انتقد تونسيون بشدة، إقدام رئيسة الحكومة "نجلاء بودن" على التحدث مع رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي "إسحق هرتسوج"، خلال تواجدهما بقمة المناخ "COP27"، التي تستضيفها مصر حاليا، معتبرين أن ذلك يتعارض مع توجه الدولة التونسية المعلن برفض التطبيع مع تل أبيب، بينما قال الرئيس الإسرائيلي إن المسؤولة التونسية "لم تتحدث معه".
وأظهرت الكاميرات "بودن" تتبادل حديثا مقتضبا مع "هرتسوج" عقبه تبادل ابتسامات بينهما، وذلك خلال الاستعداد لالتقاط الصورة الجماعية للزعماء ورؤساء الحكومات الذين حلوا بمصر للمشاركة في القمة.
#قمة_المناخ 👇👇👇
— Adam F Yasin (@AdamFYasin8) November 8, 2022
بينما يصدح رئيس #تونس التيس سعيد بأن التطبيع "خيانة عظمى" .؟!!
رئيسة حكومته #نجلاء_بودن تتبادل الإبتسامة مع رئيس الاحتلال في فعاليات المناخ التي تُقام في مصر 🙃 pic.twitter.com/lG9rqcRfSX
وانتقد متابعون عبر مواقع التواصل في تونس، ما قالوا إنها ابتسامات عريضة بين رئيسة الحكومة التونسية ورئيس دولة الاحتلال، مطالبين بالتحقيق مع "بودن" بتهمة "الخيانة العظمى".
وكتب "وليد كبير" على "تويتر": "تطبيع على المباشر بين تونس وإسرائيل، الوزيرة الأولى التونسية نجلاء بودن في حديث مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أثناء التقاط الصورة الجماعية لقادة الدول المشاركة في مؤتمر المناخ المنعقد بشرم الشيخ بمصر! هل سيعتبرها قيس سعيد خيانة عظمى؟؟".
تطبيع على المباشر بين #تونس و #اسرائيل
— وليد كبير - Oualid KEBIR 🇩🇿 (@oualido) November 7, 2022
الوزيرة الاولى التونسية نجلاء بودن في حديث مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ اثناء التقاط الصورة الجماعية لقادة الدول المشاركة في مؤتمر المناخ المنعقد بشرم الشيخ بمصر!
هل سيعتبرها قيس سعيد خيانة عظمى؟؟ pic.twitter.com/1dxSf0erZP
وانتقد المحلل السياسي، "نجيب الدزيري"، في تصريح لإذاعة "إي أف أم"، ما أقدمت عليه رئيسة الحكومة، معتبرًا أنه كان من المفترض أن يقوم البروتوكول المرافق لها بتعريفها بالشخصيات الموجودة في القاعة، وذهب إلى القول إنه "إذا كانت رئيسة الحكومة تعلم أن من تخاطبه هو الرئيس الإسرائيلي فهذه "مصيبة عظمى، أما إن كانت لا تعلم فعليها أن تقيل الفريق المرافق لها"، بحسب قوله.
وعلّق "حبيب البوزيدي" الذي نشر الفيديو، قائلا إن الرئيس الإسرائيلي "روى مزحة مضحكة على ما يبدو لرئيسة الحكومة التونسية"، وقال لها إن "التطبيع خيانة عظمى"، وفق تعبيره.
لكن الإعلامي "زياد الهاني" اعتبر أن رئيسة الحكومة التونسية تصرفت بلباقة مع الرئيس الإسرائيلي، وقال إن "من باب اللياقة الدبلوماسية أن يكون هناك حوار، حتى بين الأعداء"، مستشهدًا بالحوار بين الروس والأوكرانيين حتى بعد اندلاع الحرب.
تعليق إسرائيلي
بدوره، قال مكتب الرئيس الإسرائيلي، إن "نجلاء" لم تتحدث معه إطلاقا، موضحا أنه قدم نفسه لها لكنها لم ترد، مناقضا بذلك ما أظهره تسجيل الفيديو المتداول على نطاق واسع.
وأضاف المكتب أن الرئيس الإسرائيلي "التفت إلى القادة الذين يقفون بجانبه وقدم نفسه، كما تملي الأخلاق".
وتابع أنه حين "قدم الزعماء أنفسهم لبعضهم البعض كان رئيسا وزراء تونس ولبنان (نجيب ميقاتي) يقفان في مكان قريب وكان مفهوماً بينهما أنهما لا يستطيعان الكلام".
ولا تقيم تونس علاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولرئيس البلاد "قيس سعيد" تصريحات منتقدة للتطبيع، لكن اقترابه من دوائر رسمية في مصر ودول خليجية، بعد تحركه ضد حركة "النهضة" وحل البرلمان والإطاحة بالحكومة، تشكك في استمرار رفضه لمسألة التطبيع.