دعا وزير الخارجية الأمريكية "أنتوني بلينكن"، الأربعاء، لإجراء انتخابات حرة ونزيهة يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول في تونس، مطالبا في نفس الوقت بإصلاحات جوهرية.

جاء ذلك في لقاء جمعه بالرئيس التونسي "قيس سعيد"، وذلك في إطار الزيارة التي يؤديها الأخير إلى واشنطن للمشاركة في القمة الأمريكية الأفريقية التي تنعقد للمرة الثانية بعد غياب دام 8 سنوات.

ونقل بيان للخارجية الأمريكية عن "بلينكن" تأكيد التزام بلاده العميق بالديمقراطية التونسية ودعمها لتطلعات الشعب التونسي إلى مستقبل ديمقراطي وواعد.

وأكد "بلينكن" دعم الولايات المتحدة القوي للاقتصاد التونسي وسط الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعيشها البلاد والتي  تفاقمت بسبب الغزو الروسي.

وشدد على الطبيعة التاريخية للعلاقات الثنائية التونسية الأمريكية، قائلا إن هذه العلاقة تكون أقوى عندما يكون هناك التزام مشترك بالديمقراطية وحقوق الإنسان.

وأكد في حديثه على أهمية إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة يوم 17 ديسمبر 2022  ، فضلاً عن الإصلاحات الشاملة لتعزيز الضوابط والتوازنات وحماية الحريات الأساسية.

من جانبه تحدث "قيس سعيد" عن الأسباب التي دفعته لاتخاذ إجراءات يوم 25 يوليو/ تموز 2021، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك حل آخر لإنقاذ البلاد، حسب تعبيره.

وقال:" أينما ذهبت، كان المواطنون التونسيون يطالبون بحل البرلمان وانتهى بي الأمر بحله… لماذا؟ لأن البلاد كانت على شفا حرب أهلية، لذلك لم يكن لدي خيار آخر لإنقاذ الشعب التونسي".

وأوضح "سعيد" أنه استقبل وقتها "العديد من النواب في قرطاج (مقر القصر الجمهوري) وطالبوني بحل البرلمان"، بحسب البيان الأمريكي.

في غضون ذلك، أعلنت الرئاسة التونسية في بيان أن لقاء "سعيد" ووزير الخارجية الأمريكي "خُصّص لبيان حقيقة الأوضاع في تونس ودحض الإدعاءات والأراجيف التي تنشرها بعض الأطراف المعلومة بغرض الإساءة إلى صورة تونس في الخارج"، على حد قوله.

وأضافت أن اللقاء جاء كذلك، لإبراز أهمية تمكين الشعب التونسي صاحب السيادة من ممارسة حقه في التعبير بكل حرية عن إرادته عن طريق الانتخابات المبرمجة ليوم 17 ديسمبر الجاري.

كما كانت المحادثة مناسبة للتطرق إلى العلاقات التاريخية والمتينة بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية ولما يتقاسمه البلدان من إيمان راسخ بقيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وضمان الحريات في إطار ما يكفله الدستور والقانون، بحسب البيان.

وأفاد البيان بأن "سعيد" استعرض جملة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الشعب التونسي في هذه الفترة.

وتم الاتفاق، في ختام هذا اللقاء، على مواصلة العمل والتنسيق بين المسؤولين في البلدين لمتابعة جملة من ملفات الشراكة والتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في عدة مجالات، حسب البيان.

والاثنين الماضي، بدأ "سعيد" زيارة إلى الولايات المتحدة تستمر أربعة أيام، للمشاركة في القمة الأمريكية الإفريقية.

وتأتي الزيارة قبيل انتخابات تشريعية مبكرة مقررة يوم السبت المقبل، وتمثل أحدث حلقة في سلسلة إجراءات استثنائية بدأ سعيد فرضها في 25 يوليو/ تموز 2021، وتعتبرها معظم القوى التونسية "تكريسا لحكم فردي مطلق".

وإلى جانب الأزمة السياسية تراكمت صعوبات تونس الاقتصادية منذ عام 2011، وتفاقمت بسبب وباء كوفيد ثم الحرب في أوكرانيا لتتجاوز ديونها 100% من الناتج المحلي الإجمالي بسبب اعتمادها الكبير على واردات الحبوب والوقود.