كيف حققت شركة إماراتية مغمورة قيمة سوقية بـ240 مليار دولار خلال 3 سنوات؟

الاثنين 9 يناير 2023 09:05 ص

"تحول استثنائي لم يلاحظه أحد إلى حد كبير خارج الإمارات، ولا يُفهم كثيرًا حتى من قبل المصرفيين المقيمين في المنطقة".. هكذا يتحدث تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، متحدثا عن "الشركة الإماراتية التي انتقلت من كونها شركة "مغمورة" لتصبح قيمتها السوقية 240 مليار دولار في غضون 3 سنوات".

التقرير يشير إلى "الشركة العالمية القابضة" التي لم تكن معروفة على نطاق واسع منذ 3 سنوات، وكانت فقط شركة تدير مزارع للأسماك وأعمالا في مجال الأغذية والعقارات، وكان يعمل بها حينذاك 40 شخصا فقط، بينما أصبحت الآن مدرجة في بورصة أبوظبي، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 240 مليار دولار أي أكثر من ضعف القيمة السوقية لشركتي "سيمنز" و"جنرال إلكتريك" العملاقتين، ويبلغ عدد موظفيها 150 ألف موظف.

وينقل التقرير عن مصرفي دولي مقيم في المنطقة أنه "لا أحد يعلم" أسباب هذا النمو الهائل للمجموعة التي تمثل الآن ثلث مؤشر "فاداكس 15"، المؤشر المعياري لسوق أبوظبي للأوراق المالية.

ومع ارتفاع سعر سهمها بنسبة 42 ألفا% منذ عام 2019، أصبحت ثاني أكبر شركة مدرجة في الشرق الأوسط بعد "أرامكو" السعودية.

ويقول التقرير إنه حتى الرئيس التنفيذي للشركة "سيد بصر شعيب"، الذي تولى قيادة الشركة في منتصف عام 2019 يقر بأن ذلك "أمر مدهش".

وفي مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أصر "شعيب" على أن هناك تفسيرات بسيطة لنمو الشركة، أبرزها نقل ملكية أكثر من 40 شركة، تبلغ قيمتها مجتمعة 4.7 مليارات دولار وفقًا للشركة العالمية القابضة، من "رويال جروب" وهي تكتل آخر في أبوظبي.

وقال "شعيب" إن غالبية الشركات تم نقلها بقيمة اسمية قدرها درهم واحد لكل سهم منها.

ويعلق التقرير: "ومع ذلك، فإن هذا يفسر جزءًا فقط من القصة، فقد تضخم إجمالي أصول الشركة العالمية القابضة من 215 مليون دولار في نهاية عام 2018 إلى 54 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2022".

ووفقًا للشركة، يرجع هذا إلى نمو الأعمال التي تسيطر عليها الآن.

وقال "شعيب": "لا نقدم أي توزيعات أرباح، الأرباح التي حققناها في 2020 و2021 بشكل أساسي قمنا باستثمارها مجددا.. نحن نحاول إنشاء عملاق هنا.. عملاق عالمي".

ومع ذلك يرى آخرون أن الشركة مثال على العلاقة غير الواضحة بشكل متزايد بين المال والسلطة في أبوظبي، عاصمة الدولة وأغنى عضو في الاتحاد الإماراتي، كما يثير الأمر أيضا تساؤلات حول الشفافية.

وتشير الصحيفة إلى أنه "يمكن ربط الوقت الذي شهد تحول الشركة بالفترة التي تولى فيها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، أحد أقوى الشخصيات في أبوظبي، منصب الرئيس (رئيس الشركة) في عام 2020، بالإضافة إلى كونه مستشار الأمن القومي للإمارات، فهو الأخ الشقيق لرئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويشرف على إمبراطورية تجارية آخذة في الاتساع".

وإلى جانب دوره في "الشركة العالمية القابضة"، فإنه يرأس شركة "ADQ" أو "القابضة"، وهي أداة استثمارية حكومية جديدة ونشطة بشكل متزايد، وكذلك بنك أبوظبي الأول، وهو أكبر بنك في الإمارات، ومجموعة 42، وهي شركة للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية مقرها أبوظبي.

كما أنه يسيطر على مجموعة "رويال"، وهي شركة قابضة تمتلك 62% من الشركة العالمية القابضة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حوالي 24% من أسهم "الشركة العالمية القابضة" مطروحة بحرية للتداول، وإن أكثر من 90% من المستثمرين فيها من دول الخليج.

