الأوامر صدرت من كوباني.. تركيا تلقي القبض على منفذة تفجير إسطنبول وتتهم "الكردستاني"

الاثنين 14 نوفمبر 2022 06:11 ص

أعلنت تركيا، القبض على منفذة الهجوم بشارع الاستقلال السياحي في منطقة تقسيم وسط مدينة إسطنبول، وإفشال مخطط ما بعد التفجير.

ولقى 6 أشخاص حتفهم وأصيب 81 آخرون بينهم اثنان في حالة "حرجة جدا"، و5 مازالوا في العناية المكثفة، في الانفجار الذي هز شارع الاستقلال المزدحم بالمشاة في وسط إسطنبول في حادث قال الرئيس "رجب طيب أردوغان" إنه "تفوح منه رائحة الإرهاب".

وقال وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو"، الإثنين، إنه ألقي القبض على الشخص الذي فجر القنبلة وهي سيدة تبلغ من العمر 41 عاما، متهما تنظيم "حزب العمال الكردستاني" (بي كا كا) الإرهابي بالوقوف وراء التفجير.

وقال إن الأمر بالهجوم صدر في مدينة كوباني شمالي سوريا؛ حيث نفذ الجيش التركي في السنوات الأخيرة عمليات ضد "وحدات حماية الشعب الكردية" (ب ي د)، الفرع السوري لـ"بي كا كا".

وأضاف: "لقد قدرنا أن التعليمات الخاصة بالهجوم جاءت من كوباني.. منفذ الهجوم مر عبر عفرين"، وهي منطقة أخرى في شمال سوريا.

وتابع الوزير التركي: "الشخص الذي نفذ الحادث، ترك القنبلة، وتم اعتقاله".

ولاحقا، أعلنت شرطة إسطنبول، أنها ألقت القبض على 46 شخصا، ارتبطوا بتفجير إسطنبول.

وذكرت مديرية الأمن التركية، أن المادة المستخدمة في تفجير إسطنبول هي "تي إن تي"، وأن القبض على المتهمين في العملية جاء بعد فحص تسجيلات لـ1200 كاميرا، مشيرة إلى أنه تم إيقاف 46 مشتبها في مداهمات استهدفت 21 عنوانا.

وقالت إنه من بين المعتقلين امرأة سورية تدعى "أحلام البشير"، يشتبه في أنها هي التي زرعت القنبلة.

وأضافت الشرطة أن المرأة قالت في استجواب أولي إنها تلقت تدريبا على يد مسلحين أكراد في سوريا، ودخلت تركيا عبر منطقة عفرين بشمال غرب سوريا.

وبثت وسائل إعلام تركية، مقطع فيديو وصورا تظهر لحظة اعتقال "أحلام" وقت مداهمة الشرطة المنزل الذي تقيم فيه، ثم اقتيادها إلى أحد مراكز الشرطة للتحقيق معها بشأن العملية.

وقام عناصر الشرطة، كما يظهر في مقطع الفيديو، بتفتيش منزل وأغراض المتهمة بالاستعانة بالكلاب البوليسية.

ووفق وسائل الإعلام المحلية، فإن المتهمة تقيم بمفردها في المنزل المذكور الواقع في أحد الأحياء القديمة بمدينة إسطنبول، والذي يحتوي على القليل من الأثاث.

وأضافت أنه عُثر معها على مسدس ومخزن للرصاص وكمية من المال، بعضها بالعملة التركية، وبعضها باليورو.

وتصنف تركيا تنظيم "بي كا كا"، التي تخوض معه صراعا منذ 4 عقود، "إرهابيا"، وهو ذات التصنيف لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وبدأ التنظيم تمردا ضد الدولة التركية منذ عام 1984، وسقط أكثر من 40 ألف شخص في الصراع الذي أعقب ذلك.

ووفق الشرطة التركية، فإن المشتبه فيهم كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات أخرى في مناطق تركية مختلفة، حسب اعترافاتهم.

