وجه القضاء الفرنسي اتهامات أولية بالعمل القسري وانتهاكات أخرى مزعومة لحقوق العمال المهاجرين الذين عملوا في إنشاء البنية التحتية في قطر لاستضافة كأس العالم.

ومثلت إحدى وحدات مجموعة البناء الفرنسية "فينسي"، الأربعاء، أمام قاضي تحقيق في باريس، للرد على اتهامات بانتهاكها حقوق العمال الوافدين الذين ساعدوا في تشييد ملاعب لكأس العالم 2022 في قطر.

وتعني التهم الأولية بموجب القانون الفرنسي، أن هناك سبباً للاشتباه في ارتكاب جريمة، لكن مع إتاحة مزيد من الوقت للقضاة للتحقيق قبل اتخاذ قرار بإحالة القضية إلى المحاكمة.

ونفت "فينسي" مرارا مزاعم مجموعة "شيربا" لحقوق الإنسان التي تتخذ من باريس مقرا لها، والتي رفعت شكوى في عام 2015 أمام محكمة في نانتير، وهي إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية.

وأقيمت الدعوى ضد قسم "مشاريع البناء الكبرى" في "فينسي "ومديري وحدتها في قطر، وهي شركة "كيو دي في سي"، التي تمتلك "فينسي" حصة 49% فيها، وتتهم فيها "بالسخرة" و"وإبقاء الناس في أوضاع استعباد".

تم رفض الشكوى في يناير/كانون الثاني 2018، لكن في العام نفسه، قدمت "شيربا" شكوى جديدة ضد الشركة، بإفادات شهود جديدة بشأن الانتهاكات المزعومة.

وقالت "فينسي" في بيان الإثنين، إن من "المؤسف للغاية" أنه على الرغم من الإجراءات التي بدأت قبل 7 سنوات، تُضطر شركتها التابعة لأن تواجه اتهامات قبيل انطلاق كأس العالم لكرة القدم في قطر.

وأضافت الشركة: "لا علاقة لأي من المشاريع الممنوحة لشركة (كيو دي في سي) بكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر".

وتابعت: "في الواقع، تم إسناد هذه المشاريع إلى كيو.دي.في.سي قبل منح المسابقة لقطر وتتعلق بشكل أساسي بالبنية التحتية للنقل".

وزادت: "فينسي لم توقع أي عقد مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث ولم تبن أي ملعب أو فندق في قطر".

وقالت إنها ستواصل التعاون مع المحاكم "بهدف إظهار أن المزاعم ضد المجموعة غير عادلة".

كما قال "جان بيار فيرسيني-كامبينشي" محامي الشركة التابعة لـ"فينسي" عبر إذاعة "فرانس-إنفو" إن الشركة ستسعى لإلغاء الدعوى.

واستنكر ما أسماه "عدم كفاية الإطار الزمني الممنوح للمحامين لوضع ردود مفيدة، والاختيار المتسرع لموعد (الاستدعاء)، قبل أيام قليلة فقط من افتتاح كأس العالم لكرة القدم".

وخلال الفترة السابقة على كأس العالم، واجهت قطر تدقيقا في قوانين العمل ومعاملة مئات الآلاف من العمال المهاجرين، معظمهم من الهند وبنجلاديش وباكستان وسريلانكا ونيبال ودول أخرى في جنوب آسيا.

وتنفي السلطات القطرية بشدّة صحّة تقارير أفادت بوفاة آلاف العمّال المهاجرين في حوادث وقعت في ورش البناء أو من جرّاء أمراض أصيبوا بها بسبب عملهم في درجات حرارة مرتفعة جداً خلال فترات الصيف.

وسبق أن ردّ "فيفا" على هذه الدعوات بالقول إنّ هناك "حواراً مستمرّاً" بشأنها.

في 2018 أنشأت قطر "صندوق دعم وتأمين العمّال" بهدف مساعدة العمّال المهاجرين إذا لم يدفع أرباب عملهم مستحقّاتهم المالية.