أستراليا تحذر جنودها من عقوبات بسبب التحايل لقتل أبرياء في أفغانستان

الأربعاء 28 ديسمبر 2022 03:26 م

أصدر الجيش الأسترالي تحذيرات لجنوده بأنهم سيتعرضون لإجراءات عقابية حال قيامهم بدسّ أسلحة ومعدات قتالية مع جثث ضحايا المعارك القتالية في أفغانستان، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

جاء ذلك في أعقاب تحقيق أدان 25 من أفراد القوات الخاصة الأسترالية بإعدام 39 شخصا في أفغانستان بطريقة غير قانونية بعد إلصاق أسلحة ومعدات قتالية في جثثهم بقصد شرعنة قتلهم، إضافة لمعاملة فردين آخرين بقسوة.

وحسب الصحيفة، فإن التحقيق الذي دام 4 سنوات، بواسطة اللواء "بول بريرتون" توصل إلى معلومات موثوقة تؤكد حمل بعض أفراد القوات الخاصة لأسلحة أو معدات أجنبية مثل المسدسات وأجهزة الراديو المحمولة والقنابل اليدوية، التي يُمكن "زراعتها" على أجساد أشخاصٍ زعموا أنهم "أعداء قتلوا في المعركة".

ويعني ذلك أن الصور الملتقطة لمشاهد ما بعد المعركة ستدعم ادعاءات أفراد القوات بأن الجثث كانت تمثل أهدافاً شرعية، وذلك بحسب "بريرتون".

وتُعرف ممارسة زرع الأغراض باسم "تلفيق الأدلة". وأفاد التقرير بأنها "تطورت من أجل استخدامها لغرض إخفاء عمليات القتل العمد غير القانونية".

وفي أعقاب التحقيق، أصدرت تحذيراً لأفرادها بأنهم سيتعرضون لإجراءات جنائية وعقابية، وذلك في حال قيامهم بدسّ أسلحة ومعدات قتالية مع جثث ضحايا المعارك القتالية في أفغانستان، إيهاماً بأنهم أعداء قُتلوا في المعركة، بحسب منشور توجيهي حصلت عليه النسخة الأسترالية من صحيفة الجارديان.

وأفادت الصحيفة أن التحذير الصادر قوات الدفاع الملكية الأسترالية تأمر أفراد القوات بعدم "تعقيم" التقارير الرسمية أو التعامل مع الأدلة بصورةٍ غير لائقة.

بدوره، قال رئيس العمليات المشتركة الفريق "غريغ بيلتون"، في النسخة المحدثة من التوجيه، إن الشعب الأسترالي يتوقع من قواته المسلحة التصرف بـ"طريقةٍ أخلاقية وقانونية".

فيما أخبر قادته بأن عليهم التوقيع على استمارة إقرار بعلمهم "أنهم قد يتحملون المسؤولية" عن تصرفات مرؤوسيهم.

بينما كتب "بيلتون" في توجيهه الجديد الصادر بموجب قوانين حرية المعلومات: "من المحظور استخدام ممارسات تلفيق الأدلة. ويجب على أي شخص أن يبلغ عن أي استخدام، أو اشتباه في استخدام، لممارسة تلفيق الأدلة في تسلسل قيادته أو إلى الضابط المسؤول في أول فرصة ممكنة (خاصةً إذا كان الأمر صادراً من داخل تسلسل قيادة الجندي)".

كما حذّر التوجيه كذلك من التداعيات على أي شخصٍ يزرع الأدلة أو يلتزم الصمت حيال قيام الآخرين بالفعل نفسه.

وأضاف التوجيه، "استخدام التلفيق، وإصدار الأوامر أو التشجيع أو الترخيص باستخدام التلفيق، و/أو الفشل في الإبلاغ عن استخدام ممارسة التلفيق.. كلها تصرفات ربما تخضع لإجراءات تأديبية و/أو إدارية و/أو جنائية".

وصدر التوجيه بعنوان "التوقعات من جميع الأفراد المكلفين بالخدمة في العمليات، والأنشطة، والتدريبات"، وجرى إرساله إلى القادة بعد توقيعه يوم 11 مايو/أيار 2022. كما وصلت نسخة منه إلى المفتش العام لقوات الدفاع الملكية الأسترالية.

ونص التوجيه على "عدم الاحتفاظ بأي أغراض تم الاستيلاء عليها من قبل الأفراد بما يتعارض مع القوانين المحلية والدولية تحت أي ظروف"، إلا في حال جمع تلك الأغراض باستخدام الإجراءات المناسبة.

ونشر أستراليا آلاف الجنود في إطار التحالف الذي قادته الولايات المتحدة في أفغانستان منذ 11 أيلول/سبتمبر 2001، قبل أن يغادر في أغسطس/ آب 2021.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

جرائم حرب أستراليا الجيش الأسترالي أفغانستان