رئيس مخابرات طالبان يكافح لتولي زمام أجهزة تسيطر عليها شبكة حقاني

الأحد 8 يناير 2023 10:37 ص

أفادت مصادر استخباراتية بأن رئيس المخابرات بإدارة حركة طالبان الأفغانية "عبدالحق وثيق" يكافح لتولي زمام أجهزة تسيطر عليها شبكة غير خاضعة بالكامل لسلطة الحركة، مشيرة إلى أن الصراع الداخلي والوضع الأمني المتقلب في أفغانستان يضع "وثيق" في موقف محفوف بالمخاطر.

وأوضحت المصادر أن طالبان استبدلت جهاز المخابرات، الذي أطلق عليه حينها: المديرية الوطنية للأمن (NDS)، بالمديرية العامة للمخابرات (GDI)، ووضعت سجين معتقل جوانتانامو السابق "وثيق" على رأس إدارتها، مشيرة إلى أن الرئيس الجديد للمخابرات الأفغانية واجه منذ البداية عقبات كبيرة في سبيل إنشاء إدارته الجديده وتشغيلها، حسبما أورد موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي.

وعلى رأس تلك العقبات كانت شبكة منافسة أسسها القيادي السابق في طالبان، الراحل "جلال الدين حقاني"، ويشغل أعضاؤها حاليا مناصب استخباراتية رئيسية، ويهدد وجودهم بإحداث انقسام داخل الحركة الأفغانية.

ورغم إنشائها بدعم من المخابرات الباكستانية الداخلية (ISI)، لم تصل المخابرات الأفغانية بعد إلى هدفها المتمثل في أن تصبح جهازا حديثًا مجهزًا بالوسائل التقنية المعاصرة، بحسب المصادر، التي نوهت إلى انشغال الجهاز بتعقب معارضي طالبان من جانب، والتعامل مع التهديدات الأمنية عبر جمع المعلومات الاستخبارية عن حركات، مثل تنظيم الدولة الإسلامية خراسان (EI-K) أو فرع طالبان الباكستاني (TTP)، من جانب آخر.

وتتعزز أهمية دور الجهاز في تكرار الاشتباكات على طول الحدود الباكستانية الأفغانية بين "طالبان باكستان" وبين الجيش الباكستاني، ما يؤشر إلى أوجه القصور المستمرة في نظام طالبان، الذي لم يستطع وقف هذه الاشتباكات حتى الآن.

وأثارت هذه الاشتباكات غضب المخابرات الباكستانية التي هددت بنشر المزيد من رجالها على طول الحدود وبناء جدار هناك بعد انهيار الهدنة مع طالبان باكستان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ومع تزايد توتر العلاقات بين إسلام آباد وكابول، في نوفمبر / تشرين الثاني، تواصلت وكالة المخابرات الباكستانية مع رئيس المخابرات العامة في السعودية "خالد بن علي الحميدان" لطلب مساعدته في جهود الوساطة مع رجال "عبدالحق وثيق"، وهي دعوة لا تزال دون إجابة حتى الآن.

ويضاعف من التحدي أمام "وثيق" النفوذ المتزايد داخل صفوفه الاستخبارات لشبكة "حقاني"، القريبة جدًا من إسلام أباد،  ففي حين وضع وزير الداخلية الأفغاني "سراج الدين حقاني"، نجل الراحل "جلال الدين حقاني"، العديد من حلفائه في الشبكة، بمن فيهم النائب الأول لمديرية المخابرات "تاجمير جواد"، يزداد قلق نائب رئيس الوزراء "عبدالغني بردار" وحلفاؤه من الانقسام داخل طالبان.

ينتقد "حقاني" بشدة العزلة الدولية لأفغانستان، وأثار احتمال تجنيد مقاتليه لإنشاء قوة مستقلة في إقطاعته شرقي البلاد قلقا إضافيا.

وفي دوره كرئيس للمخابرات، كان على "وثيق"، الذي كان مقربًا في البداية من إسلام أباد، أن يتعامل مع مكتب استخبارات يسيطر عليه خصومه، ما أدى إلى تآكل نفوذه تدريجيًا.

ولد "وثيق" عام 1971 ودرس في المدارس الدينية في كويتا بباكستان وشغل منصب نائب وزير المخابرات من عام 1996 إلى عام 2001 في أول إدارة لطالبان في أفغانستان، وألقت الولايات المتحدة القبض عليه ليتم حبسه في معتقل جوانتانامو من عام 2002 إلى عام 2014 ولا يزال مراقبًا عن كثب من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية.

تم إطلاق سراحه مقابل إطلاق سراح الجندي الأمريكي "بو بيرغدال" مع 4 آخرين من طالبان، هم: "محمد فضل"، و"خير الله خيرخوا"، و"نور الله نوري" و"محمد نبي عمري"، وتم منح كل هؤلاء السجناء السابقين دورًا في الإدارة الجديدة لطالبان.

المصدر | إنتليجنس أونلاين - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان عبدالحق واثق باكستان إسلام آباد كابول