الاستخبارات الأوكرانية تكتشف مكونات أمريكية بمسيرات إيرانية أسقطتها

الخميس 5 يناير 2023 06:59 ص

كشف تقييم استخباري أوكراني عن دخول أجزاء صنعتها عشرات الشركات الأمريكية والغربية في مكونات طائرة إيرانية دون طيار، أسقطت في أوكرانيا الخريف الماضي.

ويوضح التقييم، الذي تمت مشاركته مع مسؤولين بالحكومة الأمريكية، أواخر العام الماضي، حجم المشكلة التي تواجه إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، التي كانت تعهدت بوقف إنتاج إيران للطائرات دون طيار "الدرون"، التي تطلقها روسيا بالمئات في أوكرانيا.

وذكرت شبكة "سي إن إن" الشهر الماضي، أن البيت الأبيض شكل فريق عمل على مستوى الإدارة، للتحقيق في كيفية وصول التكنولوجيا الأمريكية والغربية، بدءًا من المعدات الأصغر، مثل أشباه الموصلات ووحدات GPS، إلى أجزاء أكبر مثل المحركات، إلى الطائرات الإيرانية دون طيار.

وقالت الخارجية الأمريكية، إنها "ستنظر في اتخاذ خطوات إضافية بما في ذلك فرض قيود على التصدير".

ويبحث المسؤولون الأمريكيون الآن تعزيز تطبيق العقوبات، مع تشجيع الشركات على مراقبة سلاسل التوريد الخاصة بها بشكل أفضل، ومحاولة تحديد الأطراف الثالثة من الموزعين الخارجيين، الذين يأخذون هذه المنتجات ويعيدون بيعها إلى جهات سيئة.

ولا يوجد دليل يشير إلى أن أيًا من هذه الشركات تمارس نشاطها بما يتعارض مع قوانين العقوبات الأمريكية، أو تقوم بتصدير تقنياتها عن قصد لاستخدامها في صناعة الطائرات دون طيار.

وقال خبراء أمريكيون إنه حتى مع وعود العديد من الشركات بتعزيز المراقبة، فإن التحكم في مكان وجود هذه الأجزاء في كل مكان في السوق العالمية غالبًا ما يكون أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة للمصنعين. كما قد لا تعرف الشركات ما الذي تبحث عنه، إذا لم تلاحق الحكومة الأمريكية وتعاقب الجهات التي تشتري وتبيع تلك المنتجات لأهداف غير مشروعة.

ويعتبر تقييم المخابرات الأوكرانية دليلا آخر على أنه على الرغم من العقوبات "لا تزال إيران تجد وفرة من التكنولوجيا المتاحة تجاريًا".

ووفقا للتقييم، فإنه من بين 52 مكونًا تم جمعها من الطائرة الإيرانية دون طيار طراز "شاهد -136"، اتضح أن 40 مكونًا منها تم تصنيعها بواسطة 13 شركة أمريكية مختلفة، في حين تم تصنيع المكونات الـ12 الأخرى، بواسطة شركات في كندا وسويسرا واليابان وتايوان والصين.

ويبدو أن الشركات الإيرانية الخاضعة للعقوبات، نجحت في الالتفاف على الجهود المبذولة لقطع إمداداتها من المكونات والإلكترونيات الحيوية، فعلى سبيل المثال، فإن الشركة التي صنعت الطائرة دون طيار، وهي شركة صناعة الطائرات الإيرانية  (HESA)، تخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2008.

وقال "جريجوري ألين" المسؤول السابق في البنتاجون، الذي يشغل حاليًا منصب مدير مشروع حوكمة الذكاء الاصطناعي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن "هذه لعبة Whack-a-Mole، وإن حكومة الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون جيدة بشكل أكبر خلال تلك اللعبة، خاصة في مؤسسة الأمن القومي الأمريكية".

وأضاف "ألين" الذي شارك مؤخرا في تحقيق حول فعالية ضوابط التصدير الأمريكية: "لا يوجد بديل عن القدرات الداخلية القوية في الحكومة الأمريكية".

