هل لعب «الخميني» دورا في التخلص من «موسى الصدر»؟

الجمعة 15 يناير 2016 11:01 ص

كشف كتاب سيصدر حول سقوط الشاه «محمد رضا بهلوي» في عام 1979 عن معلومات جديدة عن مقتل رجل الدين الشيعي «موسى الصدر»، والذي يطرح فكرة أن رجال الدين الإيرانيين الذين أطاحوا بالشاه - وعلى رأسهم زعيم الثورة في المنفى، «روح الله الخميني» - ربما رأوا في «الصدر» تهديدا لهم.

ولفتت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أنه «لم ير الصدر ورفيقاه منذ الحادي والثلاثين من أغسطس من عام 1978، حين شوهدوا لآخر مرة في مطار طرابلس، عاصمة ليبيا. ووجّه الكثيرون الاتهام إلى عملاء الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، رغم أن الدوافع لمثل هذا الفعل بقيت غامضة».

الكتاب الذي يحمل عنوان «سقوط السماء: البهلويون والأيام الأخيرة لإيران الإمبراطورية» لا يكتفي بالتأكيد على أن «الشاه» و«الصدر» كانت لديهما اتصالات سرية رغم التوتر الظاهري، بل يؤكد أيضا أن الشاه ربما أراد عودةَ الصدر إلى إيران لإحباط طموحات «الخميني»، في الأشهر التي سبقت قيام الثورة.

انعدام الثقة

يقدم الكتاب برهانا على «انعدام الثقة العميق بين الصدر والخميني»، والذي اعتبره مجنونا خطيرا، مكذبا تعاملهما الظاهري الودود والروابط العائلية التي تجمعهما. وبحسب الكتاب، أخبر الصدر الشاه بانعدام الثقة بالخميني.

من جهته، يقول مؤلف الكتاب والبروفيسور في جامعة كولومبيا، «أندرو كوبر»: «حتى الآن، وكما سترون في الكتاب، كانت الرواية أن موسى الصدر كان ضد الشاه ومع الخميني، لكن الكتاب يدحض هذه الرواية».

وقال «كوبر» إن «الشاه كان مستعدا للدخول في حوار مع الصدر. أعتقد أن الصدر كان يشكل الأمل الأكبر في العيش المشترك بين الشيعية والحداثة في إيران. اختفاؤه أجهض هذا الحوار وفتح الطريق أمام التيار الشيعي المسلح في إيران».

النظرية الشائعة هي أن «الصدر» وزملاءه خُطفوا وقُتلوا بأوامر من العقيد «القذافي» الذي دعاهم إلى طرابلس. وتتابع النظرية القول بأن العقيد «القذافي»، والذي كان يمول مجموعات مسلحة، ربما كان يتصرف وفق طلب من «ياسر عرفات»، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وبأن «عرفات» كان غاضباً من معارضة  «الصدر» لمعسكرات الميليشيات الفلسطينية قرب الحدود اللبنانية مع إسرائيل.

مزاعم حول مقتله بيد عملاء الشاه

أصر العقيد «القذافي» أن «الصدر» ورفاقه غادروا ليبيا متجهين إلى إيطاليا، وهو ادعاء نفته التحقيقات الإيطالية. وانبعثت التساؤلات حول مصيره مجددا خلال الشهر الماضي حين تم اعتقال ابن القذافي، «هانيبال»، في لبنان من قبل السلطات القضائية التي حققت معه حول لغز الإمام المفقود.

«لقد سمعت أيضا أن هناك دورا إيرانيا في اختفاء الصدر»، قال «أوغسطس ريتشارد نورتون»، الأستاذ بجامعة بوسطن، وأضاف أنه يعتقد أن «الصدر كان على ألفة مع الشاه، ولا شك في أنه كان يتلقى أموالا منه».

وقال «كوبر» أن كتابه يوفر معلومات لم يتم نشرها من قبل بشأن اتصالات بين الصدر والشاه. والتي تشمل تحذيرات أرسلها الصدر بشأن الخطابات التخريبية لـ« الخميني» في منفاه، وعرضاً تم تقديمه في مطلع صيف 1978، قبل اختفاء «الصدر» بأسابيع لمساعدة الشاه في كبح جماح آية الله.

لم ينعقد الاجتماع أبدا

فبحسب الكتاب، «عرض العقيد معمر القذافي ترتيب لقاء في أغسطس/ آب بين الصدر وكبير مساعدي آية الله الخميني، آية الله محمد بهشتي، المشرف الرئيسي على التمرد ضد الشاه. وانطلق الصدر إلى ليبيا برفقة مساعديه، الشيخ محمد يعقوب والصحفي اللبناني عباس بدر الدين». وبعد أيام من الانتظار في فندق تريبولي نفذ صبر الصدر وقرر المغادرة في 31 أغسطس/ آب، بدون لقاء آية الله بهتشي. وما تلى ذلك لم يتم تأكيده.

فوفقاً لكتاب «الجاسوس الجيد» المنشور عام 2014، وهو السيرة الذاتية لـ«روبرت أميس» الذي كان رئيسا لفرع الاستخبارات المركزية الأمريكية في بيروت آنذاك، فإن حاشية «الصدر» شوهدت في صالة كبار الزوار بجناح المغادرة بمطار طرابلس، ثم تم اقتيادهم بعنف وإلقاؤهم في سيارة من قِبل رجال «القذافي».

وقالت السيرة الذاتية أيضا إن «آية الله بهشتي» قد اتصل هاتفيا بالعقيد «القذافي» لإيقاف مغادرة «الصدر»، وادعى أن «الصدر» عميل للغرب.

وعندما وصل خبر «اختفاء الصدر» إلى الشاه، أرسل «كاني» لسؤال القادة العرب بشأن ما حدث، بحسب كتاب «كوبر». وحينها «تم إعلام كاني أن الصدر قد قتل بأمر العقيد القذافي».

وأفاد كاني أن الرئيس المصري، «أنور السادات»، قال له أنه وفقا لمصادر الاستخبارات المصرية، «إن العقيد معمر القذافي وضع جثمان الصدر في صندوق مُغلق بالخرسانة وتم إلقاؤه من طائرة هليكوبتر في البحر المتوسط».

وقال «كاني»: «عندما تم إخبار الشاه بهذا أصبح غاضبا جدا.. جدا. جلس في مقعده لعشر دقائق».

  كلمات مفتاحية

موسى الصدر معمر القذافي الخوميني ليبيا إيران محمد رضا بهلوي أنور السادات آية الله بهشتي

كيف خدع «الخميني» يوما الرئيس الأمريكي «جيمي كارتر»؟

لبنان.. مذكرة توقيف بحق 10 ليبيين بينهم نجل القذافي