أفادت مصادر استخباراتية بأن الزيارة التاريخية التي قام بها سلطان عمان "هيثم بن طارق" إلى البحرين، الإثنين الماضي، (24 أكتوبر/تشرين الأول)، تضمنت محادثات بشأن التعاون بين البلدين، هيمنت عليها ملفات تتعلق بالأمن السيبراني.

وذكرت المصادر أن رئيس الديوان الملكي في البحرين "محمد النعماني" هو من أشرف على إدارة كواليس المحادثات؛ ليتفق الطرفان على زيادة التعاون في المجال السيبراني، مشيرة إلى أن سلطنة عمان حريصة على رفع مهارات فرقها الأمنية بتكنولوجيا مكافحة التجسس الجديدة، حسبما أورد موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي.

وأشار الموقع المعني بالشأن الاستخباراتي إلى أن المنامة ومسقط تنسقان برنامجا في هذا الإطار، يتضمن اجتماعات بين أجهزتهما الاستخبارية، وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة.

واستغرقت زيارة سلطان عمان إلى المنامة يومين، والتقى خلالها ملك البحرين "حمد بن عيسى آل خليفة"، قبل أن يشهدا توقيع 24 اتفاقا، أبرزها بالمجال الأمني.

وشملت الاتفاقيات منح سلطنة عمان حق السيادة على معلومات المشتركين التابعين لها في مراكز الحوسبة السحابية القائمة بالبحرين، بالإضافة إلى منح مسقط صفة "الشريك المعتمد" في المركز العالمي لخدمات الشحن البحرية والجوية.

كما شملت الاتفاقيات مجالات العمل البلدي والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وحماية المنافسة ومنع  الاحتكار وعلوم وتقنيات الفضاء والملاحة الجوية والتنمية الاجتماعية والعمل الثقافي والمتحفي وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال والتوثيق التاريخي وإدارة الوثائق والمحفوظات.

وهذه أول زيارة للسلطان "هيثم" إلى المنامة، منذ توليه العرش في يناير/كانون الثاني 2020، خلفا للسلطان الراحل "قابوس بن سعيد"، الذي قام على مدى مسيرته في الحكم، بزيارات قليلة إلى المملكة، آخرها في يونيو/حزيران 2010.

ويبدي السلطان "هيثم" منذ توليه العرش في السلطنة انفتاحا لبناء علاقات وثيقة مع المحيط الخليجي، في رسالة يراها مراقبون تحمل في جانب منها "طمأنة" للأشقاء الخليجيين بأن العلاقات المتميزة التي تربط عُمان بإيران ليست على حسابهم.