بدأت جهود تركيا والسعودية لإصلاح علاقاتهما السياسية بالانعكاس إيجابا على التجارة البينية، لا سيما بالنسبة إلى بائعي السجاد الأتراك الذين ظهروا مؤخرا في مقدمة المستفيدين من هذا التقارب، وفقا لبيانات تركية.

وحسب تقرير لوكالة "بلومبرج" الاقتصادية الأمريكية ترجمه "الخليج الجديد"، بات السجاد المنسوج يدويا، وأغطية الأرضيات على أنواعها أكبر صادرات أنقرة إلى الرياض؛ إذ ارتفع حجمها من نحو 260 ألف دولار في 2021 إلى أكثر من 63 مليون دولار حتى أكتوبر/تشرين الأول من العام الحالي، استنادا إلى أحدث البيانات التجارية المفصلة الصادرة عن الحكومة التركية.

أمّا إجمالي صادرات تركيا إلى السعودية فقد قفز بنسبة 166% إلى 573 مليون دولار خلال نفس الفترة، فيما ارتفعت واردات أنقرة من الرياض بنسبة أقلّ بكثير تناهز 7%، لكنها في الأساس ذات حجم أكبر؛ إذ بلغت 3.5 مليارات دولار، مدفوعةً بشكل أساسي بالمنتجات النفطية.

وشهد التبادل التجاري بين البلدين انتعاشا بعدما التقى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، في يونيو/حزيران 2022، لحل الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، التي أعقبت مقتل كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست" جمال خاشقجي في 2018، إذ اتفق الزعيمان على تعزيز العلاقات وتخفيف الحواجز التجارية بين بلديهما، التي تأثرت أيضاً منذ سنوات بقضايا وصراعات إقليمية.

وتُعد زيادة الصادرات وأسعار الفائدة المنخفضة ركيزتين أساسيتين لـ"النموذج الاقتصادي الجديد" للرئيس "أردوغان"، الذي يهدف إلى تقليل عجز الحساب الجاري لبلاده وتحقيق الاستقرار بسعر صرف الليرة.

ويحتل هذا الهدف حيزا مهما بالنسبة إليه قبل انتخابات العام المقبل؛ إذ يشكل الوضع الاقتصادي قضية رئيسية.

وأظهرت بيانات التجارة السعودية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن الواردات التركية إلى المملكة بلغت نحو 260 مليون دولار للأشهر التسعة الأولى من العام الحالي.