وول ستريت جورنال: بلد بيست مهرجان موسيقي يثير تساؤلات حول الهوية في السعودية

الأحد 1 يناير 2023 10:28 ص

"تجاور التقليدية يرمز إلى السعودية الجديدة".. هكذا علقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، على التحول الثقافي السريع بالسعودية، والذي يثير جدلا واسعا بين السعوديين أنفسهم في بلد يعرف بأنه قبلة المسلمين.

ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، استقطب مهرجان موسيقي ضخم في جدة، حوالي 25 ألف شاب احتفلوا وسط هذه المدينة الساحلية السعودية القديمة على البحر الأحمر.

وظهر في المهرجان الذي أطلق عليه اسم "بلد بيست" بعض الموسيقيين من الخارج، بما في ذلك مغني الراب الأمريكي "بوستا رايمز"، لكنه جاء على الهوية القديمة لحي البلد التاريخي.

وتم إعداد المسرح ليبدو وكأنه واجهة منزل قديم في قرية البلد، فيما ملأت رائحة البخور الهواء، وحتى النادلين يقدمون القهوة السعودية والتمر بالزي التقليدي.

و"بلد بيست" هو المهرجان الأول الذي يُقام في جدة، والذي استضاف إلى جانب الثنائي الإيطالي "تايل أوف أس" نخبة من النجوم العالميين، مثل النجم الأمريكي "ريك روس" ومنسّق الموسيقى البوسني السويدي "سالفاتوري غاناتشي" والمواهب المحلية والإقليمية مثل: "فاينل مود" و"تام تام" و"دانا حوراني" و"انتايتلد" والكثير غيرهم.

أما الليلة الثانية والختامية لمهرجان "بلد بيست"، فاستضافت مجموعة من أبرز الأسماء العالمية، مثل "كارل كوكس" و"بوستا رايمز" و"إكزيبيت"، بالإضافة إلى أكثر من 30 فناناً ومنسّق موسيقي آخر.

وقدموا مجتمعين عروضاً باهرة في الساحات الخمس ضمن جدة التاريخية "البلد".

وكان مغني الراب السعودي "مؤيد النفيعي"، يرتدي الزي التقليدي، بينما يصدح على مسرح "بلد بيست" وهو يصرخ باللغة الإنجليزية "اصرخوا بصوت عال يا أهل جدة".

وعلى الرغم من قلة الانتقادات العلنية للمهرجان الذي حول شوارع البلد إلى حفل موسيقي في الهواء الطلق، إلا أن سعوديون يجادلون بشأن ما إذا كانت بلادهم تتغير بسرعة كبيرة بعد أن كانت لعقود مغلقة.

بالنسبة للبعض، فإن تجاور التقليدية يرمز إلى السعودية الجديدة.

تقول "لولا محمد" محاسبة (23 عامًا): "علينا أن نكون منفتحون على الأشياء الجديدة". مضيفة أن المهرجان كان حدثا "يقدر موروثي ويحتضن المستقبل أيضا".

في وقت وجد آخرون أن إقامة مهرجان للموسيقى الصاخبة ذات الطابع الغربي في الغالب بحي مصنف على مواقع التراث العالمي لليونسكو "أمر مثير للقلق".

يقول "حسن أحمد" (31 عاما) تاجر في حي البلد إنه "أمر مزعج للغاية أن هذا المكان، المرتبط بشكل وثيق بتاريخنا وتقاليدنا الإسلامية، أصبح الآن مسرحًا للصخب وأضواء النيون والموسيقى".

وتقول الصحيفة إن هذا الجدل يثار على وسائل التواصل الاجتماعي وحول موائد العشاء في جميع أنحاء المملكة.

وقبل حوالي 4 عقود أبرم النظام الملكي السعودي صفقة منحت السلطات الدينية شديدة المحافظة سيطرة واسعة على الثقافة في مقابل ولاء رجال الدين للتاج، ساعدت على وقف موجة التطرف السياسي في السعودية والتي كانت تجتاح الشرق الأوسط، ولكنها أدت إلى أن تصبح المملكة واحدة من أكثر الأماكن المغلقة في العالم.

ومنذ وصوله لولاية العهد عام 2017، عمل الأمير "محمد بن سلمان" على تهميش السلطات الدينية في محاولة للانفتاح.

وساهمت تحولات وريث العرش البالغ من العمر 37 عاما في المملكة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة وحضور الملاعب الرياضية وإلغاء قوة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (شرطة الأخلاق) وفتح البلاد للترفيه من حفلات البوب إلى الأفلام والأحداث الرياضية التي تم حظرها في السابق باسم الالتزام الديني الصارم.

وبعد حظر طويل، أعادت السعودية تقديم الموسيقى في الأماكن العامة خلال السنوات الأخيرة مع امتلاء قاعات الحفلات الموسيقية والليالي المفتوحة بسرعة.

وخططت الحكومة لبدء دروس الموسيقى في المدارس العامة، ولكن كان هناك رد فعل عنيف بين الآباء على هذه الفكرة.

وأجلت الحكومة الخطط، مشيرة إلى الحاجة إلى تدريب المعلمين.

طالع النص الأصلي للتقرير

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الترفيه السعودية بلد بيست مهرجان موسيقي

قهوة البن الخولاني.. هكذا تعيد الثقافة صياغة الهوية السعودية بمشروع بن سلمان