كأس العالم يكتسي بالأخضر.. الفوز على الأرجنتين يختم شهرًا حافلاً بانتصارات بن سلمان

الأربعاء 23 نوفمبر 2022 06:27 ص

"لحظة انتصار على الساحة العالمية".. هكذا وصف المحلل السياسي "إيشان ثارور" انعكاس فوز منتخب السعودية لكرة القدم على الأرجنتين في كأس العالم على ولي عهد المملكة، الأمير "محمد بن سلمان".

وذكر "ثارور"، في تحليل نشره بصحيفة "واشنطن بوست"، أن نوفمبر/تشرين الثاني الجاري كان شهرا حافلا بانتصارات "بن سلمان"، ما أعاد له موقع الصدارة عالميا، وهو ما ظهر جليا في مشاهد حضوره لمراسم افتتاح كأس العالم.

وأوضح أن "بن سلمان" ارتدى وشاحًا بعلم قطر في يوم الافتتاح في شكل من أشكال الدعم الأخوي الذي كان سيذهل المتفرجين قبل بضع سنوات فقط عندما قادت السعودية بفرض حصار على جارتها، وهو ما رد عليه أمير قطر "تميم بن حمد آل ثاني" بارتداء وشاح بعلم السعودية في مباراة منتخبها أمام نظيره الأرجنتيني.

وهنا يشير "ثارور" إلى أن "بن سلمان" لم يربح مشهد إعادة الأجواء الأخوية مع قطر فقط، بل رسخ حضوره الدولي بانخراطه المؤثر في قمة زعماء مجموعة العشرين بجزيرة بالي الإندونيسية، حيث التقى مسرورا بالرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ورئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي".

 كما ظهر "بن سلمان" في قمة دول "أبيك" في تايلاند، ما فتح الطريق لاستعادة العلاقات التايلاندية السعودية بعد جمود عميق أثارته سرقة مجوهرات عام 1989 نفذها عامل تايلاندي في قصر سعودي، وأعقبها بشكل غامض في العام التالي مقتل 3 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند.

ويظهر ذلك أن ولي العهد السعودي تمكن من الصمود بوجه الازدراء العالمي على خلفية اتهامه بأنه العقل المدبر لاختطاف وإعدام الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في 2018، حسبما يرى "ثارور".

 ففي الصيف الماضي، اتصل "بن سلمان" بالرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" وعدد من القادة الأوروبيين الآخرين، كما استقبل الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في جدة، ما جعل تعهد الأخير، في حملته الانتخابية، بتحويل السعودية إلى "دولة منبوذة" تحت قيادته، مثارا للسخرية، خاصة بعدما طلبت إدارته، الأسبوع الماضي، من قاضٍ أمريكي منح حصانة سيادية لـ"بن سلمان" في قضية مدنية بشأن دوره في مقتل "خاشقجي".

ويلفت "ثارور" إلى أن تطورات الأحداث تسلط الضوء على الصعوبات المستمرة التي يواجهها صناع القرار في واشنطن، الذين يأملون في تحويل السياسة الأمريكية في المنطقة بعيدًا عن السعوديين، وينقل عن "عبدالعزيز الصقر"، رئيس مركز الخليج للأبحاث في جدة، قوله لوكالة "رويترز": "حاولت الولايات المتحدة الحد من أهمية المملكة ودورها إقليمياً ودولياً، لكنها وجدت أولاً أن هذا الهدف غير قابل للتحقيق وثانياً أنه يضر بمصالحها".

ويرى المحلل السياسي الأمريكي أن السوابق تشير إلى أنه حتى لو خسر منتخب السعودية مبارياته المتبقية في كأس العالم فإن أثر مفاجأته المذهلة بالفوز على الأرجنتين سيبقى قائما، مشيرا إلى أن هذا الأثر قد يصل إلى حد تمكن السعودية من الفوز بتنظيم كأس العالم 2030.

ونوه "ثارور" إلى أن السعودية باتت تلعب دورًا كبيرًا على الساحة العالمية، وترسخ قوتها الناعمة في المجال الرياضي، خاصة بعد تملك صندوق ثروتها السيادي لنادي "نيوكاسل يونايتد" الإنجليزي.

واختتم "ثارور" تحليله بالإشارة إلى أن ولي العهد السعودي يبدو مستعدا لتقديم عرض لاستضافة كأس العالم 2030، ما قد يستدعي نفس الهجوم والانتقاد الذي تواجهه نسخة المونديال في قطر، لكن حليفا غير متوقع قد يدعم العرض السعودي بقوة، وهو نجم منتخب الأرجنتين "ليونيل ميسي"، الذي يُقال إنه شارف على توقيع عقد صفقة رعاية مربحة للمساعدة في الترويج ضمن خطة "بن سلمان" الاستراتيجية "السعودية 2030".

المصدر | واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية محمد بن سلمان قطر جمال خاشقجي رجب طيب أردوغان تايلاند الأرجنتين

المنتخب السعودي يخالف توقعات بن سلمان المتشائمة (فيديو)

تفاؤل حذر من جماهير السعودية قبل مباراة الأخضر مع بولندا