الرئيس الصيني يتطلع لمستوى جديد من العلاقات مع السعودية

الأربعاء 7 ديسمبر 2022 08:37 م

قال الرئيس الصيني "شي جين بينغ" الأربعاء، إن الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين بكين والرياض تحقق نتائج مثمرة في كافة المجالات، معرباً عن أمله في الارتقاء بالعلاقات مع الدول العربية والخليجية إلى مستوى جديد.

وأضاف في كلمة لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي بالرياض، أنه "يتطلع إلى حضور القمة الصينية العربية الأولى، والقمة الأولى للصين مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية، للعمل مع قادة الدول العربية ودول مجلس الخليج العربي على الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى جديد".

وأعرب الرئيس الصيني، عن سعادته بزيارة المملكة مرة أخرى بعد 6 سنوات، في زيارة تستغرق 3 أيام، يحضر خلالها 3 قمم سعودية وخليجية وعربية مع الصين، تلبية لدعوة الملك "سلمان بن عبدالعزيز".

ووصل "بينغ" الأربعاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث كان في استقباله أمير منطقة الرياض الأمير "فيصل بن بندر بن عبدالعزيز"، ووزير الخارجية الأمير "فيصل بن فرحان".

وهذه هي الزيارة الأولى لـ"شي" إلى السعودية منذ 2016، ويُتوقّع أن تتركّز على تعزيز التقارب الاقتصادي والدبلوماسي بين العملاق الآسيوي والدول العربية.

وأشار الرئيس الصيني، إلى أن بكين والرياض تربطهما علاقة وثيقة من الصداقة والشراكة على مدى 32 سنة مضت على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، لافتاً إلى أن الجانبين يحافظان على التواصل والتنسيق الوثيقين في الشؤون الدولية والإقليمية.

وأضاف "شي": "بعد إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2016، أقود مع الملك سلمان العلاقات الثنائية لتحقيق تطور كبير، الأمر الذي عاد بالخير على الشعبين، وأسهم بقوة في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار والتنمية في المنطقة".

ولفت إلى أنه سيبحث خلال الزيارة مع الملك "سلمان"، وولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، على نحو معمق، العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والعمل سوياً على تخطيط تطور العلاقات الصينية السعودية.

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي، إن دعوة الملك "سلمان" لـ"شي"، وعقد قمة سعودية صينية بمشاركة ولي العهد، و"قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية"، و"قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية"، بمشاركة قادة مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، تؤكد عزم المملكة والصين والعالم العربي على تعزيز العمل المشترك، وتطوير العلاقات الاستراتيجية بين بلداننا، بما يحقق المزيد من النمو والازدهار لشعوبنا ودولنا.

ويعد برنامج "شي" أكبر نشاط دبلوماسي على نطاق واسع بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، حسب وزارة الخارجية الصينية.

وأشار "بن فرحان"، إلى أن العلاقات بين الرياض وبكين، استراتيجية ووثيقة في ظل التطورات والتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية.

ولفت إلى أن العلاقات بين البلدين تتميز بالصداقة والثقة المتبادلة والتعاون والتنسيق المستمر، منوهاً بما أسهمت به اللجنة السعودية ـ الصينية المشتركة رفيعة المستوى، من تطوير للعلاقات في العديد من المجالات.

وأضاف أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة والصين تسير بخطوات متسارعة في ظل رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق، اللتان تطرحان فرصاً واعدة للتعاون والمنفعة والتنمية المستدامة، مشيراً إلى أن الصين تحتل المركز الأول كشريك تجاري للمملكة، والمركز الأول كوجهة للصادرات والواردات السعودية منذ 2018، لافتاً إلى أن حجم التجارة البينية بلغ 309 مليارات ريال في 2021 بزيادة 39% عن 2020.

وأكد وزير الخارجية السعودي، أن المملكة تتطلع للعمل مع الصين والدول العربية والخليجية من خلال القمم الثلاثة التي تستضيفها العاصمة الرياض على تكثيف التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وذلك تحقيقاً لتطلعات دولنا وشعوبنا نحو المزيد من الأمن والاستقرار.

ومن المقرر توقيع اتفاقات مبدئية بـ110 مليارات ريال (أكثر من 29 مليار دولار) خلال الزيارة، وفق الوكالة.

والسعودية هي أكبر مصدّر للنفط في العالم، والصين هي أكبر مستورد للخام، وتشتري ما يقرب من ربع الشحنات السعودية.

ويتوقّع محللون أن يناقش قادة البلدين الصفقات المحتملة التي يمكن أن تشهد انخراط الشركات الصينية بشكل أعمق في المشاريع الضخمة التي تعتبر محورية في رؤية الأمير "بن سلمان" لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط.

وتأتي الزيارة في مرحلة حساسة في العلاقات الأمريكية السعودية، مما يشير إلى تصميم الرياض على الإبحار في نظام عالمي مستقطب، بغض النظر عن رغبات حلفائها الغربيين.

وتشهد العلاقات الأمريكية السعودية توترا بالفعل بسبب حقوق الإنسان، والحرب اليمنية التي تقود فيها الرياض تحالفا عسكريا، وقد زادت توترا خلال حكم إدارة الرئيس "جو بايدن" بسبب حرب أوكرانيا وسياسة "أوبك+" النفطية.

وكان الرئيس الصيني الذي ثبّته الحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في منصبه لفترة ثالثة كأمين عام له، زار المملكة عام 2016.

كما زار ولي العهد السعودي، الصين والتقى الرئيس الصيني في جولة آسيوية في عام 2019، قبل عام من انتشار جائحة "كورونا".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الصين رئيس الصين بن فرحان العرب الخليج

ماذا قال البيت الأبيض عن زيارة الرئيس الصيني للسعودية؟

معهد واشنطن: ماذا تريد السعودية من زيارة الرئيس الصيني؟

استقبال تاريخي.. تفاعل واسع مع زيارة الرئيس الصيني للسعودية (تغريدات)

بيان مشترك.. اتفاق سعودي صيني على تعزيز الشراكة والتعاون الثنائي