قال الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" إن بلاده تعاني ظروفا اقتصادية صعبة مرحبا بمن يقدم حلولا لها، مشددا على أنه لا يقول ذلك دفاعا عن نفسه، بل لشرح الواقع وإشراك المجتمع في تقديم الحلول لمشكلاته.

جاء ذلك في مداخلة مطولة لـ"السيسي" مع برنامج "التاسعة"، الذي يقدمه الإعلامي "يوسف الحسيني" على القناة الأولى بالتليفزيون المصري.

وأكد "السيسي" أن الدولة تسعى إلى "زيادة حجم المنتج الصناعي لخفض فاتورة مستلزمات الإنتاج التي تكلفنا حوالي 30 مليار دولار سنويا"، مضيفا: "حريصون على أن يكفي الدولار السلع الأساسية أولا".

وأوضح أن جميع المواد البترولية متوفرة سواء في محطات الخدمة أو الاستخدام الصناعي،  مشيرا إلى أن قيمة استهلاك الغاز الطبيعي في مصر تبلغ ملياري دولار شهريا.

وشدد الرئيس المصري على ضرورة "تكاتف المجتمع لحل المشاكل"، مشيرا إلى أن "الاختلاف في الرأي مهم ولكن الاختلاف في الفهم مشكلة ولن نستطيع حل مشاكلنا دون تقديم أفكار"، موضحا أن دور الإعلام يتمثل في "صنع سياق فكري" حسب تعبيره.

وأضاف أن "قدرات مصر وإمكانياتها الاقتصادية لا تسمح بتقديم خدمة جيدة في قطاعاتها المختلفة"، داعيا من يريد الحل أن "يتفضل وسأكون سعيدا به ونرى ما سيفعله وسنسعد جميعا بنجاحه".

وشدد الرئيس المصري على أن ربط قوة الاقتصاد بسعر صرف الدولار "فكرة غير دقيقة"، معتبرا أنه لةلا فرض القوات المسلحة "يدا من حديد" في عامي 2011 و2013 لـ"ذُبح الناس في الشوارع"، في إشارة إلى الدور "الأمني" الذي لعبه الجيش ميدانيا في فترة ما بعد ثورة يناير/مانون الثاني إلى الإطاحة عسكريا بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، الراحل "محمد مرسي".

وأضاف مشيرا إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي انتمى إليها "مرسي": "كل المطلوب في 2013 كان إني أسكت ويتم وضعي على الرأس وأترككم.. ولن يستطيع أحد أن يقترب لهم. فلديهم قواعد تم القضاء عليها في 8 سنوات".

وتابع: "هذا دوري الذي مكنني الله سبحانه وتعالى منه.. أنا التاريخ كله عندي، وأنا كنت مدير الاستخبارات ومسؤول عن الأجهزة الأمنية في هذه الفترة، وأدرك جيدا ما الذي يقومون بفعله".

وأشار "السيسي" إلى أن "التعليم يحتاج إلى 250 مليار جنيه، وما يتوفر من هذا المبلغ لا يصل إلى النصف في موازنة التعليم الأساسي"، مضيفا: "كثير ممن تحدثوا عن التجارب التي مرت بها دول مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا، تطرقوا إلى التجارب فقط ولكن لم يتحدثوا عن السياق الذي كان تسير فيه الدولة فعلى الأقل كانت تأخذ مسارا ما بين 20 أو 30 سنة".

واعترف الرئيس المصري بأن التعليم والصحة لم يتحسنا خلال الـ20 عاما الماضية، لكنه شدد على أن "كل مواطن عليه أن يعلم أننا غير قادرين على تقديم أكثر مما نقدم له"، حسب قوله.

واعتبر الرئيس المصري أنه "في حال حدوث أي شىء لهذا البلد سيتركه الناس ولن يبقى فيه سوى غير القادر على مغادرته"، مضيفا: "مصر لن تضيع، ولابد من أن نتناسى رغبتنا وأهواءنا حتى تعبر البلاد ما تمر به.. وسنعبر حسب جهدنا وتضحياتنا".

وأضاف "السيسي أنه "خائف" لأنه يتحمل مسؤولية الـ100 مليون مواطن، موضحا: "التعليم يحتاج 60 ألف فصل كل عام لكي يستقبل الزيادة الجديدة، والفصل يتكلف بين نصف مليون أو مليون جنيه، لذلك نحن نحتاج 60 مليار جنيه".

وتابع الرئيس المصري: "ليس لدى شاغل سوى متابعة كافة المشاريع التي تتم في مصر.. وسأبذل قصارى جهدي من أجل تقديم الأفضل للمصريين"، واصفا شبكة الطرق الجديدة في البلاد بأنها "فوق الخيال".

وأضاف: "أنا عملت ألف كوبري في فترتي، هل رأيتم كوبري أنشئ في سنتين أو ثلاثة؟".

وأشار "السيسي" إلى أن الدولة تقود مبادرة "ابدأ" لإحلال كثير من المستلزمات التي كان يتم استيرادها من الخارج، لتوفير العملة الصعبة، مؤكدا أن "ارتفاع سعر الدولار ناتج عن عدة إجراءات أبرزها ارتفاع سعر الفائدة ببنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشكل متكرر وحاد، ما فرض الضغوط على عملات كثيرة، وليس الجنيه المصري فقط".