هل تستطيع الصين إنقاذ العالم من كارثة نووية بسبب حرب أوكرانيا؟

الأربعاء 12 أكتوبر 2022 12:40 م

مع تنامي المخاوف من نشوب صراع نووي محتمل بين روسيا والغرب، هناك آمال في أن تتمكن الصين من نزع فتيل الأزمة. لكن الحليف الأكثر نفوذاً لروسيا قد لا يكون لديه الرغبة أو القدرة على المساعدة، وفقاً للمحللين.

وقال "ستيف تسانج"، مدير معهد الصين بجامعة "ساوس" في لندن: "إذا كان لأي قوة تأثير على بوتين، فهي الصين". والمشكلة، بحسب "تسانج"، هي أن السياسة الخارجية في ظل الرئيس الصيني "شي جين بينج" تسير وفقا لمبدأ الصين أولاً وليس العالم أولا. ويعني ذلك أن بكين سوف تزن مزايا وعيوب تدخلها في هذه القضية.

والصين هي العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الذي تعهد بألا يكون البادئ باستخدام الأسلحة النووية. كما أنها أكبر شريك تجاري لروسيا ويمكن القول إنها الدولة ذات التأثير السياسي الأكبر على موسكو.

لكن بعض المحللين يقولون إن بكين ليس لديها حافز كبير لمساعدة واشنطن على نزع فتيل الأزمة بسبب التوترات في العلاقات الأمريكية الصينية نتيجة عدد من الملفات، خاصة قضية تايوان. وترى بكين أن مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان، إلى جانب الزيارات الأخيرة لمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، تشجع الحزب الحاكم في تايوان المؤيد للاستقلال.

وقال "يوان جينج دونج"، الأستاذ المتخصص في السياسة الخارجية الصينية في جامعة سيدني: "ستقول بكين لماذا أتدخل ولصالح من؟.. بالنظر إلى أن الولايات المتحدة تسير بلا هوادة في اتخاذ تدابير كل يوم لإلحاق الضرر بالمصالح الصينية، من التجارة إلى التكنولوجيا، ومن قضية تايوان إلى بحر الصين الجنوبي".

في المقابل، يقول بعض الخبراء حتى لو أرادت الصين التدخل فقد لا تكون قادرة على إقناع "بوتين" بإنهاء الحرب. وقال "تشو فنج" عميد كلية الدراسات الدولية بجامعة نانجينج بشرق الصين، إن "نفوذ الصين في حرب أوكرانيا محدود للغاية". وأضاف: "بالنظر إلى أن اتجاه الحرب يسير بقوة ضد بوتين، فإن حثه على إنهائها الآن يرقى إلى مطالبته بقبول الهزيمة".

وأضاف "تشو": "هل تستطيع الصين إقناعه بأن يتقبل موته السياسي؟ سيقول بوتين ببساطة شكرًا لك.. وسيفكر في شيء واحد وهو بقاؤه السياسي".

وكانت الصين دعت علنا ​​إلى إجراء مفاوضات وحل سلمي. وفي اجتماع مع وزير خارجية أوكرانيا على هامش جلسة لمجلس الأمن في نيويورك الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الصيني "وانج يي": "بصفتها دولة رئيسية مسؤولة وعضوًا دائمًا في مجلس الأمن، كانت الصين دائمًا ملتزمة بالحوار من أجل السلام، ولا تقف على الهامش، ولا تصب الزيت على النار، ناهيك عن السعي وراء المكاسب الأنانية. نحن نقف دائمًا إلى جانب السلام وسنواصل لعب دور بناء".

وبالرغم أن موقف بكين من الحرب كان غامضًا (لم تقم الصين بإدانة الغزو الروسي، وامتنعت مؤخرًا مع البرازيل والجابون والهند عن التصويت على قرار مجلس الأمن الذي يدين الاستفتاءات التي تدعمها موسكو في شرق أوكرانيا) لكن بكين لم تصل إلى حد تزويد روسيا بالدعم السياسي والعسكري.

