مدد الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، تعليق العقوبات الاقتصادية على إيران لمدة أسبوعين في إجراء تقني يتيح الوقت لتنفيذ الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الذي قال مسؤولون إنه أصبح وشيكا.

وتعليق العقوبات على إيران، الذي من المفترض أن ينتهي بعد ستة أشهر من الاتفاق التاريخي في فيينا مع إيران في 14 يوليو/تموز الماضي، سيمدد الآن حتى 28 يناير/كانون الثاني الجاري، وإن كان الدبلوماسيون يتوقعون رفع العقوبات في تاريخ أقرب من ذلك.

وقال المجلس الأوروبي، الذي يمثل حكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في بيان، إن القرار برفع كامل للعقوبات على إيران سيتخذ فور أن تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران اتخذت الخطوات اللازمة التي نص عليها اتفاق فيينا النووي.

ولا يوجد موعد محدد لما يطلق عليه اسم «يوم التنفيذ» لخطة العمل المشتركة الشاملة التي اتفق عليها في 14 يوليو/تموز 2015.

في سياق متصل، قالت إيران ومصدر دبلوماسي إن تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيصدر على الأرجح يوم غد الجمعة ليؤكد أن طهران قلصت برنامجها النووي وفقا لاتفاقها مع القوى الدولية مما يمهد الطريق لرفع عقوبات عنها.

وصدور التقرير أمر جوهري لتأكيد وفاء إيران بكامل التزاماتها بموجب الاتفاق وهو شرط مسبق لا غنى عنه لرفع العقوبات.

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن «عباس عراقجي»، نائب وزير الخارجية الإيراني، قوله: «ستصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها النهائي يوم الجمعة لتؤكد أن إيران أوفت بكل التزاماتها بموجب الاتفاق النووي».

وقال مصدر دبلوماسي لـ«رويترز» إن تقرير الوكالة الذرية سيصدر على الأرجح يوم الجمعة بينما قال وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري» إن بدء تنفيذ الاتفاق سيكون «على الأرجح خلال الأيام المقبلة».

وتحدث دبلوماسي آخر مقيم أيضا في فيينا حيث مقر الوكالة الذرية عن الأمر بحذر.

وقال الدبلوماسي: «هناك عمل شاق مستمر للوصول إلى يوم التنفيذ. تم إحراز تقدم جيد لكن لا تزال هناك بعض الجوانب التي يتعين الانتهاء منها.. لم يتحدد أي تاريخ حتى الآن».

ورفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة التعليق على التقرير.

وبمقتضى الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في يوليو/تموز من العام الماضي تعهدت طهران بخفض مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى أقل من 300 كيلوجرام، وأن تخفض من عدد أجهزة الطرد المركزي إلى نحو 6100 بدلا من 19 ألفا، وأن تفكك مفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل.

وخفضت طهران بشكل كبير عدد أجهزة الطرد المركزي في موقعي فوردو ونطنز للتخصيب خلال الشهور القليلة الماضية، وشحنت أطنانا من مواد اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا.

وقال دبلوماسي غربي لـ«رويترز»، طلب عدم نشر اسمه: «نتوقع أن ينص التقرير النهائي للوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن إيران ملتزمة».

وقال «كيري»، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة أُبلغت بإزالة الجزء الأساسي من مفاعل آراك وإنه سيملأ بالأسمنت خلال الساعات المقبلة.

وقال متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس  الأول الثلاثاء، إن مفتشيها وصلوا إلى إيران للتأكد من الخطوات الأخيرة.

ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء عن «بهروز كمالوندي» قوله: «العمل الفني الجاري في غاية الصعوبة، ولكن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تحاول إنجاز العمل بأسرع وقت ممكن».