معهد واشنطن: اتفاق تصدير الحبوب قد ينهار مجددا.. وهذه الدول في مهب الريح

الجمعة 11 نوفمبر 2022 09:56 م

قال معهد واشنطن، إن روسيا قد تكرر محاولاتها للتنصل من اتفاق ممر الحبوب الذي أتاح فرصة لتصدير الحبوب الأوكرانية، وذلك مع نهاية مدته وموعد تجديده في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مؤكدا أن ذلك الأمر يهدد بشكل خاص السلم الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

واعتبر المعهد، في تحليل نشره الجمعة، أن روسيا عازمة على استخدام ممرات البحر الأسود كسلاح استراتيجي في حربها مع أوكرانيا، وهو ما ظهر في انسحابها المفاجئ من الاتفاق في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي قبل أن تعود إليه سريعا.

وأشار إلى أنه عندما غزت روسيا أوكرانيا وحاصرت موانئ البلاد المطلة على البحر الأسود، اتخذت موقفاً تمثّلَ في منع تسليم حوالي 25 مليون طن متري من الحبوب وغيرها من المواد الغذائية الأساسية إلى الأسواق الدولية، مما أدى إلى حدوث أزمة غذائية عالمية.

وفي ظل عدم ضبط الوضع، شكّل ذلك إنذاراً بحدوث اضطرابات اجتماعية وضغوط أخرى في بعض المناطق مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي هي عرضة بشكل خاص للعلاقة الناتجة عن ارتفاع أسعار الوقود والغذاء والضروريات الأخرى.

وأكد التحليل أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يدرك جيدا نقطة الضعف هذه، وقد حاول مراراً وتكراراً استخدامها لممارسة الضغط على الغرب.

وتؤمّن روسيا وأوكرانيا ثلث صادرات العالم من القمح والشعير، وخُمس صادراته من الذرة، ونصف صادراته من زيت عباد الشمس، وجزء كبير من الأسمدة.

وحسب التحليل، تعتمد بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل خاص على هذه الإمدادات وكانت تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الحبوب قبل الحرب، ويرجع ذلك أساساً إلى مزيج من الجفاف والصدمات الاقتصادية العالمية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا.

وبحسب التحليل، أدّى غزو أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل أكبر، مثيراً المخاوف بشأن إمكانية نفاد بعض المواد الغذائية الأساسية مثل القمح من بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نهاية المطاف.

ومما يثير القلق بشكل خاص هو وضع الدول التي تعاني مسبقاً من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وهي أفغانستان ومصر ولبنان وليبيا والصومال وسوريا وتونس واليمن.

وشدد التحليل على أهمية تذكر أن روسيا حذرت من أنها لن تمدد الاتفاق في 19 نوفمبر، إلا بعد ضمان تنفيذ الغرب الكامل لكافة الاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقا، وأبرزها ما يتعلق بتعهداته بإعفاء صاداتها من الأسمدة من الرسوم والجمارك.

وأوضح أنه منذ تنفيذ "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب" بنجاح، ساعدت في خفض أسعار المواد الغذائية.

ومنذ أوائل أغسطس/آب الماضي، تم شحن ما يقرب من 10.1 مليون طن متري من المواد الغذائية من موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني/بيفديني.

واستفادت 70% من البلدان غير الغربية من هذا الكمية، وذهب ثلثها تقريباً إلى بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وحصلت تركيا ومصر وليبيا وإسرائيل وتونس والجزائر وإيران على أهم الكميات في المنطقة وفقاً لهذا الترتيب.

وكانت أفغانستان واليمن، وهما دولتان تعانيان من أزمات إنسانية حادة، من بين الدول المستفيدة أيضاً، وكذلك العراق ولبنان والمغرب وعمان والسودان.

وحذر التحليل من أنه على الرغم من أن "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب" تمثّل 40% فقط من الحبوب الأوكرانية المنقولة، فإن تعليقها مجدداً سيؤدي إلى حدوث آثار متلاحقة في جميع أنحاء الأسواق العالمية، مما يؤدي على الأرجح إلى تفاقم أزمات الغذاء المختلفة.

على سبيل المثال، ازدادت أسعار القمح بموجب عقود الحبوب الآجلة الأكثر تداولاً في بورصة شيكاغو بنسبة 6% في اليوم التالي بعد انسحاب روسيا لفترة وجيزة من المبادرة.

ويمكن أن تتأثر دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمثل هذه الاضطرابات أكثر من المناطق الأخرى، ويرجع ذلك جزئياً إلى نقاط ضعفها الداخلية المذكورة أعلاه، وأيضاً لأنها تعتمد كثيراً على محاصيل الحبوب الأوكرانية التي من المتوقع أن تنخفض في 2023-2024 بسبب الحرب.

وبالإضافة إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في لبنان وسوريا واليمن، فإن أي زيادات أخرى في الأسعار ستضر ببلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاني حالياً من الجفاف (مثل المغرب وتونس) أو من ارتفاع الأسعار القائم مسبقاً (على سبيل المثال، إيران والصومال والسودان).

وطالب المعهد، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين بالتركيز على رفع التكلفة السياسية لموسكو إذا انسحبت مجدداً من "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب".

وأوضح أنه يجب على الغرب أيضا بتعزيز السبل البديلة لتسليم الحبوب، بما فيها مشروع "طريق الدانوب للحبوب".

وعلى الرغم من أن هذا البديل أقل كفاءة، إلا أنه يوفر "خطة ب" قابلة للتطبيق إذا حاولت روسيا الاستفادة من تعليق آخر لـ "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب"، كما يقول التحليل.

وختم التحليل بالقول: "على نطاقٍ أوسع، على الغرب أن يبحث عن طرق أخرى لتحسين الأمن الغذائي ومعالجة المخاطر المتزايدة للركود العالمي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اتفاق الحبوب تصدير الحبوب الأوكرانية البحر الاسود الشرق الاوسط شمال افريقيا اسعار الغذاء ازمة الغذاء الحرب الروسية الاوكرانية

روسيا: لم نتفق على تمديد مبادرة تصدير الحبوب

بيان أمريكي بريطاني أوروبي: العقوبات على روسيا لا تستهدف قطاع الأغذية والأسمدة

مباحثات تركية مع الأمم المتحدة وروسيا لتمديد اتفاقية نقل الحبوب