توقعات بأن تكون الأكثر يمينية.. تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية

الأحد 13 نوفمبر 2022 12:51 م

كلف الرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج" الأحد، رئيس الوزراء السابق "بنيامين نتنياهو" بتشكيل حكومة جديدة، بعدما تصدّر ائتلافه الانتخابات التشريعية التي أجريت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، مع حلفائه في اليمين المتطرف.

ويُتوقع أن يشكل "نتنياهو" حكومة ستكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، ما يثير الكثير من المخاوف في الداخل والخارج.

وفي مؤتمر صحفي في مقر الرئاسة الإسرائيلية بالقدس المحتلة، قال "هرتسوج" وإلى جانبه "نتنياهو" إنه كلف الأخير رسميا بتشكيل الحكومة، وسلّمه خطاب التكليف.

وتطرق "هرتسوج"، في مراسم بُثت على التلفزيون، إلى محاكمة "نتنياهو" في اتهامات بالفساد، وقال إنها لا تشكل عقبة قانونية أمام توليه المنصب من جديد.

وأضاف: "حقيقة أن هناك محاكمة ضد نتنياهو لم تغب عني، لكنّ هناك قرارا للمحكمة العليا في الموضوع.. لذلك بعد التفكير ووفقا للقانون، قررت أن أعهد إليك بتشكيل الحكومة".

وسبق أن رفضت المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) التماسات لمنع "نتنياهو" من تولي منصب رئيس الوزراء في ظل محاكمته التي بدأت في 24 مايو/أيار 2020، في قضايا فساد تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال.

أما "نتنياهو" فقد تعهد ببذل جميع الجهود كي تكون حكومته ناجحة ومستقرة ومسؤولة، وأضاف: "سأكون رئيس وزراء للجميع، لأولئك الذين صوّتوا لنا وللآخرين. إنها مسؤوليتي".

وأشار إلى ما وصفها بإنجازات حققها في حقبته السابقة من قبيل توفير الأمن، وجلب اللقاحات، وتوقيع اتفاقات سلام مع دول عربية، حسب قوله.

ورفض "نتنياهو" المخاوف القائلة إن نتيجة الانتخابات "نذير سوء" على ديمقراطية إسرائيل، وقال إنها ستكون "منارة" إقليمية.

وأكد أن هناك توافقا واسعا في إسرائيل على ضرورة مواجهة برنامج إيران النووي.

وعدل "نتنياهو" عن نيته عرض حكومته الجديدة، التي ستكون السادسة برئاسته، على الكنيست لنيل الثقة هذا الأسبوع، وذلك بسبب مصاعب يواجهها في توزيع الحقائب الوزارية مع حلفائه من حزب الصهيونية الدينية الفاشي وأحزاب المتدينين المتزمتين "الحريديم".

وبدأ زعيم حزب الليكود الجمعة الماضي، مفاوضات مع حلفائه من اليمين المتدين واليمين المتطرف لتشكيل حكومة يرجّح أن تكون الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخ إسرائيل.

وأمام "نتنياهو" 28 يوماً لتجميع فريقه الوزاري، ويمكن أن يحصل على 14 يوماً إضافية إذا لزم الأمر.

وفي وقت سابق، أنهى الرئيس الإسرائيلي مشاوراته مع قادة الأحزاب الفائزة في الانتخابات الأخيرة، حيث أوصى 64 نائبا في الكنيسيت بتزكية "نتنياهو" لتشكيل الحكومة الجديدة.

في المقابل، اقتصر عدد الذين فوضوا "هرتسوج" بتكليف رئيس الوزراء المنتهية ولايته "يائير لبيد" بتشكيل الحكومة على 28 نائبا فقط.

وكان "لابيد" قد أطاح بـ"نتنياهو" في يونيو/حزيران 2021 من السلطة من خلال ائتلاف جمع أحزابا من اليمين واليسار والوسط ومن العرب، مما وضع حدا لولاية هي الأطول في تاريخ إسرائيل شغل خلالها "نتنياهو" المنصب منذ عام 1996 حتى عام 1999، ثم منذ عام 2009 حتى عام 2021.

إلا أن "نتنياهو" تعهد بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية التي أجريت في مارس/آذار 2021، والتي جعلته زعيما للمعارضة، بـ"الإطاحة بالحكومة في أول فرصة".

وتصدّر "نتنياهو" نتائج الانتخابات التي أظهرت حصول حزب الليكود برئاسته على 32 مقعدا، بينما حصل الحزبان المتدينان المتشددان "يهودوت هتوراه" لليهود الأشكناز الغربيين، وحزب "شاس" لليهود الشرقيين (السفرديم) على 18 مقعدا، وتحالف اليمين المتطرف "الصهيونية الدينية" على 14 مقعدا.

ويتطلع حزب "شاس" اليهودي الشرقي، برئاسة "أرييه درعي"، الذي حصل على 11 مقعدا، إلى تولي حقيبة الداخلية أو المالية، وفقا لصحف عبرية.

وأدين "درعي" بالتهرب الضريبي في عام 2021، وكان قد سُجن في السابق بتهمة الفساد.

أما "بتسلئيل سموطريتش" من تحالف "الصهيونية الدينية"، فيطالب علنا بوزارة الدفاع، بينما يطالب الزعيم اليميني المناهض للعرب "إيتمار بن غفير"، وهو الذي لطالما طالب بضم كامل الضفة الغربية، بتولي حقيبة الأمن العام.

وكانت وسائل إعلامية ذكرت أن "هرتسوج" حاول إقناع منافسي "نتنياهو"، لا سيما "لابيد" ووزير الدفاع "بيني جانتس"، بتشكيل حكومة وحدة معه، من شأنها تهميش زعيم حزب القوة اليهودية المثير للجدل، والمحرض المعادي للعرب "بن غفير".

ورغم أن "هرتسوج" نفى هذه المعلومات، فإنه خلال لقائه الخميس ممثلين عن اليمين المتطرف، أبلغهم في بث مباشر بأنه تلقى "أسئلة من المواطنين الإسرائيليين وزعماء العالم.. أسئلة حساسة للغاية حول حقوق الإنسان".

وقال "هرتسوج" للنائب "بن غفير"، المعروف بشكل خاص بخطاباته الهجومية المعادية للعرب: "هناك صورة معينة لك ولحزبك، وأنا أقول ذلك بكل أمانة، إنها تبدو مثيرة للقلق من نواح كثيرة".

وبعد الانتخابات الأخيرة التي نظمت في إسرائيل التي تشهد انقساما سياسيا، دعت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة إلى "التسامح والاحترام للجميع في مجتمع مدني لا سيما مع الأقليات".

من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني "محمد اشتية" إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تعكس تنامي مظاهر "التطرف والعنصرية"، وأكد أنها لم تفرز "شريكا للسلام".

وفي الحكومات السابقة لـ"نتنياهو"، توسع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتم توقيع اتفاقات تطبيع للعلاقات مع دول عربية، رأى فيها الفلسطينيون "خيانة" للقضية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عباس: نتنياهو لا يؤمن بالسلام ولكني مضطر للتعامل معه

إسرائيل.. تحذيرات من تداعيات تولي بن غفير منصب وزير الأمن

تنتهي مهلته الليلة.. توقعات بإعلان نتنياهو نجاحه في تشكيل حكومة جديدة