أوراسيا ريفيو: إيران تحارب النفوذ التركي في جنوب القوقاز

الخميس 3 نوفمبر 2022 05:43 م

سلط تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" الضوء على محاولات إيران استعادة نفوذها المتضائل في جنوب القوقاز، منذ حرب ناجورني كاره باخ في عام 2020 والتي خرجت منها تركيا منتصرا رئيسا؛ بسبب دعمها لأذربيجان لتحقيق انتصارا عسكريا ضد أرمينيا حليفة الدولة الفارسية.

وذكر كاتب التحليل "إميل أفدالياني" المتخصص في الشؤون العسكرية، أنه في إطار المساعي الإيرانية لهذا الغرض، أعلنت طهران عن إجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق في أكتوبر/تشرين أول بالقرب من حدود أذربيجان، أطلقت عليها اسم "إيران القوية"، وجرت بالقرب من الحدود مع أذربيجان.

وذكر "أفدالياني" أنه ينبغي النظر إلى تلك المناورات العسكرية التي تكررت أيضا العام الماضي، على أنها تعبير عن الانزعاج المتزايد داخل إيران تجاه ما تعتبره تدهور الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز.

جرت المناورات على طول نهر أراس، الذي يفصل إيران عن أذربيجان، واشتملت على ممارسة عبور النهر، في إشارة إلى الاحتمالات الهجومية للتدريبات، وتزامن موعد المناورات أيضًا مع أكتوبر/2020، عندما استعادت أذربيجان الأراضي المفقودة من أرمينيا على طول الحدود الشمالية لإيران.

ولم تكن الحرب الأخيرة هي الأولي، فالمنطقة لديها تاريخ طويل في الغزو وتغيير الحدود والحرب الداخلية، حيث تحاط الدول الثلاث الصغيرة في المنطقة، أرمينيا وأذربيجان وجورجيا، بثالوث من الجيران أكثر قوة واكتظاظًا بالسكان؛ روسيا وتركيا وإيران، ولكل منها مصلحة وثيقة في التطورات.

ووفق التحليل، فإنه على الرغم من أن إيران صامتة رسميًا، فإن الشعور الكامن وراء تحركاتها العسكرية الأخيرة مدفوع جزئيًا بقوة أذربيجان الجديدة وجزئيًا من قبل تركيا.

وعززت تركيا بشكل كبير موقعها في جنوب القوقاز في أعقاب حرب 2020. وزودت أذربيجان بالأسلحة الحديثة، بما في ذلك مسيرات، كما دربت جنودها، ووجهت نظرها نحو بحر قزوين وإلى آسيا الوسطى، وخاصة تركمانستان.

وقد يُنظر أيضًا إلى دور تركيا المتنامي في المنطقة على أنه يفيد الغرب (فهو في النهاية عضو في حلف شمال الأطلسي)، مما يضيف عنصرًا آخر إلى انزعاج إيران. ويرى البعض الآن احتمال ظهور قوس من دول التحالف التركي القوي على طول حدودها الشمالية.

وتفاقمت المشكلة أكثر بالنسبة لإيران بسبب السلوك القهري المتزايد لأذربيجان تجاه أرمينيا. التي بدت غير قادرة ببساطة على مقاومة القوة العسكرية لأذربيجان، وظهر ذلك مرة أخرى في سبتمبر/أيلول المنصرم.

وذكر التحليل أن المحادثات الجارية حاليا حول معاهدة السلام الوشيكة بين أذربيجان وأرمينيا تشكل خطرا حقيقيا إضافيا على إيران. إذ قد تضطر أرمينيا إلى الموافقة على ممر شرق-غرب أذربيجاني عبر مقاطعة سيونيك الواقعة في أقصى الجنوب، مما قد يعيق حرية إيران في الحركة شمالًا.

ويفسر ذلك تصريحات إيران الصارخة بأنها لن تسمح بأي تغيير لحدود دول جنوب القوقاز.

وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان" في مقابلة "إن إيران لن تسمح بقطع طريق اتصالها مع أرمينيا، ومن أجل تأمين هذا الهدف، أطلقت جمهورية إيران الإسلامية مناورة في ذلك منطقة".

وفي خطوة أخرى، كانت بمثابة رسالة مبطنة، افتتح وزير الخارجية الإيراني في 21 أكتوبر/تشرين الأول قنصلية جديدة في مدينة كابان وسط منطقة سيونيك الأرمينية قرب ممر زنجازور الذي من المتوقع أن يربط جمهورية ناختشيفان الأذربيجانية ذاتية الحكم بمناطق أذربيجان الغربية مرورا بالأراضي الأرمينية.

وبحسب التحليل، فإن الجغرافيا تقول كل شيء، حيث إن إيران جادة في الحفاظ على الوضع الإقليمي الراهن في المنطقة.

علاوة على ذلك، تزامنت زيارة وزارة الخارجية الإيراني بشكل واضح مع زيارة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إلى منطقة زنجيلان الأذربيجانية.

وتعد منطقة سيونيك هي طريق إيران الوحيد إلى جنوب القوقاز الخالي من النفوذ التركي، وبالتالي فإن المخاطر الجيوسياسية كبيرة.

وبالتالي فإن فقدان هذا الاتصال سيجعل إيران تعتمد بشكل متزايد على النوايا الحسنة للتحالف التركي الأذربيجاني، مما يضع البلدين في موقع قوي للغاية. ومن المحتمل أن يؤدي تطور كهذا إلى دفع آمال إيران في بناء ممر إلى جورجيا.

ستفقد إيران أيضًا نفوذها الحالي على أذربيجان، التي يتعين عليها استخدام طرق العبور الإيرانية للوصول إلى مخبأ ناختشيفان الخاص بها.

المصدر | إميل أفدالياني/أوراسيا ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا أذربيجان أرمينيا إيران

هل تشن أذربيجان حربا ضد إيران وأرمينيا بدعم إسرائيل؟

ممر زنغزور.. ساحة المنافسة القادمة بين تركيا وإيران