خلعت طالبات إيرانيات الحجاب بشكل جماعي، الإثنين، مع تواصل حركة الاحتجاج في إيران رغم القمع القاسي للتظاهرات التي أشعلها مقتل الشابة "مهسا أميني" قبل حوالى 4 أسابيع، فيما أعلنت دول غربية، بينها بريطانيا وكندا، فرض مزيد من العقوبات على مسؤولين إيرانيين.

وبحسب لقطات نشرتها منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، غير الحكومية، ومقرها أوسلو، نظم طلاب من جامعة جيلان في شمالي البلاد ومن مدرسة مهاباد للبنات (شمال) اعتصامات، حيث خلعت طالبات الحجاب احتجاجا.

وفي طهران، تجمعت حشود أمام جامعة البوليتكنيك للتنديد بـ"الفقر والفساد" في إيران مرددين: "الموت للديكتاتورية".

كما انضم الى حركة الاحتجاج عمال في القطاع الصناعي، وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام ناطقة بالفارسية من خارج إيران عمالا يحرقون إطارات أمام مصنع عسلوية للبتروكيماويات في جنوب شرق البلاد.

وبحسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، نظمت إضرابات أخرى في مصانع في آبادان (غرب) وكنجان (جنوب).

وتزعم السلطات أن التظاهرات تنطوي على "أعمال شغب" وتتهم دولا أجنبية بتأجيجها لاسيما الولايات المتحدة، العدو اللدود للنظام الإيراني.

والإثنين، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "ناصر كنعاني" أن من واجب الحكومة "ضمان أمن الأمة ولا يمكنها التزام الصمت تجاه الاضطرابات".

وفي سنندج، عاصمة إقليم كردستان (شمال غرب)، المنطقة التي تنتمي إليها "مهسا أميني" استخدمت قوات الأمن مساء الأحد "أسلحة ثقيلة"، كما قالت منظمة "هينجاو" غير الحكومية لحقوق الإنسان.

وأضافت المنظمة غير الحكومية، نقلا عن معلومات لم يتسن التحقق منها على الفور من مصدر مستقل، أن قوات الأمن "قصفت" المناطق السكنية، واستخدمت "الرشاشات" في هذه المدينة التي تشهد بعض أكبر التظاهرات.

وقالت السلطات الإيرانية، الجمعة، إن "مهسا أميني" توفيت بسبب المرض وليس نتيجة "الضرب" بحسب تقرير طبي.

ورفض والد الشابة "أمجد أميني" التقرير، قائلا إن ابنته كانت بصحة جيدة قبل اعتقالها. وأكد نشطاء ومنظمات غير حكومية أنها أصيبت في الرأس أثناء احتجازها.

وفي مواجهة القمع المستمر، أعلنت المملكة المتحدة، الإثنين، فرض عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية والمسؤولين السياسيين والأمنيين في النظام.

تأتي هذه العقوبات في أعقاب تلك التي فرضتها الولايات المتحدة وكندا ضد كبار المسؤولين في نظام طهران.

وفي تغريدة على "تويتر"، حذّر "جيك سوليفان"، مستشار الأمن القومي الأمريكي، من أنّ "العالم يراقب ما يحدث في إيران"، مضيفا: "خلال نهاية الأسبوع، قُتل بالرصاص متظاهرون أبرياء، بينهم فتاة. الرئيس الإيراني شبّه المتظاهرين بالذباب".

وأكّد "سوليفان"، أنّ "هؤلاء المتظاهرين هم مواطنون إيرانيون، تقودهم نساء وفتيات، يطالبون بالكرامة والحقوق الأساسية. نحن نقف إلى جانبهم، وسنحاسب أولئك الذين يستخدمون العنف في محاولة عبثية لإسكات أصواتهم".

وفي الاتحاد الأوروبي، دعا البرلمان الأوروبي بروكسل إلى فرض عقوبات أيضا. وستطرح المسألة على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول السبع والعشرين المقرر عقده في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.