الدنمارك ومونديال قطر... تشويه بخلفيات سياسية
استضافة قطر لمونديال 2022 لم ترق لبعض ساسة الدنمارك فراحوا خلال السنوات الأخيرة يهاجمونها في سياق حملة تشويه بعيدة عن الموضوعية.
عبّرت لاعبة كرة قدم دنماركية، مسلمة الأصل، عن إعجابها بملاعب مونديال قطر فانطلقت حملة في وجهها، إعلامياً وسياسياً، برلمانياً ورياضياً، لتقديم اعتذار.
يُقدَّم العرب ضمنيا كجماعة "متخلّفة" فحالة التشنج ترفع مستوى الاستقطاب الداخلي في مجتمع يشعر فيه مواطنوه من خلفية عربية ومسلمة، أنهم غير مرغوب بهم.
نمطية وأحكام مسبقة ومواقف معلّبة لم تتغير، واعتبار أهل المنطقة العربية "متخلفين" يعيشون حياة "قروسطية"، وكل ذلك بذريعة "حرية التعبير" أحادي الاتجاه.
منذ "أزمة الرسوم الدنماركية المسيئة" وبروز موقف قطري قوي منها بقي بعض رجال السياسة والإعلام بالدنمارك يستدعي خلطاً بين الحقائق والتهيؤات في المواقف من قطر.
* * *
صحافيو ثورة الاتصالات وساستها في الدنمارك ليسوا كما كان عليه أسلافهم الذين كبروا على السردية الصهيونية عن العرب عموماً. رغم ذلك، ومنذ "أزمة الرسوم الدنماركية المسيئة" للنبي ﷺ (عام 2005)، وبروز موقف قطري قوي منها، بقي البعض من رجال السياسة والإعلام في الدنمارك يستدعي خلطاً بين الحقائق والتهيؤات في المواقف من الدوحة بصورة عامة.
وليس سراً أن استضافة قطر لكأس العالم في كرة القدم، لم ترق لبعض ساسة الدنمارك، فراحوا خلال السنوات الأخيرة يهاجمونها، في سياق حملة تشويه بعيدة عن الموضوعية. وذلك ما يعترف به تيار دنماركي أكثر موضوعية وتوازناً من الساسة الذين يدعون لمقاطعة مونديال الدوحة
خلال الأيام القليلة الماضية، عبّرت بعض الصحف في كوبنهاغن عن الانزعاج و"الدهشة" من تناول تقارير صحافية السياسات والخطاب التمييزي والعنصري في بلدهم. القصة ليست "حرية تعبير ورأي"، ولا حقوق عمالة، في الوقت الذي تتفاوض فيه كوبنهاغن مع رواندا الأفريقية لجعلها "مكبّاً بشرياً"، كما يقول المعارضون محلياً، بل استمرار استعارة البعض في كوبنهاغن لـ"عرب فوبيا" من سبعينيات القرن الماضي.
فالنمطية والأحكام المسبقة والمواقف المعلّبة لم تتغير، واعتبار ناس المنطقة العربية "متخلفين" يعيشون حياة "قروسطية"، وكل ذلك الكلام تحت بند "حرية التعبير"، أحادي الاتجاه.
قبل فترة، عبّرت لاعبة كرة قدم دنماركية، مسلمة الأصل، عن إعجابها بملاعب مونديال قطر. انطلقت حملة في وجهها، إعلامياً وسياسياً، برلمانياً ورياضياً، لتقديم اعتذار.
بالطبع يدرك الدبلوماسيون الدنماركيون الأثر السلبي لإصرار بعض الساسة في بلادهم على التساوق مع الخطاب القومي المتطرف. الأخطر، حين يُقدَّم العرب بين السطور كجماعة "متخلّفة"، فحالة التشنج ترفع مستوى الاستقطاب الداخلي في مجتمع يشعر فيه أغلب مواطنيه الذين هم من خلفية عربية ومسلمة، أنهم غير مرغوب فيهم.
وبينما يجري التسامح مع التعامل معهم بطريقة استعلائية، فإن أي احتجاج خارجي على أوضاعهم يُقابل بفعل انتقامي، واستهداف المؤسسات والمساجد بحجة "وقف التمويل من الخارج".
* ناصر السهلي كاتب صحفي فلسطيني