أوكرانيا تعترض.. سوريا تتلقى شحنات قمح من القرم التي ضمتها روسيا

الاثنين 19 ديسمبر 2022 08:37 ص

زادت سوريا هذا العام وبشكل كبير استيراد القمح من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا، باستخدام أسطول من سفن البلدين لتجنب العقوبات الأمريكية، وهو ما يعد مؤشرا على أن العلاقات الاقتصادية بين سوريا وروسيا المنبوذتين من الغرب ازدادت قوة.

وزادت كميات القمح المرسلة إلى سوريا من ميناء سيفاستوبول المطل على البحر الأسود في القرم 17 مثلا هذا العام، مسجلة ما يزيد قليلا عن 500 ألف طن وفقا لبيانات للشحن من "رفينيتيف" لم يتم الكشف عنها من قبل، ليشكل ذلك ما يقارب ثلث واردات البلاد الإجمالية من القمح.

وتظهر البيانات أن الدولتين اعتمدتا بشكل متزايد على سفنهما الخاصة لنقل القمح، من بينها 3 سفن سورية مشمولة في العقوبات التي فرضتها واشنطن، وذلك في ظل عقوبات مفروضة على البلدين صعبت التجارة عبر طرق النقل البحرية المعتادة والحصول على تأمين ملاحي.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014.

وبدأت القوات الروسية غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، ورغم أنها مُنيت بانتكاسات عسكرية فأنها ما زالت تسيطر على مساحات شاسعة من خيرسون وزابوريجيا اللتين تعتبران من أهم مراكز البلاد الزراعية.

وتتفق سلطات أوكرانية وأخرى عينتها روسيا على أن بعض الحبوب تم تصديرها من منطقة زابوريجيا الأوكرانية المحتلة عبر القرم.

وتقول أوكرانيا إن تلك الحبوب تعرضت للسرقة من المحتلين وهو اتهام تنفيه روسيا.

وتقول أوكرانيا إن جزءا من كميات الحبوب على الأقل التي مرت عبر سيفاستوبول سلب من مناطق أوكرانية بعد الغزو الروسي.

وتقدر السفارة الأوكرانية في بيروت، والتي تقوم بتتبع ورصد الشحنات القادمة إلى سوريا، أن 500 ألف طن مما تصفه بالقمح الأوكراني المنهوب وصلت إلى سوريا منذ الغزو انطلاقا من عدة موانئ.

وقالت السفارة إن تلك الحسابات وما تقوله السلطات الأوكرانية عن سرقة الحبوب تعتمد على معلومات من ملاك لحقول وصوامع في المناطق المحتلة وعلى بيانات من أقمار صناعية تظهر تنقلات شاحنات للموانئ وأيضا بيانات تتبع السفن.

ولم ترد وزارتا الزراعة والخارجية الروسيتان بعد على طلب للتعليق على القصة.

وفي مايو/أيار، قال المتحدث باسم الكرملين "دميتري بيسكوف" إن ما يتردد عن سرقة روسيا للقمح والحبوب مزاعم زائفة.

وتصف روسيا الخطوات التي قامت بها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة".

ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من منشأ القمح الذي تم شحنه من القرم أو ما إذا كان المزارعون والتجار الذين تعاملوا مع تلك الشحنات قد تم الدفع لهم.

في يونيو/حزيران، قال "يفجيني باليتسكي" الحاكم الذي عينته روسيا للمنطقة المحتلة من زابوريجيا إن موانئ القرم استخدمت لتصدير حبوب من المنطقة.

لكنه قال إن المزارعين سيحصلون على مستحقاتهم عبر شركة أسستها إدارته وفقا لما نقلته وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء.

إضافة إلى ذلك، قالت الإدارة التي عينتها روسيا في شبه جزيرة القرم في تعليقات على وسائل للتواصل الاجتماعي في أغسطس/آب إن 1.4 مليون طن من القمح تم حصادها من حقول القرم نفسها.

وتعارض أوكرانيا تلك الأرقام، وتقول إن القرم لا تنتج تلك الكميات.

وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية في بيان، إن "ما يسمى حصاد القرم، يشمل الحبوب المُصدرة من أراضي البر الرئيسي لأوكرانيا".

وقبل الحرب الحالية استوردت سوريا الحبوب من القرم عدة مرات منذ سيطرة روسيا على شبه الجزيرة.

وحسب بيانات "رفينيتيف"، استوردت سوريا نحو 501 ألف و800 طن من القمح من سيفاستوبول هذا العام حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفاعا من نحو 28 ألفا و200 طن في عام 2021 بأكمله.

وتم استلام الشحنات اعتبارا من مايو/أيار فصاعدا، وكانت أكبر شحنة شهرية تبلغ 78 ألفا و600 طن في أكتوبر/تشرين الأول، وفقا للبيانات التي تم تجميعها من تقارير فحص الموانئ المقدمة من مشغلي الموانئ.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا القرم القمح

ما الذي يحمله عام 2023 للحرب في أوكرانيا؟

مزودة بصواريخ تسركون.. بوتين يأمر بإدخال الفرقاطة جورشكوف للخدمة العسكرية

القمح والحرب.. كيف تقود العقوبات التعاون الروسي السوري؟