بريكنج ديفينس: هذه خطط إسرائيل لقطع جسر الأسلحة الجوي بين إيران وسوريا

الأحد 18 ديسمبر 2022 01:44 م

كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل إجراءات تتخذها دولة الاحتلال الإسرائيلي لتعطيل إعادة إطلاق الجسر الجوي بين إيران وقوات "حزب الله" اللبناني في سوريا، مشيرة إلى أن كافة الإجراءات الممكنة مطروحة على الطاولة.

ونقل موقع "بريكنج ديفينس" عن المصادر (لم يسمها)، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن إيران تريد إعادة الجسر الجوي لنقل شحنات أنظمتها الحربية إلى حزب الله، وهو ما قررت إسرائيل "التعامل معه".

وأضافت أن إيران تريد إعادة إطلاق الجسر الجوي، بعد زيادة الضربات الإسرائيلية ضد شحنات الأسلحة المنقولة بريا، وفي سياق تنامي علاقات طهران وموسكو، بعد مساهمة إيران في دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

حرية أكبر

ولسنوات في سوريا، سيطرت روسيا على المجال الجوي وأرادت التأكد من أن مطار دمشق آمن لأغراضها الخاصة، وأحبطت استخدام الطائرات الإيرانية لنقل العتاد إلى سوريا، لكن مع تركيز موسكو بشكل أكبر على أوكرانيا الآن، فقد سحبت قواتها من سوريا، ونتيجة لذلك أصبحت احتياجاتها للمطار أقل فاعلية.

وإزاء ذلك، يبدو أن إيران تشعر أن لديها حرية أكبر في استخدام مطار دمشق الدولي وتقبل مخاطر قيام إسرائيل بشيء يضر بإمكانية استخدام المطار، بحسب المصادر.

وفي السياق، قال الخبير الإسرائيلي البارز في القضايا الإيرانية والشرق أوسطية، "مردخاي كيدار": إن "العلاقات الجديدة بين إيران وروسيا شجعت طهران على استئناف رحلات الشحن من إيران إلى سوريا"، مضيفا: "إنهم يشعرون بالرضا مع صديقهم الجديد وهذا ما يفسر تحركاتهم الأخيرة".

وبحسب المصادر، فإن عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا، الجارية من البر والجو، آخذة في الارتفاع، ولا تقل عن 3 عمليات أسبوعيًا.

ووفقًا لتقرير صادر عن مركز "ألما" للبحوث والتعليم الإسرائيلي، فإن معظم الرحلات الجوية بين إيران وسوريا تقوم بها شركة "ماهان إير"، التي تعمل تحت رعاية الحرس الثوري الإيراني.

وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على الشركة عام 2011؛ استنادا إلى اتهامات بنقلها أسلحة إلى وكلاء إيران في بداية الحرب الأهلية السورية.

وتتابع إسرائيل عن كثب رحلات الشحن الجوية من إيران إلى سوريا دون اتخاذ إجراءات ضد شركات الطيران، لكن المصادر أكدت على وجود خطط قيد الإعداد لدى دولة الاحتلال للتعامل مع عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله.

وسيكون النهج الأكثر مباشرة هو ضرب طائرات نقل الأسلحة أثناء وجودها على الأرض، لكن المصادر أقرت بأن مهاجمة طائرة شحن مدنية في مطار مدني ستكون له عواقب وخيمة على إسرائيل.

وبدلا من ذلك، ثمة اقتراح بـ "تدابير أخرى" يمكن استخدامها دون مهاجمة طائرات الشحن المدنية، التي تنقل السلاح من إيران إلى حزب الله في سوريا، منها ضرب مدرجات سير طائرات الشحن بدلاً من الطائرات نفسها.

هجوم تحذيري

وهنا أشارت المصادر إلى أن إسرائيل أفلتت إلى حد كبير من الإضرار بسمعتها عندما هاجمت المدرج الرئيسي في مطار دمشق الدولي، في سبتمبر/أيلول الماضي، والذي يقع على بعد 25 كيلومترًا من دمشق.

