من هم أبرز المنافسين المحتملين للرئيس الأمريكي "جو بايدن" داخل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024؟
سؤال بات محل اهتمام عديد الخبراء بعد التراجع الملحوظ لشعبية "بايدن" في الآونة الأخيرة، إلى نسبة 40% فقط، وإعلان الرئيس السابق، "دونالد ترامب"، مؤخرا عن عزمه الترشح للعودة للبيت الأبيض مرة أخرى.
وتُظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الديمقراطيين يريدون من حزبهم ترشيح شخص آخر غير "بايدن"، خاصة جيل من الشباب الليبراليين، حسبما أوردت شبكة BBC.
وذكرت الشبكة البريطانية، في تقرير لها، أن نائبة بايدن "كامالا هاريس" على رأس 4 من أبرز المستفيدين من عدم ترشح الرئيس الأمريكي الحالي مجددا، إذ حطمت المدعية العامة السابقة، التي كانت عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، والبالغة من العمر 58 عاما، الكثير من القوالب حين أصبحت أول امرأة سوداء ومن أصول آسيوية تشغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة.
وفي العام الماضي، شغلت "كامالا" منصب القائم بأعمال الرئيس لفترة وجيزة وذلك خلال الـ85 دقيقة التي استغرقها خضوع "بايدن" لفحص القولون بالمنظار، لكن قد تكون تلك الفترة المقتضبة هي أبعد ما يمكن أن تصل إليه؛ لأن شعبيتها أقل من شعبية "بايدن" نفسه، بحسب الاستطلاعات.
ويعود انخفاض شعبية "كامالا" إلى تشكيك بعض الناخبين مؤخرا في كفاءتها، فمنذ توليها منصب نائب الرئيس تم تكليفها ببعض من أصعب الملفات في الإدارة الأمريكية، بما في ذلك ملف الهجرة وأمن الحدود، ومع ذلك ارتفعت معدلات تدفق المهاجرين على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
لكن أنصار نائبة الرئيس، بما في ذلك جيش من المعجبين والمناصرين عبر الإنترنت، يُطلق عليهم أحيانا اسم (خلية- ك) "K-Hive"، يصرون على أنها تعرضت للهجوم والتشهير بشكل غير عادل من قبل شخصيات كارهة للنساء ومتحيزة جنسيا.
وإذا كانت "كامالا" هي الأبرز بين المرشحات المحتملات لخلافة "بايدن"، فإن سياسيا آخر لمع نجمه مؤخرا وباتت تدور حوله الكثير من التكهنات بات هو الأبرز بين الرجال، وهو حاكم ولاية كاليفورنيا "جافن نيوسوم".
و"نيوسوم" هو رائد أعمال اشتهر بتجارة النبيذ، وبعد انتخابه حاكما لكاليفورنيا في عام 2018 أثبت نفسه كحصن تقدمي منيع ضد إدارة "ترامب" المحافظة.
واكتسب "نيوسوم"، البالغ من العمر 55 عاما، شهرة على الصعيد الوطني لأول مرة عندما أصدر، بصفته عمدة مدينة سان فرانسيسكو في عام 2004، تراخيص زواج الشواذ جنسيا في انتهاك واضح لقانون الولاية.
ونال "نيوسوم" الثناء على قيادته الحازمة في بداية تفشي وباء كورونا، لكن العشاء الذي انتهك فيه قواعد كوفيد والتقطته بعض الكاميرات، العام الماضي، أدى إلى محاولة لتنحيته عن منصبه قبل انتهاء فترة ولايته.
وبعد تغلبه على تلك المحاولة، التي قادها جمهوريون، يدخل "نيوسوم" فترة ولاية ثانية حاكما لكاليفورنيا بعد فوزه مرة أخرى في انتخابات التجديد النصفية في وقت سابق من هذا الشهر.
ويتمتع "نيوسوم" بكافة المقومات اللازمة لخوض حملة انتخابية ضخمة، بالإضافة إلى دعم المانحين الديمقراطيين الرئيسيين، لكن ما لفت الانتباه إلى طموحه السياسي مؤخرا هو رغبته الواضحة في خوض المعترك السياسي على ساحة عموم البلاد، وليس كاليفورنيا فقط.
ومن بين 28 ديمقراطيا هزمهم "بايدن" ليصبح مرشح الحزب لمنصب الرئيس في عام 2020، لم يحظ سوى القليل بالألق الذي تمتع به "بيت بوتيجيج".
وعلى الرغم من كونه غير معروف في الساحة السياسية على صعيد البلاد بشكل عام، لكن أداء الرجل البالغ من العمر 40 عاما قد فاق السياسيين المخضرمين، قبل انسحابه من السباق وتأييده الكامل لـ"بايدن".
تخرج "بوتيجيج" من جامعة هارفارد المرموقة وكذلك من جامعة أكسفورد العريقة التي درس فيها من خلال منحة رودس الدراسية، وخدم في البحرية الأمريكية في أفغانستان، كما جاهر بشذوذه الجنسي في عام 2015 أثناء عمله كرئيس لبلدية ساوث بيند، وهي بلدة صناعية صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف شخص في ولاية إنديانا.
أطلق عليه مؤيدوه لقب "العمدة بيت"، وقد اختير ليشغل منصب وزير النقل في عهد "بايدن". ورغم أنها ليست بالوزارة الأكثر حساسية، لكن "بوتيجيج" قد أشرف على تمرير بعض من استثمارات البنية التحتية الرئيسية، إضافة إلى أنه أحد أكثر وزراء الإدارة ظهورا في الأخبار المحلية.
وأعلن "بوتيجيج"، وزوجه "تشاستن جليزمان بوتيجيج"، عبر وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي أن توأمين قد انضما لعائلتهما وأنهما أصبحا والدين.
وإذا كان عمر "بايدن" يشكل نقطة سلبية بالنسبة للناخبين، فإن ترشيح "بيرني ساندرز"، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، والبالغ من العمر 81 عاما، قد لا يكون منطقيا للكثيرين.
لكن العديد من الناخبين ما زالوا يرون في "ساندرز" المخضرم في الحياة السياسية، منارة لحركة يسارية مزدهرة في الولايات المتحدة.
كاد "ساندرز" أن ينجح في التغلب على الصعاب في الترشح للسباق الرئاسي عام 2016 ضد "هيلاري كلينتون".
وبعد أن احتل المركز الثاني مرة أخرى في عام 2020 خلف "بايدن"، عمل الرجل الذي يصف نفسه بـ "الاشتراكي الديمقراطي" منذ ذلك الحين للتأثير على سياسة الإدارة، وقد حقق نجاحا معقولا في مسعاه هذا.
ولا يزال صدى رسالة "ساندرز" القائلة بأن الديمقراطيين لا يفعلون سوى القليل لإقناع الناخبين الشباب والطبقة العاملة بالتصويت، يتردد، وربما يأمل مؤيدوه أن يحالفه الحظ هذه المرة في الوصول إلى البيت الأبيض.
