لا مجال للمقارنة!

الخميس 7 يناير 2016 04:01 ص

«بنيامين نتنياهو» مُحق – لا مجال للمقارنة بين الإرهاب الفلسطيني والإرهاب اليهودي. هذه المقارنة خاطئة لثلاثة اسباب أساسية.

السبب الأول هو أن الإرهاب الفلسطيني يشكل عنصرا متطرفا وغير شرعيا للمقاومة المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان. في المقابل، الإرهاب اليهودي يشكل عنصرا متطرفا وغير شرعيا للعنف الشامل الذي تمارسه (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني في إطار مشروع الاحتلال والاستيطان غير الشرعي وغير العادل.

السبب الثاني هو أن أعمال القتل ومحاولات القتل من قبل اليهود، بما في ذلك مهاجمة مواطنين لا حول لهم ولا قوة – شيوخ، اطفال ومُصلين – يقوم بها في العادة إرهابيون فلسطينيون مستعدون للموت الفوري. وبذلك يدفعون ثمن أفعالهم. ومن الواضح أنه محظور تشجيع هذه الأفعال الفظيعة، ولا مجال لتشجيعهم. وليس هناك تأييد أو تشجيع من خلال القول إن اليأس يلعب دورا كبيرا. وأيضا الهجوم بسكين يحتاج إلى شجاعة كبيرة خصوصا إذا كان على الجنود المسلحين.

أما الإرهاب اليهودي على شاكلة قتل عائلة «دوابشة» في دوما، فهو إرهاب الخائفين. ليس هناك طريقة أخرى لوصف أعمالهم، حيث تسللوا في الليل إلى قرية توجد تحت الاحتلال وقاموا بإحراق البيت وسكانه في أسرتهم وهربوا بسرعة إلى اخوانهم في الاحتلال، حيث انتظرهم هناك في أسوأ الحالات وضع غير مريح في أقبية «الشباك» وحيث تكون النهاية هالة الأبطال بدل الموت كأبطال.

السبب الثالث هو أن الإرهاب الفلسطيني يقوم بتخريب، مرة تلو الأخرى، فرص تحقيق الهدف السياسي للقيادة الحالية المعتدلة في السلطة الفلسطينية وهو إنهاء الاحتلال وتقسيم البلاد. إن مقاومة الاحتلال بالعنف لن تكسر إرادة الإسرائيليين، كما تثبت تجربة الماضي. وعلى عكس الفانتازيا اليائسة التي ما زال يتمسك بها اشخاص في الحركة الوطنية الفلسطينية، فإن الصهيونية غير مؤسسة على الأسس الكولونيالية فقط، وبسبب تجارب الشتات في الماضي فإن اليهود يشعرون أنفسهم ليس أقل من الأولاد الفلسطينيين.

جميعهم يعرفون جيدا أنه لا يوجد مكان آخر يذهبون اليه. وأغلبيتهم لا يريدون إنشاء هوية جغرافية مشتركة مثلما في أستراليا أو جنوب أفريقيا. وهكذا كلما ازداد عنف الواقعين تحت الاحتلال كلما ازداد عنف الاحتلال. والدليل على ذلك قتل مئات الأولاد في عملية «الجرف الصامد» في غزة. والنتيجة هي ازدياد قوة السلطة العسكرية الإسرائيلية في الضفة المحتلة وغزة المحاصرة.

الإرهاب اليهودي في المقابل يخدم بشكل جيد الهدف السياسي للقيادة الاسرائيلية الحالية – الابقاء على الاحتلال وتعميقه. حيث أنه على خلفية جريمة دوما فان حكومة اليمين المتطرف لبنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت واييلت شكيد تبدو معتدلة حينما تقوم بالتنديد، وحكم الاحتلال الممأسس الذي يطالب باحتكار العنف تجاه السكان، يبدو أنه متحضر.

لكن رغم هذه الفوارق بين الارهاب اليهودي والارهاب الفلسطيني يمكن ملاحظة التشابه بين الظاهرتين في أمر واحد مهم هو أن القضاء على أي واحدة منهما من شأنه أن يقرب نهاية المشروع المسيحاني الكولونيالي الاسرائيلي في المناطق المحتلة.

من ناحية، عندما يتوقف الارهاب اليهودي فان العنصرية في حكومات (إسرائيل) لن تستطيع تقديم نفسها بصورة كاذبة وكأنها تحارب العنصرية اليهودية. ومن ناحية اخرى، كلما ضعف الارهاب الفلسطيني ستُصب الجهود من جديد وبشكل أكبر وأقوى لأفق المعركة الدبلوماسية الغير عنيفة على شكل حركة المقاطعة والعقوبات ضد الاحتلال. هذا هو خط الصراع الوحيد الذي يمكن بواسطته القضاء على نظام الاحتلال والاستيطان.

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) فلسطين الاحتلال الإسرائيلي الارهاب اليهودي الإرهاب الفلسطيني المقاومة المشروعة العادلة الشعب الفلسطيني الاستيطان الإسرائيلي العنف الإسرائيلي الشامل مشروع الاحتلال

‏وصول أول سفير مصري إلى (إسرائيل)⁩ منذ 3 سنوات .. و«نتنياهو» يرحب

اعتذار من نتنياهو للسيد الرئيس!

«نتنياهو»: نرغب في السلام مع الفلسطينيين على غرار مصر والأردن

«نتنياهو» إذ يفضح أدعياء الممانعة

«نتنياهو»: «الموساد» يساعدني على تطوير العلاقات مع دول عربية وإسلامية