عون يعلن الموافقة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل

الخميس 13 أكتوبر 2022 06:30 م

أعلن الرئيس اللبناني "ميشال عون" الخميس موافقة بلاده على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بعد مفاوضات مكثفة قادتها واشنطن، في خطوة أجمع البلدان المتنازعان على وصفها بأنها "تاريخية"، من شأنها إزالة العقبات أمام استثمار حقول الغاز في شرق البحر المتوسط.

وقال "عون" في كلمة وجهها الى اللبنانيين عبر الشاشة "بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب (نبيه بري) ورئيس الحكومة "نجيب ميقاتي" وبصفتي رئيس الدولة، وبعد إبلاغي من الرئيس الأمريكي "جو بايدن" موافقة إسرائيل، وبعد إعلان الحكومة الإسرائيلية موافقتها، أعلن موقف لبنان بالموافقة على اعتماد الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأمريكي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية" مع إسرائيل.

وتسارعت منذ بداية يونيو/حزيران التطوّرات المرتبطة بالملفّ بعد توقف لأشهر جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها. وبعد لقاءات واتصالات مكوكية بين الطرفين، قدم الوسيط الأمريكي "آموس هوكستين"، الذي تقود بلاده وساطة منذ عامين، عرضه الأخير مطلع الأسبوع الى البلدين اللذين يعدان في حالة حرب.

واعتبر "عون" أن "من حق لبنان أن يعتبر أن ما تحقق هو إنجاز تاريخي لأننا تمكنا من استعادة مساحة 860 كيلومتراً مربعاً كانت موضع نزاع"، مؤكداً أن "الاتفاقية غير المباشرة تتجاوب مع المطالب اللبنانية وتحفظ حقوقنا كاملة"، من دون تقديم "أي تنازلات جوهرية".

وجاء إعلان "عون" بعد يومين من وصف رئيس الحكومة الإسرائيلي يائير لبيد الاتفاق بـ"التاريخي". 

واعتبر "لبيد" الأربعاء، بعد مصادقة حكومته على الاتفاق، أنه "يبعد إمكان (اندلاع) مواجهات مسلحة مع حزب الله"، العدو اللدود لإسرائيل، الذي كان هدد خلال الأسابيع الأخيرة بتصعيد عسكري، وحذر إسرائيل من الإقدام على أي نشاط في المنطقة المتنازع عليها، قبل التوصل إلى اتفاق.

والثلاثاء، أعلن الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله"، الذي هدد مراراً إسرائيل خلال المفاوضات، أن حزبه سيؤيد الاتفاق عندما يعلن عون "الموقف الرسمي اللبناني الموافق والمؤيد للاتفاق".

وبحسب نص الاتفاق الذي اطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منه، سيدخل الاتفاق حيز التنفيذ عندما ترسل الولايات المتحدة "إشعاراً يتضمن تأكيداً على موافقة كل من الطرفين على الأحكام المنصوص عليها في الاتفاق".

ويجدر على كل طرف أن يقدم رسالة تتضمن قائمة بالإحداثيات الجغرافية المتعلقة بترسيم الخط البحري إلى الأمم المتحدة، لتحل مكان تلك التي أرسلتها الدولتان في العام 2011. 

قانا مقابل كاريش 

لم يكن التوصل إلى اتفاق بالأمر السهل، إذ إن المفاوضات التي بدأت في العام 2020 تعثرت مرات عدة، قبل أن تتسارع منذ بداية يونيو/حزيران إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش، الذي كان لبنان يعتبر أنه يقع في منطقة متنازع عليها.

ويجدر بالطرفين، وفق نص الاتفاق، أن يتفقا على أنه "يُرسي حلاً دائماً ومنصفاً للنزاع البحري القائم بينهما".

وبموجب الاتفاق الجديد، يصبح حقل كاريش بالكامل في الجانب الإسرائيلي، فيما يضمن الاتفاق للبنان حقل قانا الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.

وستشكل الرقعة رقم 9 حيث يقع حقل قانا منطقة رئيسية للتنقيب من قبل شركتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية.

وقال رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي الثلاثاء إثر لقائه وفدا من شركة توتال إنه "تم الاتفاق على البدء بمراحل التنقيب فور الاتفاق النهائي".

وباعتبار أن حقل قانا يتجاوز خط الترسيم، ستحصل إسرائيل، وفق الاتفاق "على تعويض من مشغل البلوك 9"، أي الشركات المستثمرة، "لقاء الحقوق العائدة لها من أي مخزونات محتملة في المكمن المحتمل"، وهو ما أكده "عون".

وتعوّل السلطات اللبنانية على وجود ثروات طبيعية من شأنها أن تساعد البلاد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ ثلاث سنوات، وصنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

وقد بات أكثر من 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% أمام الدولار.

وأمل "عون" في كلمته الخميس أن "تكون نهاية هذه المفاوضات بداية واعدة تضع الحجر الأساس لنهوض اقتصادي يحتاجه لبنان من خلال استكمال التنقيب عن النفط والغاز، ما يحقق استقراراً وأماناً وإنماء يحتاج إليها وطننا لبنان".

رغم الاتفاق، يرى خبراء أن لبنان لا يزال بعيداً من استخراج موارد النفط والغاز، الذي قد يحتاج من خمس إلى ست سنوات.

ويبدو لبنان متأخراً جداً عن جهود إسرائيل التي تستثمر منذ سنوات في حقل كاريش وتتوقع بدء استخراج الغاز منه في غضون أسابيع.

وبدأت قبرص ومصر كذلك في استكشاف حقول رئيسية.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

الرئيس اللبناني عون كاريش قانا

ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. منافع بيروت الاقتصادية مؤجلة

لبنان يوقع على اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل.. ولابيد: اعتراف بتل أبيب