وفي اجتماع أخير بين "بوتين" و"شي"، كشف الرئيس الروسي أن لدى الصين أسئلة ومخاوف بشأن الحرب. ويقول محللون إنه من المحتمل أن يكون "شي" اقترح طرقًا لخفض التصعيد في المحادثات الخاصة مع "بوتين"، ويتكهن آخرون بأن الصين قد لا تعتقد أن هناك أزمة نووية وشيكة.

وقال "تشو" إنه من المحتمل أن الصين "لا تعتقد أن "بوتين" سيستخدم الأسلحة النووية لأن "بوتين" ليس لديه ميول انتحارية لأن استخدام السلاح النووي سيعني انتهاء الحياة السياسية لـ"بوتين" وتراجع مكانة روسيا إلى مصاف الدول الفاشلة.

وقال "سايمون تشين"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تايوان الوطنية، إن القلق الأكبر لبكين هو خسارة "بوتين" للسلطة السياسية بسبب الهزيمة الكاملة في الحرب.

وأضاف: "قد يضر ذلك بفرص بوتين في تأمين فترة ولاية أخرى في الانتخابات الرئاسية عام 2024 ويعزز فرص أحزاب المعارضة الديمقراطية القريبة من الولايات المتحدة.. هذا ليس مفيدًا للصين ولا تريد بكين أن تراه حقًا. لهذا السبب تريد الصين أن يتفاوض الطرفان على إنهاء الحرب".

ولفت "يوان" إلى أن خسارة موسكو للحرب يمكن أن تضعف أقوى حليف سياسي للصين ضد الولايات المتحدة. وأضاف: "ستترك الهزيمة الكاملة لروسيا الصين وحدها ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها الأوروبيين والآسيويين وستجعل من الصعب للغاية على الصين تحقيق ما قررت القيام به".

وجادل "تسانج" من "ساوس" بأنه قد يكون من مصلحة الصين لعب دور وساطة أقوى بكثير، حتى لو كان كبار المسؤولين الصينيين قد لا يرون ذلك مفيدًا.

وقال "تسانج": "إذا وضعت الصين حدا للحرب، فستظهر أنها صانع سلام عالمي رائد وستستفيد صورة الصين العالمية كما ستجلب نهاية الحرب أيضًا فوائد اقتصادية". وأضاف: "المشكلة أن الرئيس الصيني لا يستطيع رؤية ذلك، ولا يجرؤ أحد في الحكومة الصينية على إخباره".

ويقول المحللون إن العمل من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا يمكن أن يساعد الصين أيضًا على تحقيق الأهداف الجيوسياسية طويلة الأجل. لكن الحقيقة أن تدخل الصين سيكون مرهونا بتحسن العلاقات بين بكين وواشنطن.

وقال المحلل الصيني "تشو"، وهو يعكس وجهة نظر بكين، كيف يكون هناك سعي للحصول على مساعدة صينية مع روسيا بينما تستمر واشنطن بسياستها تجاه تايوان بهذا الشكل "إذا كنت تريد أن تساعدك الصين، فلماذا تعامل الصين بالطريقة الحالية؟".

وبالرغم أن لعب دور الوساطة سيكون مفيدا بالنسبة لصورة الصين بغض النظر عن حالة العلاقات مع الولايات المتحدة، فإن بكين قد تعتبر "تحسين الصورة" أمرا ذا قيمة ضئيلة.

المصدر | سيندي سوي | أوراسيا فيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين بوتين شي جين روسيا بايدن حرب أوكرانيا السلاح النووي

بعد انتكاسة ليمان.. قديروف يدعو موسكو لاستخدام نووي منخفض القوة بأوكرانيا

حماسة الصين لمبادرة الحزام والطريق تتضاءل.. لماذا؟

ميدفيديف يحذر من حرب نووية إذا خسرت روسيا في أوكرانيا