وضمن تفاصيل السيناريو التي كشفتها السلطات التركية، قال "صويلو" إن "منفذي الهجوم الإرهابي كانوا سيهربون إلى اليونان الإثنين، لو لم يتم إلقاء القبض عليهم".

ووفقا للرواية التركية، فقد تضمن السيناريو أيضا قتل منفذة الهجوم، وذلك في محاولة لقطع الطريق أمام الوصول إلى بقية المتهمين.

وتعليقا على ذلك، قال "صويلو"، إن "هناك خبر سيحزن التنظيم الإرهابي، وهو أنه تم إلقاء القبض أيضا على الشخص الذي أمره التنظيم بقتل منفذة التفجير".

وأضاف: "رصدنا مكالمة يوجه فيها المتكلم عناصر الخلية بقتل منفذة الهجوم لمنع معرفة ملابسات الهجوم.. اعتقلنا شخصا بهذه الخلية مكلف بقتل المهاجمة".

وأكد أن "أحلام البشير" دخلت إلى تركيا من منطقة عفرين بطريقة غير شرعية قبل أسبوع، وقد تلقت تدريبها بصفتها عضو استخبارات خاصة في حزب العمال الكردستاني.

وأشار إلى أن التفجير المؤلم الذي وقع الأحد، يعد الأول الذي تشهده إسطنبول منذ 6 أعوام، مبينا أن قوى الأمن تمكنت من إحباط نحو 200 عمل إرهابي خلال العام الجاري.

وكان "أردوغان" ونائبه "فؤاد أقطاي"، قالا في وقت سابق إن "امرأة" هي المسؤولة عن الاعتداء.

وكانت وسائل إعلام تركية، نشرت الأحد، صورا لإمرأة قالت إنها قد تكون المشتبه بها في تنفيذ تفجير إسطنبول.

وقالت قناة "OdaTv" التركية في تغريدة إن امرأة تركت حقيبة سببت الانفجار.

ونشرت القناة صورة مموهة لإمرأة قالت إنها قد تكون المشتبه بها في تنفيذ الهجوم.

كما نشرت الكثير من الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة للمرأة ترتدي بنطالا مموها وحجابا، وتحمل على ظهرها حقيقة كبيرة.

ونشر الصورة كذلك موقع "هالك تي في" المعارض، وتطرقت إليها صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة.

وذكرت صحيفة "صباح" في تعليقها على الصورة: "يأتي الشخص الذي يعتبر امرأة مشبوهة ويترك حقيبة أو حقيبة بنكية.. يبتعد المشتبه به بعد وضع القنبلة.. تظل الحقيبة دون رقابة على المقعد لفترة من الوقت.. بعد بضع دقائق حدث انفجار.. تظهر هذه المرأة على أنها المشتبه بها في الانفجار".

ووقع الانفجار خلال ساعات ازدحام في الشارع السياحي الشهير، وفي يوم عطلة أسبوعية مشمس في تركيا.

وتشير الاستنتاجات الأولية إلى أن التفجير وقع إما بجهاز تفجير ذاتي أو عن بعد، حسب وسائل إعلام تركية.

وتحدث وزير العدل "بكر بوزداغ" عن "حقيبة" وضعت على مقعد، وقال: "جلست امرأة على مقعد من 40 إلى 45 دقيقة ثم وقع انفجار بعد رحيلها بدقيقة واحدة".

وفي تصريح بُثّ مباشرة على التلفزيون، ندّد "أردوغان" بـ"اعتداء دنيء".

وأكد أن "المعلومات الأولية تشير إلى اعتداء إرهابي".

ولم تتبنَ أي جهة تنفيذ الهجوم حتى الساعة، بينما وعد "أردوغان" بأنه "سيتم كشف هوية مرتكبي هذا الهجوم الدنيء.. ليتأكد شعبنا أننا سنعاقب المنفذين".

