ن. تايمز: درس مونديال قطر.. كرة القدم ليست حكرا على أوروبا

الجمعة 18 نوفمبر 2022 03:54 م

أشار مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن مونديال قطر، الذي سينطلق بعد ساعات، يؤكد أن لعبة كرة القدم لم تعد حكرا على أوروبا، ومستعمراتها السابقة في أمريكا اللاتينية، وهي البطولة التي تم تسليعها على مدار سنوات بشكل مفرط من قبل شركات الاستشارات العالمية، والشركات متعددة الجنسيات والوكالات الحكومية.

وقال كاتب المقال البرفسور "عبدالله العريان"، الأستاذ في جامعة جورج تاون- فرع قطر، ومحرر كتاب "كرة القدم في الشرق الأوسط: الدولة والمجتمع واللعبة الجميلة" إنه "عندما أعلنت فيفا في 2010 عن قطر كدولة مضيفة لمباريات كأس العالم 2022، فاجأ القرار المشجعين ومعلقي الرياضة.

وتابع "أخذوا يحكّون رؤوسهم متسائلين مرة عن علاقة قطر بتنظيم المباريات، فالجو حار جدا، ولا يوجد عدد من ملاعب الكرة الكافية، كمل لا يوجد لدى البلد سوى فريق كرة قدم بمستوى متواضع".

كان هناك بالطبع سؤال: من سيبني تلك المنشآت وفي أي ظروف. وكما قال رئيس الفيفا السابق "جوزيف بلاتر"، والذي أعلن عن فوز قطر قبل 12 عاما، في تصريحات قبل فترة: "كرة القدم وكأس العالم كبيران جداً على البلد".

لكن بعض ردود الفعل كانت متجذرة في الفرضيات حول قطر والشرق الأوسط بشكل عام، بما فيها الاعتقاد أن المنطقة لا تاريخ لديها في مجال كرة القدم، بحسب الكاتب.

وسرد الكاتب تاريخ المنطقة العربية مع كرة القدم، وهي المنطقة التي يزيد عدد سكانها عن 440 مليون نسمة، قائلا إن كرة القدم لا تزال متناحرة مع الهوية في الشرق الأوسط اليوم.

ولفت إلى حركة الاحتجاجات التي اندلعت في العالم العربي، والتي عرفت باسم "الربيع العربي"، وذلك بعد أقل من عام من فوز قطر بشرف تنظيم البطولة، وهي الاحتجاجات التي شارك بها جمهور كرة القدم "روابط الأولتراس".

ويقول الكاتب إنه في العالم العربي، كما في أي مكان، تظل لعبة كرة القدم طريقة للإمساك بالمخيلة الجمعية ومركز اهتمام الأجيال.

ويظهر هذا في صعود لاعبين لمرتبة النجومية مثل "رياض محرز"، وهو جزائري، و"محمد صلاح"، وهو مصري، وكلاهما فائز بلقب الدوري الإنجليزي، حيث انتصرا على الفرص المحدودة في بلديهما والقوى المعادية للمهاجرين في الخارج.

ومن خلال هذه القصص، جرّب المشجعون العرب الطبيعة المتعالية/ المتسامية لكرة القدم.

وبعد عقد من انتفاضات الربيع العربي، أصبحت الكثير من دول الشرق الأوسط قمعية بشكل كبير، لدرجة أصبحت فيها الحاجة لمساحة تنفس ملحة أكثر من أي وقت مضى، وهنا يأتي أيضا دور كرة القدم، بحسب "العريان".

ويقول الكاتب إنه في الوقت الذي سيجد فيه المشجعون في أوروبا والولايات المتحدة صعوبة في الوصول إلى قطر، إلا أن المشجعين في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، لن يجدوا صعوبة في الوصول لكأس العالم الحالي، فلن يواجهوا تكاليف الرحلة الباهظة أو متطلبات التأشيرات التي تتدخل في كل الخصوصية.

وفي الولايات المتحدة، المضيف القادم لكأس العالم 2026، كان لديها حتى وقت قريب، قانون يمنع المسلمين من الدخول إلى أراضيها، مما يعني منع 100 ألف إيراني يخططون للقيام بالرحلة القصيرة إلى قطر لحضور مباريات هذا العام، مشيرا إلى أن التقارير التي تحدثت عن رفض تأشيرات لبعض اليمنيين، أثرت على النقاط المضيئة لكأس العالم الحالي.

وأضاف أن مباريات كأس العالم والتحضير لها ظلت تلاحقها موضوعات أخرى والكثير منها مشروع.

وأكبر قلق هو حقوق العمالة الوافدة في قطر، وهو ما تحدثت عنه منظمات حقوق الإنسان والصحفيون والمشجعون ومنظمة العمل الدولية التي قامت وعلى مدى عقد بالتحقيق في مزاعم استغلال عبر نظام الكفالة.

ويرى الكاتب أن الكثير من هذا الخطاب كان مموّها بلهجة استشراقية، يتعامل مع قطر ودول الخليج الأخرى عبر خطاب الخصوصية، وليست كدول تعتبر في مركز تدفق رأس المال العالمي والعمالة.

المصدر | الخلجي الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مونديال قطر كأس العالم في قطر كرة القدم

طبيب منتخب فرنسا يوضح موقف بنزيما من انطلاقة المونديال

لإنجاح كأس العالم.. ملك الأردن يوجه بوضع جميع الإمكانات تحت تصرف قطر

عشية انطلاق المونديال.. لماذا تستمر الهجمة الغربية على قطر؟

جمهور مختلف وتعديلات قوانين وحكم امرأة.. مونديال قطر يشهد تغييرات لأول مرة

من ويلي إلى لعيب.. تاريخ من تمائم المونديال المرحة

الرحلة تضع باكستان في كأس العالم