وحول ذلك قال "شعيب" إن رؤية الشيخ "طحنون" للشركة "تقتصر على خلق قيمة للمساهمين. كيف نخلق (هذه القيمة)؟ يتم ترك ذلك للإدارة".

ورفض "شعيب" الشكوك حول أسباب النمو السريع في أسعار أسهم الشركة، قائلاً إن هناك "قليل من الجهل عند المصرفيين الذين لا ينظرون إلى الأمر بشكل صحيح".

وتنقل الصحيفة عن "شعيب" قوله إن "المستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار بهذه القيمة السوقية، يفعلون هذا فقط لأنهم قاموا بواجبهم بشكل جيد، ومن ثم استطاعوا إدراك أن تلك الأصول ذات قيمة كبيرة".

وأضاف: اعتقد أن الناس يتوقعون أن تلك الأصول المعينة التي لا تزال بالخارج (مع شركة رويال غروب) ستأتي إلى مجموعة العالمية القابضة... وهو ما لا أنكره، فمن المحتمل أن يأتوا فعلا".

وسعى "شعيب" لشرح هدف المجموعة على أنه "شيء واحد بسيطن هو (إنشاء) قيمة لمساهمينا من خلال الاستثمار في محافظ مختلفة، وليس تدفقًا واحدًا للاستثمار".

وتابع الرئيس التنفيذي للشركة، إن "الشركة العالمية القابضة" تستهدف نمو إيرادات المجموعة، من 7.7 مليارات دولار في عام 2021 إلى 27 مليار دولار في عام 2023، وذلك إلى حد كبير من خلال عمليات الاستحواذ.

وزاد: "خطتنا الخمسية هي بلوغ تريليون درهم (272 مليار دولار) من العائدات على الأقل، في عمليات الاستحواذ، وشركاتنا تعمل بشكل جيد للغاية".

ومن بين الصفقات التي أبرمتها الشركة في عام 2022 استثمارات بقيمة 2 مليار دولار في 3 شركات مسجلة في مومباي، وتلك الشركات جزء من إمبراطورية رجل الأعمال الهندي "غوتام أداني".

وعزا "شعيب" أرباح المجموعة البالغة 6.5 مليارات دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، بزيادة قدرها 236% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، إلى حد كبير إلى الاستثمارات، بما في ذلك حصتها في شركات رجل الأعمال الهندي "غوتام أداني"، أغنى رجل في آسيا.

وأضاف أن "تركيز الشركة ينصب على التكنولوجيا، والرعاية الصحية، والعقارات، والإنشاءات، والأغذية، والصناعات الزراعية، والاستثمار العام".

وجغرافيا، ينصب اهتمامها على آسيا وأمريكا اللاتينية وهي تبحث عن صفقات في أسواق متنوعة مثل تركيا وإندونيسيا.

وعلى الرغم من ذلك لا يزال بعض الخبراء الاقتصاديين بحاجة إلى الاقناع باستراتيجية المجموعة.

وتنقل الصحيفة عن مصرفي آخر مقيم في الخليج، قوله: "لا أفهم هذه الشركة، لأنها شركة ذات قيمة سوقية تبلغ 200 مليار دولار وتقدم إفصاحات (بيانات مالية) أقل من الكيانات الأصغر منها بكثير".

ومع ذلك فهي "مصدر مهم لتدفق الصفقات، وأنا متأكد من أن بعض البنوك تدرس ما يمكن أن تفعله من أجل الانخراط (في هذه الصفقات)".

وتواصل "الشركة العالمية القابضة" والشركات التابعة لها التركيز على رؤيتها لبناء شركة قابضة للأصول قوية ومتنوعة من خلال عمليات الاستحواذ الاستراتيجية في الصناعات التي يحركها النمو، وإنشاء شركات مبتكرة تضيف قيمة وتحقق تحسينات مستدامة للشركات والمجتمعات المحلية في الإمارات والأقاليم الدولية التي تعمل فيها الشركات التابعة لها.

والركائز الإستراتيجية الرئيسية للشركة العالمية القابضة للنمو والنجاح للربع المقبل، وفق الصحيفة، سيتمحور حول عمليات الاستحواذ الاستراتيجية والتنويع والتوحيد والتصفية والإدراج.

طالع النص الأصلي للتقرير

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الشركة العالمية القابضة طحنون بن زايد استثمارات استحواذ