لكن المصادر أكدت أيضا أن أن هذا الهجوم لم يكن له تأثير كبير، حيث تم إصلاح الأضرار بالمدرج بعد بضعة أيام، وتم تشغيل المطار مرة أخرى.

غير أن أحد المصادر لفت إلى أن هجوم سبتمبر/أيلول صُمم ليكون "تحذيريا" لا ليكون ذا تأثير تكتيكي فعلي، مضيفا: "استمرار رحلات شحن الأسلحة الإيرانية فقد تهاجم إسرائيل المطار مرة أخرى، وهذه المرة ستتسبب في أضرار جسيمة، ليس للمدرج فقط، ولكن أيضًا لأنظمة الملاحة والاتصالات، ما قد يغلق مطار دمشق تماما".

وفي السياق، أشار ضابط سابق رفيع المستوى في سلاح الجو الإسرائيلي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أنه يمكن استخدام "هجوم إلكتروني لتدمير شحنات نقل الأسلحة الجوية، عن طريق تعطيل أنظمة الملاحة والتحكم في المطار السوري.

وأكد الضابط السابق أن "إسرائيل لديها كل الأدوات لمثل هذا الهجوم الذي سيجعل المطار أعمى وأصم".

وتمتلك القوات الإسرائيلية بعض الوحدات السيبرانية المتقدمة جدًا، وأشهرها الوحدة 8200، التي كان لها دور فعال في الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية، وفقًا لـ"معهد واشنطن".

وذكر المعهد، في تقرير له، أن هذه الوحدة نفذت هجومًا في 2009-2010، تضمن إدخال فيروس يسمى "Stuxnet" في المنشأة النووية الإيرانية؛ ما أدى إلى تسريع نظام تشغيل أجهزة الطرد المركزي في المنشأة وانهيارها؛ إضافة إلى اختراق نظام المراقبة.

ولإثبات أن إسرائيل لديها معلومات استخباراتية دقيقة للغاية حول شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سوريا، كشف رئيس أركان جيش الاحتلال "أفيف كوخافي"، الثلاثاء الماضي، أن الدولة العبرية كانت مسؤولة عن غارة جوية على قافلة شاحنات من العراق إلى سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو ما فسرته مصادر إسرائيلية على أنه تحذير واضح لإيران بأن إسرائيل تعرف كل شحنات الأسلحة التي تنتوي إرسالها إلى حزب الله.

ووفقًا لموقع "إيران إنترناشونال"، الذي يديره معارضو النظام الإيراني من لندن، فإن مصادر استخبارات غربية تقول إن شركتا "كاسبيان" و"قشم فارس" توقفتا عن تنظيم رحلات الطيران إلى سوريا بعد الهجوم الإسرائيلي على مطار دمشق، في سبتمبر/أيلول؛ ما جعل "ماهان" هي شركة الطيران الإيرانية الوحيدة التي ترسل الطائرات إلى هناك.

ووفقًا لمعلومات مصادر "إيران إنترناشيونال"، فقد زادت رحلات "ماهان" إلى سوريا بنسبة 30% بعد تعليق الخدمة من قبل الشركتين الأخريين.

وحلب هي وجهة معظم رحلات "ماهان" بحسب المصادر، التي نوهت أيضا إلى أن "حميد عرب نجاد"، الرئيس التنفيذي للشركة، شارك بنفسه في رحلة شحن أخيرة إلى سوريا.

المصدر | بريكنج ديفينس - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا حزب الله إسرائيل

رئيس الأركان الإسرائيلي: أفشلنا مخطط إيران في سوريا

ضربات إسرائيلية لإحباطها.. إيران تسعى لإنشاء شبكة دفاع جوي في سوريا

مصادر إيرانية: طهران بصدد تسليم نظام الأسد منظومة خرداد الدفاعية