كواليس وساطة بغداد.. هكذا أوقفت احتجاجات إيران المحادثات الدبلوماسية بين طهران والرياض

الاثنين 19 ديسمبر 2022 12:45 م

كشف مسؤولون عراقيون عن كواليس توقف المحادثات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين، إيران والسعودية، التي جرت بوساطة عراقية خلال الشهور الماضية، على خلفية اندلاع احتجاجات شعبية في إيران بعد وفاة الشابه "مهسا أميني" في محتجز للشرطة بعد اعتقالها بدعوى مخالفتها شروط الحجاب وقواعد اللباس الصارمة بالجمهورية الإسلامية.  

وذكر المسؤولون أن المحادثات توقفت بسبب مزاعم طهران بأن السعودية تلعب دورًا في التحريض الأجنبي المزعوم للاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة الإيرانية، حسبما أوردت وكالة "أسوشيتد برس" في تقرير ترجمه "الخليج الجديد".

وأورد التقرير أن رئيس الوزراء العراقي الجديد "محمد شياع السوداني"، قال، بعد توليه منصبه الشهر الماضي، إنه "طُلب من العراق مواصلة تسهيل المحادثات"، لكن موعد الجولة السادسة منها في بغداد لم يتم؛ "لأن طهران ترفض لقاء المسؤولين السعوديين مع دخول الاحتجاجات في إيران شهرها الرابع".

وفي أول زيارة رسمية له إلى طهران، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استفسر "السوداني" عن استئناف المحادثات، وذكر أنه سيتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض قريبًا، لكن الإيرانيين "أخبروه أنهم لن يجتمعوا مع نظرائهم السعوديين، واتهموا المملكة بدعم الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران من خلال القنوات الفضائية الممولة من الرياض"، حسبما نقلت الوكالة الأمريكية عن عضو في تحالف إطار التنسيق الحاكم بالعراق، المدعوم من إيران.

وأكد كواليس لقاءات "السوداني" في طهران 5 مسؤولين عراقيين، بينهم مسؤولون حكوميون وشخصيات مدعومة من إيران وقيادات بالأحزاب السياسية الشيعية، وجميعهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

كما أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن المحادثات مع السعودية "أوقفت"، لكنها لم تقدم تفسيرا صريحا، واكتفت بالإشارة إلى أن "المحادثات سبق أن توقفت قبل التطورات الأخيرة في إيران لأسباب مختلفة (..) وقد يكون من المفيد سؤال السعودية عنها". لكن الوكالة الأمريكية لم تتلق ردا على مطالباتها بتعليق أي من المسؤولين السعوديين.

ويمثل رفض إيران الواضح لمواصلة المحادثات مع السعودية انتكاسة لـ"السوداني"، الذي كان يأمل في أن يؤدي الحوار السعودي الإيراني المستمر إلى تمكين العراق من تعزيز دوره كوسيط إقليمي.

وقد يكون لوقف المحادثات تداعيات إقليمية أيضًا؛ حيث تدعم إيران والسعودية القوى المتصارعة في عديد البلدان في الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا واليمن.

وتتهم طهران الرياض بتمويل "إيران الدولية"، ومقرها لندن، وهي قناة إخبارية تقدم تغطية مكثفة للاحتجاجات التي اندلعت في إيران منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، ومملوكة لشركة "Volant Media UK"، التي تضم مساهمين سعوديين تربطهم صلات بالعائلة المالكة.

وفي السياق، كشف مسؤول عراقي أن طهران انزعجت من بيان مشترك صدر بعد القمة العربية الصينية في الرياض، الأسبوع الماضي، جاء فيه أن السعودية والصين اتفقتا على "تعزيز التعاون المشترك لضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني"، ودعا إيران إلى احترام "مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

وأوضح المسؤول أن طهران قلقة من أن تحسن العلاقات الاقتصادية بين بكين والرياض يمكن أن يقوض الشراكة بين إيران والصين.

يشار إلى أن السعودية، ذات الأغلبية السنية، وإيران، ذات الأغلبية الشيعية، على خلاف منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، لكن العلاقات ساءت بينهما بعد إعدام الرياض عام 2016 رجل الدين الشيعي "نمر النمر"؛ حيث أثار الحادث احتجاجات في السعودية وإيران، وأضرم متظاهرون النار في السفارة السعودية بطهران. وتوترت العلاقات الدبلوماسية بعد ذلك، حتى وصلت إلى القطيعة.

وانطلقت المحادثات المباشرة بين البلدين في أبريل/نيسان 2021 بوساطة العراق في محاولة لتحسين العلاقات. وكان مجرد وجود حوار أمرا مهما، حتى لو كانت النتيجة الوحيدة هي إعادة إيران فتح مكتب تمثيلي لدى منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة السعودية.

وقُتل ما لا يقل عن 495 شخصًا منذ بدء المظاهرات الاحتجاجية في إيران، بحسب منظمات حقوقية، مع تقارير عن حوادث استخدمت فيها قوات الأمن الإيرانية الذخيرة الحية والرصاص المطاطي لتفريق الحشود، فضلا عن اعتقال أكثر من 18000 شخص في عشرات المدن.

وتزعم إيران أن الاحتجاجات ينظمها عملاء أجانب لدول بينها الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، وعلى رأسهم السعودية.

المصدر | أسوشيتد برس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران العراق بغداد محمد شياع السوداني مهسا أميني

مصادر: لقاء محتمل بين ولي عهد السعودية ورئيس إيران بالأردن.. ما القصة؟

إيران تعلن تلقيها إخطارا سعوديا باستئناف المحادثات الدبلوماسية

"قمة بلا معجزات".. هل يصبح مؤتمر بغداد 2 نقطة انطلاق للاستقرار الإقليمي؟

السعودية وإيران.. علاقات معلقة بخيط يوشك على الانقطاع

إيران: السعودية أبدت استعدادا لاستئناف المفاوضات الثنائية

هل إيران والسعودية على شفا اختراق دبلوماسي؟