اعتبر خبراء أن السعودية تحاول إيجاد التوازن المفقود في علاقتها بين الولايات المتحدة وروسيا، مستشهدين بقرار تحالف "أوبك+" بخفض إنتاجه بمقدار مليوني برميل يوميا في نوفمبر/ تشرين أول المقبل، وفق تقرير نشره موقع "ذا هيل" الأمريكي.
ورأى الخبراء أنه بالرغم من أن قرار "أوبك+" الذي تقوده السعودية وروسيا، أثار غضبا غير مسبوق في واشنطن، إلا أن السعودية لم تظهر أي علامة على التراجع، لأن ذلك جزء من استراتيجية الرياض لاستعراض نفوذ سياستها الخارجية بقوة أكبر.
وأرجع الخبراء السبب وراء المحاولة السعودية إلى شعورها بالقلق من انسحاب واشنطن من الشرق الأوسط، وعبرت عنه بهذا الطريقة التي لا تجعلها تقطع علاقتها بشكل كامل مع واشنطن.
وفي هذا الصدد، قال الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، "صموئيل راماني": "حاول السعوديون الموازنة بين الأمريكيين والروس، بسبب عدم ثقتهم بالولايات المتحدة".
وأضاف: "لا أعتقد أنه سيكون شرخا طويل المدى، سيكون مجرد واحد من التقلبات الرئيسية في العلاقات الأمريكية السعودية".
وذكر التقرير أن السعودية تسعي للحصول على دعم دول أخرى قد يغنيها عن حليفها التقليدي المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي سعت إدارتها الحالية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وعلق الباحث المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن "حسين إيبش" قائلا: "لقد كانوا مهتمين حقًا بالتنويع الاستراتيجي، والتواصل مع قوى أخرى".
وأضاف: "على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية، طورت الرياض ببطء هذا الشعور ناحية واشنطن، على الرغم من أن لديها تواجد عسكري ضخم في المنطقة".
ورد المسؤولون السعوديون على الانتقادات الأمريكية بشأن خفض إنتاج "أوبك+" مؤكدين أنه قرار اقتصادي بحت، ولا علاقة له بدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا المدعومة من الغرب.
وقال الزميل البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، "آرون ديفيد ميلر" إن الجدل الاقتصادي قد يكون صحيحًا، لكن من المحتمل أن ولي العهد "محمد بن سلمان" لم يكن مهتمًا بالآثار السياسية مع الولايات المتحدة.
وأضاف "ميلر": "لا يمكن للسعوديين ألا يدركوا أنه قبل أسابيع من الانتخابات النصفية لن يُنظر إلى مثل هذا القرار على أنه أمر سياسي".
وردا على قرار خفض إنتاج "أوبك+"، قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض "جون كيربي" الخميس الماضي، إن مراجعة الإدارة لعلاقتها مع السعودية "مستمرة"، لكنها لن تضع جدولا زمنيا لاتخاذ إجراء، مضيفا: "لن نتسرع في هذا".
ورجح مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "جون ألترمان" أن رد فعل الإدارة الأمريكية لن يكون "عقابا من أجل العقاب".
وأضاف: "الاستراتيجية السعودية تهدف للحصول على الكثير من فوائد التوافق الوثيق مع الولايات المتحدة مع وجود علاقات وثيقة بشكل متزايد مع خصوم الولايات المتحدة".
وأوضح "ألترمان": "في أوقات الحرب، هناك فجوة يصعب تجاوزها".
