وصفت صحيفة "واشنطن بوست" صفقة الإفراج عن تاجر السلاح الروسي الشهير "فيكتور بوت"، مقابل إطلاق سراح لاعبة السلة الأمريكية، "بريتني جرينر"، بأنها "جائزة كبرى" للمسؤولين الروس.

وأوضحت في تقرير لها، أن هؤلاء المسؤولين يطالبون بإطلاق سراح "بوت" منذ اعتقاله عام 2008، بعد سقوطه في فخ نصبته له وكالة المخدرات الأمريكية، والحكم عليه بالسجن 25 عاما.

وبعد أكثر من عقد في السجن وصل تاجر السلاح الروسي إلى العاصمة الروسية، الخميس، حيث كانت محكمة أمريكية أدانته عام 2012 بتهم التآمر لقتل أمريكيين، والاتجار بصواريخ مضادة للطائرات، ومساعدة تنظيم إرهابي.

وقال عدد من المسؤولين والمحللين للصحيفة، إن رغبة موسكو في استرجاعه، لا ترتبط بتفاصيل القضية، بل بصلاته وعلاقاته بدوائر القرار والمخابرات العسكرية الروسية.

وأكد "لي ولوسكي"، مسؤول مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون"، والذي قاد الجهود المبكرة للتعامل مع شبكة الأسلحة التي قادها "بوت"، أن من الواضح أن لهذا الأخير "علاقات مهمة مع دوائر الحكومة الروسية"، فيما ينفي الأخير ذلك.

ويضيف عضو مركز "بيلفر" للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد، "سايمون سارادجيان"، أن "بوت" لم يكن ليدير مثل كل تلك الأعمال التجارية الضخمة لتهريب الأسلحة "دون حماية حكومية".

لكن الخبير في الأمن الروسي، "مارك جاليوتي"، يذهب إلى اعتبار أن الإفراج عن "بوت"، ربما يكون رسالة من السلطات إلى كل المتعاونين معها، مفادها أن "الوطن لن ينساكم".

من جهتها، احتفت وزارة الخارجية الروسية بالإفراج عن "بوت"، في بيان الخميس، وقالت عضو مجلس الدوما الروسي، "ماريا بوتينا"، لوسائل الإعلام المحلية: "أنا سعيدة لأن هذا التبادل قد تم"، مضيفة: "نحن لا نتخلى عن أبناء شعبنا".

يذكر أن "بوت" يتهم بأنه اغتنم الفوضى المنتشرة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، ليشتري كميات من الأسلحة بأسعار متدنية من قواعد عسكرية غابت عنها السيطرة، قبل أن يقوم بتشكيل أسطوله الخاص من طائرات الشحن لتسليم حمولاته عبر العالم.

والخميس، أعلن بيان إماراتي سعودي مشترك، أن الرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي قادا جهود الوساطة للإفراج عن نجمة كرة السلة الأمريكية "بريتني جرينر" في صفقة تبادل سجناء مع روسيا، فيما نفت واشنطن مزاعم توسط الرياض وأبوظبي في الصفقة.

وأضاف البيان أن اللاعبة وصلت إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة قادمة من موسكو بعد إفراج السلطات الروسية عنها، بينما وصل "بوت"، على متن طائرة خاصة أخرى قادما من واشنطن بعد أن أطلقت السلطات الأمريكية سراحه.