الأمن التركي يفكك خيوط عملية إسطنبول

الثلاثاء 15 نوفمبر 2022 06:57 م

نفذت السلطات التركية حملة اعتقالات واسعة شملت متهمين بالاتصال المباشر بمنفذي هجوم إسطنبول أو أشخاص يعتقد أن لهم صلات بهم.

ووصل عدد الموقوفين حتى صباح الثلاثاء إلى أكثر من 45 شخصاً من جنسيات مختلفة معظمهم من الأتراك والسوريين.

وبحسب تكهنات أمنية وإعلامية تركية، يعتقد أن قوات الأمن نجحت في رصد المتهمة الرئيسية في وضع القنبلة خلال الساعات الأولى لوقوع التفجير، لكنها فضلت مراقبتها وتركها حتى تقوم بإجراء اتصالات للوصول إلى العناوين المرتبطة بالخلية، وهو ما يعتقد أنه ساعد قوات الأمن في كشف الكثير من خيوط العملية والشبكة المرتبطة بها؛ ما أوقع بعشرات المتهمين في قبضة قوات الأمن.

وعقب الهجوم، رصدت كاميرات المراقبة المتهمة وهي تهرب بسرعة مشياً على الأقدام من موقع التفجير، قبل أن تستقل سيارة أجرة وتنتقل إلى منطقة "أسنلر" في إسطنبول، حيث يعتقد أنها دخلت إلى شقة سكنية تابعة للخلية وغيرت ملابسها، قبل أن تنتقل إلى حي "كناريا" التابع لمنطقة "كوتشوك تشيكميجي" غربي إسطنبول حيث تقيم، وحينها قررت قوات الأمن إلقاء القبض عليها بعد رصد مكالمات ومعلومات تشير إلى أنها كانت تتجهز من أجل الهرب نحو اليونان.

ووفق بيان مديرية أمن إسطنبول، فإن قوات الأمن راجعت محتوى أكثر من 1200 كاميرا مراقبة، وكشف أحدث مقطع فيديو نشره التلفزيون الرسمي التركي "تي ري تي خبر" المنفذة وهي تنزل من سيارة خاصة نقلتها إلى الشقة التي جرى القبض عليها فيها، وهي السيارة التي تقول الجهات الأمنية إنها كانت مخصصة لنقلها إلى الحدود مع اليونان.

وبيّن التلفزيون الرسمي، أن قوات الأمن اعتقلت "أحمد أ" الذي رصد وهو ينقلها من منطقة "أسنلر" إلى منطقة "كوتشوك تشيكميجي"، وعقب توقيفه نفى التهم الموجهة له قبل أن يعترف بأنه نقلها إلى منزل للمبيت فيه قبيل الانطلاق صباح اليوم التالي لنقلها إلى الحدود مع اليونان وتسليمها لمهربين. ويظهر في الفيديو رقم نمرة السيارة الذي يوضح أنها سيارة مسجلة باسم أجنبي.

والمشتبه بها "أحلام البشير" تحمل الجنسية السورية، ودخلت تركيا بصورة غير قانونية.

والثلاثاء، أفادت مصادر أمنية تركية بأن المنفذة وصلت إلى إسطنبول قبل 4 أشهر من الحادثة، وعملت في ورشة للنسيج، بغرض التخفّي والتمويه. وبحسب التحقيقات، فإن المشتبه بها دخلت تركيا بصورة غير قانونية، واستقرت منذ وصولها إلى إسطنبول، في قضاء أسنلار، برفقة 3 آخرين.

وخلال فترة تواجدها في المدينة، تجنبت استخدام وسائل الاتصال الرقمية، كي لا يتم رصدها من قبل الأمن التركي، واختارت إجراء اتصالاتها عبر المشتبه به "ب" المقيم معها في المنزل نفسه.

وبحسب المصادر الرسمية، اعترفت أثناء التحقيق معها بالانتماء إلى تنظيم "بي كا كا" والوحدات الكردية في سوريا، وتلقي تدريبات لتصبح عنصر استخبارات على يد التنظيم.

ووفق وكالة "الأناضول"، انتقلت "أحلام" برفقة المشتبه به "ب" إلى شارع الاستقلال، ووضعت المواد المتفجرة التي يعتقد أنها كانت موقوتة، ثم غادرت المكان قبل فترة قصيرة من وقوع التفجير. ويواصل الأمن التركي تحرياته للقبض على المشتبه به "ب" الذي يُعتقد أنه لاذ بالفرار عقب وقوع التفجير.

كما كشفت تحريات الأمن التركي أن التنظيم أمر بإعدام "أحلام" عقب تنفيذها التفجير، وذلك بعد تهريبها إلى اليونان بطرق غير قانونية.

واعتبر وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو" أن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية مسؤولان عن التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال.

واستهدف مسلحون أكراد وإسلاميون ويساريون إسطنبول بهجمات في السابق. 

حيث بدأت موجة من التفجيرات والهجمات الأخرى في جميع أنحاء البلاد عندما انهار وقف لإطلاق النار بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني في منتصف عام 2015، قبل الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام.

ففي العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2016، أسفر اعتداء مزدوج قرب استاد بشيكتاش عن 47 قتيلًا بينهم 39 شرطيًا و160 جريحًا. وتبنّت الاعتداء جماعة "صقور حرية كردستان" المتطرّفة القريبة من حزب العمال الكردستاني.

ونفذت تركيا 3 عمليات اجتياح استهدفت وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، وقال الرئيس التركي هذا العام إن هناك عملية أخرى وشيكة.

ويقود حزب العمال الكردستاني تمردا على الدولة التركية منذ 1984، وسقط أكثر من 40 ألف قتيل في الاشتباكات، بحسب "رويترز".

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الأمن التركي عملية إسطنبول تفجير إسطنبول

برفقة نظرائه العرب.. القنصل السعودي يزور موقع انفجار إسطنبول

أردوغان يلمح لعملية عسكرية تركية جديدة بشمال سوريا

تفجير إسطنبول.. محكمة تركية تأمر بحبس 17 متهما وترحيل 29 آخرين