" على أكبر خفض للإنتاج منذ عام 2020، كما لقيت الأسعار دعماً من تحذيرات موسكو بأنها لن تبيع الخام إلى أي دولة تتبنى فكرة فرض سقف على سعر الخام الروسي.
وقرّر "أوبك+" خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، عقب اجتماع التحالف لأول مرّة بشكلٍ مباشر منذ مارس/آذار 2020، بمقرّ منظمة "أوبك" بالعاصمة النمساوية فيينا.
وهذا الخفض الذي قوبل بانتقادات أمريكية، يعد هو الأكبر منذ جائحة "كورونا"، والثاني على التوالي لـ"أوبك+" بعد أن خفّض التحالف الإنتاج بـ100 ألف برميل يومياً في اجتماع سبتمبر/أيلول الماضي.
وارتفع خام برنت في تسوية ديسمبر/كانون الأول، بنسبة 0.6% إلى 94 دولار للبرميل في بورصة أوروبا للعقود الآجلة ICE، وهو السعر الأعلى منذ منتصف سبتمبر/أيلول.
في الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.54% إلى 88.21 دولارًا للبرميل.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي "ألكسندر نوفاك"، قال الأربعاء، إن بلاده قد تخفض إنتاجها من النفط لتعويض التأثيرات السلبية في حالة فرض الغرب سقفاً لسعر الخام رداً على أفعال موسكو في أوكرانيا.
ورفعت مجموعة "جولدمان ساكس" توقعاتها لأسعار خام برنت في الربع الأخير من العام إلى 110 دولارات للبرميل بعد قرار "أوبك+"، مشيرة إلى أن قرار خفض الإنتاج قد يدفع وكالة الطاقة الدولية لتنسيق الإفراج عن الاحتياطيات.
ولفت رئيس أبحاث الطاقة في المجموعة "داميان كورفالين"، إلى أنه "مع هذا الخفض والطلب الموسمي في فصل الشتاء، من المتوقع أن تستمر المخزونات في الانخفاض".
من جانبها، انتقدت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الاتفاق، ووصفته بأنه "قصير النظر"، وقال البيت الأبيض إنه سيستشير الكونغرس بخصوص مسارات إضافية لتقليص سيطرة "أوبك+" على أسعار الطاقة، في إشارة واضحة إلى تشريع قد يعرض أعضاء المجموعة لدعاوى قضائية مرتبطة بمكافحة الاحتكار، حسب وكالة "رويترز".
ويعكس خفض الإنتاج من قِبل "أوبك+"، والذي يسري بدءاً من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، حجم القلق من كون الاقتصاد العالمي يتباطأ بسرعة بسبب السياسات النقدية المتشددة التي تعتمدها البنوك المركزية الرئيسية.
في وقتٍ سابق من العام الحالي، قفز سعر خام برنت فوق 125 دولاراً للبرميل في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط.
لكنه انخفض منذ ذلك الحين، ما قلّص من المكاسب الهائلة التي حققها أعضاء التحالف.