تقرير: الصناعات الدفاعية البريطانية أمام امتحان صعب بسبب أزمة واشنطن والرياض

الأحد 16 أكتوبر 2022 07:58 م

كشف تقرير بريطاني أن شركة الصناعات الدفاعية "بي إي إي سيستمز" ستجد نفسها مضطرة للوقوف مع طرف على حساب آخر في الصراع بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن النفط.

وذكرت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية في تقريرها، أن لندن طالما كانت لها علاقة غير مريحة مع الرياض، إلا أن الحلف "غير المقدس" (إشارة للشركة البريطانية) سيواجه امتحانا صعبا.

وقالت: "بعد ردّ الرئيس جو بايدن الغاضب على قرار منظمة أوبك+ لتخفيض مستويات إنتاج النفط، يراقب عمال مصنع الطائرات المقاتلة التابع لشركة بي إي إي سيستمز في وارتون الواقعة على ضفاف نهر ريبل في لانكشاير، تداعيات قرار المنظمة النفطية".

وأقر تحالف "أوبك+"، في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تخفيض الإنتاج بمليوني برميل يومياً ابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو القرار الذي أزعج واشنطن واعتبره سياسيون وكتاب أمريكيون محاولة لدعم روسيا.

وظهرت دعوات من مشرعين وكتاب أمريكيين لمطالبة إدارة "بايدن" بإعادة تقييم العلاقة مع الرياض وسحب المعدات الدفاعية الأمريكية من السعودية والإمارات، اللتان تواجهان وضعا أمنيا حساسا في منطقة مضطربة.

ووصلت ذروة النقد الأمريكي بتحذير "بايدن" قبل أيام للسعودية من "عواقب" بشأن تأييدها القرار، متهما إياها بالانحياز لروسيا، مقابل نفي سعودي على لسان وزير الخارجية "فيصل بن فرحان" واصفا علاقات البلدين بـ"الاستراتيجية".

وفي السياق نفسه، أكدت الصحيفة أن الخلاف يترك الصناعة العسكرية البريطانية على أرضية هشة.

وطالما حرفت "بي إي إي سييتيمز" النظر عن ملف حقوق الإنسان في السعودية، وظلت تعمل في المملكة رغم مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية الرياض بمدينة إسطنبول التركية في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وبجيش صغير مكون من حوالي 5.300 موظف.

كما ظلت الشركة محصنة في عملها هناك رغم النقد الموجه للسعودية في حرب اليمن، واستخدام مقاتلات "يوروفايتر تايفون" التي تنتجها الشركة في الحرب.

وتعتبر السعودية الوجهة الأكبر لمنتجات "بي إي إي سيستمز" خارج السوقين الرئيسين لها؛ وهما الولايات المتحدة وبريطانيا، وحصلت في العام الماضي على 2.5 مليار جنيه من سوقها السعودي.

وتأتي المملكة في المرتبة الثالثة من سوق الشركة العالمي بنسبة 12%، أي بعد الولايات المتحدة بنسبة 43%، وبريطانيا بنسبة 20%.

وتعود العلاقة بين الرياض ولندن إلى عقود طويلة، حيث تم تزويد السعودية بطائرات "لايتننغ" و"سترايك ماستر" في الستينات، إضافة إلى صفقة اليمامة عام 1985، والتي بادلت البنادق بالنفط، وهي الصفقة التي وقعت فيها قضايا فساد.

وتعمل الشركة اليوم في مجال الدعم والتدريب على الأنظمة والمعدات لسلاح الجو السعودي والبحرية. وتركز جهودها على الدعم لمقاتلات "تايفون" وتحديث مقاتلات "تورنادو" الموجودة في السعودية.

وحال انهيار العلاقة الأمريكية السعودية بشكل تام، فلربما يحفز ذلك الدول الغربية على إعادة تقييم علاقتها مع المملكة.

 وربما تم فحص الاستثمارات السعودية الهائلة في بريطانيا، بما فيها استحواذ الصندوق السيادي السعودي على نادي "نيوكاسل يونايتد"، وكذا حصة السعودية في شركة صناعة السيارات الراقية "أستون مارتن" ومجموعة "فونيكس"، أكبر مزود للتقاعد في بريطانيا.

وربما أُجبرت بريطانيا و"بي إي إي سيستمز" على اختيار طرف في النزاع، خاصة أن الولايات المتحدة تقدم للشركة الكم الأكبر من التعاملات التجارية، وتقدم الردع النووي الذي يقوي العلاقات بشكل يجعل بريطانيا تختار "العم سام" لو أُجبرت على الاختيار، حسب الصحيفة.

وتقول "فرانسيس توسا"، المحللة الدفاعية، إنه حتى لو تصاعد الخلاف بين "بايدن" والسعوديين، فستكون "بي إي إي" معزولة عن ذلك، وربما تسلمت العمل الذي تقوم به الشركات الأمريكية للسعوديين.

 وتضيف: "لو استسلمت رئيس وزراء بريطانيا ليز تراس للضغوط الأمريكية فستحل الشركات الفرنسية في اليوم التالي".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

بريطانيا السعودية أمريكا النفط شركة بي إي إي سيستمز

نائب أمريكي يدعو بلاده وبريطانيا وألمانيا لوقف صفقات السلاح إلى السعودية