من جانبه، أعلن وزير الصحة التركي "فخر الدين قوجة" أن 39 من أصل 81 مصابا غادروا المشافي بعد استكمال علاجهم.

ولفت إلى أن اثنين في حالة "حرجة جدا"، و5 مازالوا في العناية المكثفة.

وفي السياق، أفادت القنصلية العراقية في إسطنبول، بأن 4 عراقيين أصيبوا في التفجير، وبأن 3 منهم تعرضوا لإصابات طفيفة، وتم إسعافهم وصرفهم من المستشفى، فيما يخضع الرابع إلى عملية جراحية نتيجة إصابته في الرئة.

كما أعلنت القنصلية المغربية في إسطنبول، أن سائحتين مغربيتين ضمن الجرحى، وأن إحداهما تعرضت لكسور في ساقيها وتخضع لعملية جراحية، فيما لا تستدعي حالة المصابة الثانية نقلها إلى المستشفى.

ويعد التفجير تحديا للجهود الأمنية التي كثيرا ما تركزت بهذا الشارع نظرا لأهميته السياحية، فضلا عن وجود مقرات بعثات أجنبية، أبرزها القنصليتان الروسية والهولندية، ومعالم أخرى شهيرة.

وأثار الانفجار مشاعر حزن ورعب لدى سكان هذا الحيّ في إسطنبول الذين سبق أن شهدوا اعتداءً كهذا في الماضي، وأُلغيت مباريات أندية اسطنبول الكبرى لكرة القدم.

وفي حيّ غالاتا المجاور، أغلقت متاجر كثيرة قبل دوامها المعتاد. وأفاد صحفي في وكالة فرانس برس بأن بعض المارّة وصلوا راكضين من مكان الانفجار والدموع في عيونهم.

ومع حلول الظلام، كانت المحلات والمطاعم في هذا الحيّ السياحيّ شبه فارغة.

وحظّر المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع بسرعة على وسائل الإعلام بثّ مشاهد من مكان الانفجار.

وعزا مدير المكتب الإعلامي الرئاسي "فخر الدين ألتون"، ذلك إلى "الحؤول دون بثّ الخوف والرعب والاضطراب في المجتمع وتحقيق أهداف التنظيمات الإرهابية".

وأكد في تصريح أن "كل هيئات دولتنا ومؤسساتها تجري تحقيقا سريعا ودقيقا وفعالا بشأن الحادثة".

كما أثار هذا الاعتداء الذي يأتي قبل 7 أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية إدانات عدة من الولايات المتحدة باكستان إلى الهند ومن إيطاليا الى ألمانيا حيث تقيم جالية تركية كبيرة، وكذلك من السعودية وقطر والكويت والبحرين والأردن ومصر.

وسبق أن واجهت تركيا سلسلة هجمات أثارت الذعر في البلاد بين 2015 و2016، أوقعت نحو 500 ضحية وأكثر من ألفَي جريح، وتبنى جزءاً منها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وشارع الاستقلال الواقع في الحيّ التاريخي لمنطقة بيوغلو هو أحد أشهر الشوارع في إسطنبول ويمتدّ على مسافة 1.4 كلم وهو مخصّص بالكامل للمارّة. يمرّ في وسطه قطار ترام قديم وتصطفّ على جانبيه متاجر ومطاعم ويرتاده نحو ثلاثة ملايين شخص في اليوم خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وسبق أن شهد الشارع في مارس/آذار 2016 "هجوما انتحاريا"، أسفر عن 4 ضحايا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تفجير إسطنبول تركيا بي كي كي أردوغان

تركيا ترفض تعزية الولايات المتحدة في ضحايا تفجير إسطنبول.. لماذا؟

تركيا تعتقل شخصا من الشمال السوري تشتبه بمشاركته في تفجير إسطنبول

دبلوماسية كوباني.. الإمارات ملاذ الأكراد لإنقاذ صفقة مع نظام الأسد