وحذّر من أنها ليست مهمة سهلة، حيث تعتمد صناعة الإلكترونيات الدقيقة بشكل كبير على الموزعين والبائعين الخارجيين الذين يصعب تتبعهم، كما أن الرقائق الدقيقة والأجهزة الصغيرة الأخرى، التي ينتهي بها المطاف في العديد من الطائرات دون طيار الإيرانية والروسية، ليست فقط رخيصة الثمن ومتاحة على نطاق واسع، بل من السهل إخفاؤها أيضا.

وتابع "ألين": "لماذا يحب المهربون الماس؟"، مضيفا: "لأنها صغيرة وخفيفة الوزن، وتستحق طنا من المال، ولسوء الحظ، فإن رقائق الكمبيوتر لها خصائص مماثلة".

وقال إن النجاح لن يُقاس بالضرورة في إيقاف 100% من المعاملات، بل في جعل الأمر أكثر صعوبة وتكلفة على الأطراف الضارة، في الحصول على ما يحتاجونه.

والإثنين، قال الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" إن القوات الأوكرانية أسقطت أكثر من 80 طائرة إيرانية دون طيار خلال يومين فقط، وأضاف، أن أوكرانيا لديها معلومات استخباراتية بأن روسيا "تخطط لشن هجوم طويل الأجل باستخدام طائرات شاهد"، وتراهن على أن ذلك سيؤدي إلى "إرهاق شعبنا، ودفاعاتنا الجوية، وقطاع الطاقة لدينا".

ووفقا للتقييم الأوكراني، كان من بين المكونات أمريكية الصنع الموجودة في الطائرة دون طيار، ما يقرب من 20 جزءا من تصنيع شركة  Texas Instruments، وتشمل وحدات التحكم الدقيقة، وأجهزة تنظيم الجهد، وأجهزة التحكم في الإشارات الرقمية، ووحدة GPS من إنتاج  Hemisphere GNSS، ومعالج دقيق من صنع NXP USA In، ومكونات لوحة الدوائر من إنتاج شركتي، Analog Devices وOnsemi.

كما تم اكتشاف مكونات من صنع شركة International Rectifier - المملوكة لشركة Infineon الألمانية، وشركة U-Blox السويسرية.

وقالت شركة Analog Devices، وهي شركة أشباه موصلات، يوجد مقرها الرئيسي في ماساتشوستس في بيان، إنها تكثف الجهود "لتحديد هذا النشاط ومكافحته، بما في يشمل القيام بعمليات مراقبة وتدقيق معززة، واتخاذ إجراءات عند الضرورة، للمساعدة في تقليل إعادة البيع غير المصرح به، وتسريب وإساءة الاستخدام غير المقصودة لمنتجاتنا".

كما قالت شركة Onsemi لتصنيع أشباه الموصلات، ومقرها فينيكس بولاية أريزونا، إنها تلتزم "بقوانين ولوائح مراقبة الصادرات والعقوبات الاقتصادية المعمول بها، ولا تبيع بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى روسيا أو بيلاروسيا أو إيران، ولا إلى أي منظمات عسكرية أجنبية، وإنها تتعاون مع جهات إنفاذ القانون والوكالات الحكومية حسب الضرورة، لإثبات كيفية إدارة Onsemi للأعمال وفقا لجميع المتطلبات القانونية، كما نلتزم بأعلى معايير السلوك الأخلاقي".

وأشارت شركة U-Blox السويسرية المصنعة لأشباه الموصلات في بيان، إلى أن منتجاتها للاستخدام التجاري فقط، وأن استخدام منتجاتها للمعدات العسكرية الروسية "يعد انتهاكا واضحا لشروط الشركة المطبقة في البيع، على العملاء والموزعين على حد سواء".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

مسيرات إيران مكونات أمريكية أمريكا أوكرانيا روسيا إيران

وول ستريت جورنال: خطط لإنتاج آلاف المسيّرات الإيرانية في روسيا