5 لقاءات مونديالية بنكهة سياسية.. تاريخ من التوتر والعنف في عالم الساحرة المستديرة

الاثنين 28 نوفمبر 2022 08:27 ص

أعادت المباراة المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة الثلاثاء، في قطر ضمن كأس العالم لكرة القدم، إلى الأذهان ذكريات مونديال العام 1998 بمشاهد الاحترام المتبادل بين لاعبي هذين البلدين المتعاديين بالسياسة.

وفي ما يلي ترصد "فرانس برس" بعض أبرز المباريات، التي عكست تأثير السياسة في ميدان الرياضة خلال بطولات سابقة لكأس العالم.

  • إيطاليا وفرنسا (1938)

في سياق جيوسياسي متوتر للغاية وفي ظل الفاشية التي خيّمت على أوروبا، استضافت فرنسا النسخة الثالثة من كأس العالم.

في 12 يونيو/حزيران، تواجهت إيطاليا وفرنسا في ربع النهائي على ملعب كولومب (فازت إيطاليا 3-1).

وارتدى الطليان قميصا أسود شبيها بقميص ميليشيات نظام "موسوليني"، ووجهوا تحية فاشية إلى 60 ألف متفرج، ورد الجمهور حينها بصافرات الاستهجان أثناء النشيد الإيطالي.

وفي نظر الـ"دوتشي" (لقب موسوليني)، كانت كرة القدم وسيلة لإظهار تفوق الأيديولوجية الفاشية.

وذهب الـ"ناتسيونالي" بعيدا في المنافسة حتى ظفر بلقبه التاريخي الثاني تواليا.

  • مواجهة الألمانيتين (1974)

في 22 يونيو/جزيران، تواجه الأشقاء الأعداء من ألمانيا الغربية والشرقية الاتحادية في هامبورج، غربا، على ملعب "فولكس بارك" الذي غص بالجماهير.

وفي خضم الحرب الباردة، جسدت تلك المباراة التوتر بين الطرفين.

لكن ذلك لم يكن يعني ضغوطا مرتقبة؛ إذ بدأ الطرفان مسارا تطبيعيا للعلاقات، ووقعا معاهدة اعتراف متبادل في العام 1972.

وانتهت المباراة المصنفة في دائرة الخطر من دون أي عوائق، وانتصرت ألمانيا الشرقية رغم كل الصعاب، بهدف سجله "يورغن شبارفاسر"، في ربع الساعة الأخير، وبقي في الذاكرة إلى الأبد.

لكن رغم ذلك، بقيت ألمانيا الغربية في المنافسات وظفرت بالمسابقة التي استضافتها، محققة ثاني ألقابها المونديالية.

  • الأرجنتين وإنجلترا (1984)

في 22 يونيو/حزيران، تواجهت الأرجنتين وإنجلترا في ربع نهائي مونديال المكسيك، بعد 4 سنوات من حرب جزر فوكلاند التي خلفت 649 قتيلا أرجنتينيا و255 بريطانيا.

وكانت الأجواء متوترة للغاية بين المنتخبين اللذين قطعت دولتاهما العلاقات الدبلوماسية في العام 1982.

وفي كل مباراة من مباريات المسابقة، رفع المشجعون الأرجنتينيون لافتات تقول "جزر فوكلاند أرجنتينية"، وأنشدوا أغان قومية تدعو إلى "قتل الإنجليز".

وعلى هامش ربع النهائي، اندلعت مواجهات بين ألتراس المنتخبين، ما أسفر عن عشرات الإصابات التي تراوحت بين طفيفة وخطيرة.

وفازت الأرجنتين بالمباراة، بفضل عبقرية "دييجو مارادونا"، إلى حد كبير، الذي سجل هدفين حينها.

وأقر الأسطورة الأرجنتيني الراحل بعد ذلك "لقد كانت مباراة نهائية بالنسبة لنا.. لم يكن الأمر يتعلق بالفوز بمباراة، بل بإقصاء الإنجليز".

  • إيران والولايات المتحدة (1998)

خلال مشاركتها الثانية في كأس العالم، وجدت إيران نفسها ضمن مجموعة عدوها اللدود، الولايات المتحدة.

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عملية احتجاز رهائن في السفارة الأمريكية بطهران في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979.

وأقيمت تلك المباراة في مدينة ليون الفرنسية في 21 يونيو/حزيران، ومثلت فرصة للتهدئة.

بعد أداء النشيدين الوطنيين، تصافح اللاعبون الأمريكيون مع خصومهم وقدموا لهم تذكارات، فرد الإيرانيون التحية بباقات ورود بيضاء، قبل أن يلتقط المنتخبان صورة جماعية.

فاز الإيرانيون بالمباراة حينها (2-1) مسجلين أول انتصاراتهم المونديالية.

  • سويسرا وصربيا (2018)

في 22 يونيو/حزيران في كالينينغراد، واجهت صربيا سويسرا التي تضم في صفوفها العديد من اللاعبين من أصول كوسوفية.

وكوسوفو إقليم سابق في صربيا يسكنه بشكل رئيسي الألبان.

وبعد 10 سنوات من الصراع الذي كان آخر حرب أدت إلى تفكيك يوغوسلافيا السابقة، أعلنت كوسوفو استقلالها في العام 2008، وهو ما لم تعترف به صربيا، لتسوء العلاقات بين بلجراد وبريشتينا.

وسجل "جرانيت تشاكا"، المولود في سويسرا لعائلة كوسوفية، و"جيردان شاكيري" المولود في كوسوفو، هدفين ما منح سويسرا فوزا على صربيا (2-1).

واحتفل اللاعبان بهدفيهما من خلال التوجه نحو المشجعين الصرب، ووضع يديهما على صدريهما بشكل معاكس، راسمين شارة "النسر المزدوج" الأسود اللون، رمز ألبانيا الذي يتوسط علمها الأحمر، ما أثار سخط الصحافة الصربية التي نددت "باستفزاز مخز".

وعاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اللاعبين في وقت لاحق، بتغريمهما مبلغ 8660 يورو لكل منهما.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

سياسة تداخل السياسة في الرياضة كرة القدم الألمانيتان إيران أمريكا

مونديال قطر 2022.. مواقف سياسية حساسة ومفاجآت في الملاعب