دفعت موجة ارتفاع الأسعار الكبيرة في مصر، المواطنين إلى "تقنين الوجبات الغذائية"، في محاولة للتكيف مع تداعيات الانخفاضات المتتالية للجنيه أمام الدولار، فيما تحرك الجيش، بأوامر من الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" لمواجهة ظاهرة اختفاء عدد من السلع من الأسواق على وقع أزمة الاستيراد.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل اللحوم، إضافة للملابس والنقل والأدوية، شهدت ولا تزال، ارتفاعات جنونية في مصر، مع انخفاض قيمة الجنيه بنسبة 36.5% العام الماضي مقابل الدولار الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنيه كان ثالث أسوأ عملة أداءً في العالم بعد الروبية السريلانكية والبيزو الأرجنتيني، حيث بلغ التضخم ما يقرب من 19% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويتوقع الاقتصاديون أن يرتفع إلى 25% بحلول مارس/آذار المقبل.
ولفت التقرير إلى أزمة في السلع الغذائية الأساسية في مصر، حيث رصد متابعون اختفاء سلع مثل الأرز وزيت الطهي والخبز والسكر من أرفف عدد كبير من المتاجر.
تقنين الغذاء
وقالت "نيويورك تايمز" إنه بعد حث المعهد القومي للتغذية (حكومي) المصريين على تناول أرجل الدجاج، بعد الارتفاعات الكبيرة في أسعار تلك الطيور، فإن كثيرا من المصريين الذين يحصل معظمهم بالفعل على الخبز والحصص الغذائية من الحكومة، إنهم يقللون من شراء مجموعة متنوعة من السلع والخدمات وسط أزمة اقتصادية.
وذكر "محمد وهبة"، رئيس شعبة الجزارين بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن مبيعات اللحوم الوطنية انخفضت بنحو 25% خلال الشهر الماضي.
وقال بعض الجزارين في العاصمة إنهم شهدوا انخفاضا في الطلب إلى النصف.
والأربعاء الماضي، انخفضت العملة المحلية بنسبة 7% تقريبا مقابل الدولار، وهي المرة الثالثة منذ مارس/آذار التي يسمح فيها البنك المركزي المصري بانخفاض كبير ليوم واحد.
وتجاوزت قيمة الدولار الواحد 27 جنيها مصريا حاليا، مقارنة بنحو 16 جنيها قبل عام.
الجيش يتحرك
في سياق متصل، أعلن الجيش المصري التحرك لتوفير حصص من مواد غذائية للمواطنين، بطلب من "السيسي".
وقال بيان للجيش المصري: "لتوفير السلع الأساسية وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين وانطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية للقوات المسلحة، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها إلى هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة بإعداد وتجهيز وتعبئة 3 ملايين عبوه غذائية لتوزيعها على المواطنين بنصف الثمن للمساعدة فى مواجهة التداعيات الإقتصادية".
وتابع البيان: "تم دفع إسطول ضخم من وسائل النقل الثقيلة والقطارات لتوزيع السلع لمختلف محافظات الجمهورية بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية".
وأشار إلى أن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية قام بزيادة أعداد منافذ البيع الثابتة والمتحركة بكافة ربوع الجمهورية وطرح العديد من المنتجات والسلع الغذائية بها بأسعار مخفضة لمجابهة الممارسات الاحتكارية بالأسواق.
