صحيفة عبرية: المطبعون العرب ينتظرون أياما عصيبة مع حكومة نتنياهو اليمينية

الأحد 8 يناير 2023 09:00 ص

"الانطباع السائد في العواصم العربية المطبّعة مع إسرائيل أنه إذا كانت هذه هي سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، فقد بات واجبا معرفة من صاحب القرار فيها، وسط توقعات بأن أوقاتا عصيبة أمامها".

هكذا خلص تقرير لصحيفة "معاريف" العبرية، أوضح أن "تزامن شبح الحرب الدينية حول الأقصى مع تفاقم الظروف الاقتصادية للدول العربية يجعل الوضع فيها محفوفا بالمخاطر، ويطرح علامات استفهام حول مدى استقرار هذه الأنظمة".

وقال التقرير الذي كتبه "جاكي خوجي" محرر الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال، إن "احتمال إشعال الفتيل الديني يزيد من ثقل هموم الحكام العرب، ما دفع مسؤولا مصريا لإبلاغ نظيره الإسرائيلي أن حكومته تلعب بالنار إذا كانت تنوي السماح لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير باقتحام الأقصى بشكل دائم من الآن فصاعدًا".

ووفق المسؤول المصري، فإنه "إذا كان التوتر في غزة له حل، ويمكن التعامل مع حماس، فإنه في الحالة مع الأقصى، لا أحد يعرف ما هو الحل الذي ينتظرنا".

وأمام الاقتحام الأخير لـ"بن غفير" للأقصى الثلاثاء، لم تجد الحكومات المطبعة مع إسرائيل إلا الاستنكار بكلمات شديدة، رغم أن بعضها اختارت كلماتها بعناية، وبدلاً من أن "تدين"، فقد "أعربت عن أسفها".

وتابع التقرير أنه "لا تبقي هذه القراءة الإسرائيلية كثيرا من استشراف مستقبل التطبيع مع الدول العربية في حال واصلت حكومة الاحتلال تحدي الفلسطينيين والعرب والمسلمين في الاقتحام المتكرر للأقصى، لأنه يضع كل هذه الاتفاقيات في مهب الريح".

وزاد: "حال اشتعل الوضع الفلسطيني، وامتد إلى الدول العربية والإسلامية، فإن الصورة تصل إلى أن إسرائيل تتعمد المسّ بأقدس مقدسات المسلمين في المسجد الأقصى، وفي هذه الحالة تزداد المخاوف الإسرائيلية من طي صفحة التطبيع، أو على الأقل توقفها".

ونقل التقرير عن دبلوماسي أجنبي متمرّس في المنطقة، أنه "لن تكون هناك فرصة ثانية لهذه الدول العربية لاحتواء أي أزمة قادمة، لأنه في ظل الوضع الراهن، ليست هي الوحيدة التي تضع أجندة إقليمية، والمسجد الأقصى موضوع مدوّ، وإسرائيل بذلك تلعب بالنار".

وأضاف الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته: "كل عاصمة عربية لها علاقات مع إسرائيل توجه الأسئلة إليها: أين تتجه حكومة بنيامين نتنياهو؟، وصحيح أن هناك علاقات استراتيجية بينهما؟، وهل إسرائيل قوة إقليمية؟".

وتابع: "لدى هذه الدول الكثير ليخسروا إذا أبعدوا أنفسهم عن إسرائيل، لكنهم أمام الأقصى لا حول لهم ولا قوة".

وزعم أن "الدول العربية المطبّعة لا تخفي العلاقة مع إسرائيل فحسب، بل تريد المزيد، لكنها تعرف أن هذه العلاقات قد تتضرر إذا اشتعلت النيران في المسجد الأقصى".

ووجه رسالة إلى حكومة "نتنياهو" قائلا: "كيف تتوقع هذه الحكومة إحلال التطبيع مع الرياض وهي تشعل الأقصى، في هذه الحالة سيتم إغلاق الخيار السعودي".

وتابع: "صحيح أن وزراء إسرائيليين اقتحموا الأقصى سابقا، لكن بن غفير في الذهن العربي ليس مجرد وزير، بل يقود تيارا يرى في الأقصى منطقة مقدسة لليهود".

وأكد أن "أي حدث من نوع اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، فسوف تعتبره هذه الأنظمة العربية بمثابة هجوم إسرائيلي على أمنها القومي، ما قد يهدد علاقاتها".

وحذر إسرائيل بالقول: "إذا انتهى الأمر بهذه الدول المطبّعة، وكان عليهم الاختيار بين الأقصى والعلاقات مع إسرائيل، فقد يتخذون قرارات من شأنها الإضرار بالعلاقات، ليس بسبب أهمية الأقصى بالنسبة لها، لكن بسبب الخطر الذي يواجهونه منه خشية بدء الشارع العربي في الاحتجاج".

وختم: "في هذه الحالة لا يحتاج من حماس تسخينه، بل سيتصرف من تلقاء نفسه، وفي هذه الحالة ستوجه الجماهير غضبها المباشر للأنظمة العربية نفسها، ما يعني أن إسرائيل تمتلك صاعقة قد تشعل العواصم العربية بعيدا عنها".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع إسرائيل فلسطين اقتحام الأقصى بن غفير

فايننشال تايمز: ليبراليو إسرائيل قلقون من حكومة نتنياهو اليمينية

لإدانته بالاحتيال.. محكمة إسرائيل العليا تلغي تعيين وزير الداخلية بحكومة نتنياهو

قلق داخل عرب إسرائيل بعد تعديل بند حجة المعقولية.. لماذا؟