قمة أمريكية للقادة الأفارقة.. الصين وروسيا في الأفق والقارة السمراء تجني الثمار

الاثنين 12 ديسمبر 2022 05:32 م

تنطلق في واشنطن، الثلاثاء، أعمال القمة الأمريكية للقادة الأفارقة، في أكبر تجمع دبلوماسي تشهده الولايات الولايات المتحدة منذ جائحة "كورونا"، وذلك ضمن مساعٍ أمريكية لمد نفوذ تنموي غير عسكري في القارة الأفريقية ومواجهة تصاعد هذا النوع من النفوذ من قبل الصين وروسيا.

وتأتي القمة التي تستمر 3 أيام، في إطار استراتيجية "أفريقيا الجديدة" التي كشف عنها الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، في أغسطس/آب الماضي؛ والتي تشمل إصلاحًا لتحركات بلاده في عواصم القارة السمراء، لا سيما جنوبي الصحراء، حيث يتصاعد النفوذ الصيني والروسي.

عضوية بمجموعة العشرين ومجلس الأمن

وحظيت القمة باهتمام إعلامي على الجانبين الأفريقي والأمريكي؛ إذ نقلت صحيفة "أسوشيتيد برس"، عن مصادر دبلوماسية في واشنطن، قولها إن "بايدن" سيستغل القمة ليعلن قبول ضم الاتحاد الإفريقي كعضو دائم بمجموعة العشرين، استجابة لطلب الرئيس السنغالي، "ماكي سال"، الذي يرأس الاتحاد.

وقال "جاد ديفيرمونت"، مسؤول الملف الإفريقي في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن القمة ستدعم فرص إفريقيا في الحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي، وهو مطلب يؤيده "بايدن"، لافتًا إلى أن العقد الجاري سيكون حاسمًا بالنسبة للقارة السمراء، وسيعاد خلاله تنظيم العالم.

وكشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، "كارين جان بيير"، تفاصيل الاستراتيجية الأمريكية لأفريقيا، التي سيطرحها "بايدن"، وبرنامج القمة التي تستهدف تعميق الشراكة بين واشنطن والعواصم الأفريقية، مؤكدة أن الرئيس سيعلن عن عدد كبير من المبادرات المشتركة في قطاعات عديدة، بدءًا من التبادل التجاري، مرورًا بالأنظمة الصحية، وصولًا للتعاون العسكري.

جدول القمة

من جهتها، قالت مسؤولة الشؤون الأفريقية بالخارجية الأمريكية، إن القمة ستشهد عدة لقاءات ثنائية بين "بايدن" وقادة العواصم الأفريقية، وذلك لبحث أزمات المناخ والطاقة، ومناقشة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي لبلدان القارة، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي سيطرح ملف المساعدات الإنمائية لهم.

من جهة أخرى، رجحت "أسوشيتد برس" أن "بايدن" سيعلن تعديلات جديدة على القانون الأمريكي لـ"النمو الأفريقي والفرص (أجوا)"، ومد أمده لتعزيز سبل التجارة والاستثمار في القارة السمراء ذات الموارد الهائلة، وإحياء مبادرة سلفه "باراك أوباما" لدعم الشبان الأفارقة المقيمين في الولايات المتحدة، ومدهم بالخبرات، معتبرة أن إدارة "بايدن" تبذل جهودًا حثيثة، لمد جسور مع العواصم الإفريقية مدفوعة بالقلق البالغ من النشاط الصيني والروسي في إفريقيا، والذي يمثل تهديدًا واضحًا للمصالح الأمريكية.

واستشهدت الصحيفة بتحذير استراتيجية "أفريقيا" التي أعلنها الرئيس الأمريكي، في أغسطس/آب الماضي، من ضخ الصين مليارات الدولارات للاستثمار في الطاقة والبنية التحتية بجنوب الصحراء، التي تعد بمثابة "ساحة تحد دولي" على المصالح التجارية والجيوسياسية بين بكين وواشنطن.

من جهته، نقل موقع "مودرن دبلوماسي"، المختص بتحليل القضايا الإقليمية الخاصة بالقارة السمراء، أن البيت الأبيض يتطلع، من خلال هذه الخطوة، لسد فجوة الثقة مع أفريقيا التي تفاقمت خلال عقود من الإحباط بشان السياسات الأمريكية تجاه القارة السمراء.

ونقل الموقع عن "مصادر دبلوماسية موثوقة"، لم يسمها، أن واشنطن ستسعى لكسب ثقة القادة الأفارقة عبر طرح برامج للتبادل العلمي بما يتيح تطوير النظم الصحية ودفع قضايا المناخ والطاقة للأمام.

وفي أغسطس/آب الماضي، أجرى وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" جولة في أفريقيا، وصفت بالتاريخية، وذلك بعد شهر من جولة مماثلة أجراها نظيره الروسي "سيرجي لافروف".

الاستراتيجية الأمريكية تجاه أفريقيا

وتتلخص الاستراتيجية الأمريكية تجاه القارة السمراء في "تعزيز الديمقراطية والحكم والأمن، والتركيز على التعافي من جائحة كورونا، وبحث سبل اقتناص الفرص الاقتصادية، ومعالجة أزمة المناخ، والانتقال العادل للطاقة".

ونقلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، عن مسؤولين داخل الإدارة الأمريكية، قولهم إن أحد أهم أهداف الاستراتيجية الجديدة هو "تعزيز التركيز والتمويل على الدبلوماسية والتنمية، في محاولة للابتعاد عن المشاركة العسكرية أولاً في أجزاء من أفريقيا".

وتأتي الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لأفريقيا، حسب "فورين بوليسي"، في الوقت الذي تكافح فيه واشنطن لمواجهة الجهود الروسية والصينية لتعزيز نفوذهما الجيوسياسي عبر القارة.

وكشفت المجلة أن الاستراتيجية الجديدة تتزامن مع حدوث حركة تغيير في الموظفين داخل البيت الأبيض.

وأوضحت أن "جود ديفيرمونت"، وهو مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية (سي. آي. إيه)، انضم إلى مجلس الأمن القومي كمستشار خاص للمساعدة في وضع الاستراتيجية، وتمت ترقيته إلى منصب مدير أول في مجلس الأمن القومي للشؤون الأفريقية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات الأمريكية الأفريقية جو بايدن القمة الأمريكية الأفريقية نفوذ أمريكا في أفريقيا

واشنطن تتعهد بـ55 مليار دولار للقارة السمراء خلال القمة الأمريكية الأفريقية

أمريكا تبدأ تعاونا مع أفريقيا بمجال الفضاء.. ما القصة؟

هل تستعيد أمريكا نفوذها في أفريقيا؟.. هكذا تطارد الصين وروسيا